الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصين والمأزق الكورى




تحاول الصين دائمًا من جانبها تخفيف حدة التوتر ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب لن يكون أى طرف فيها رابحا، إذ تتخذ موقفا مرنا من الأزمة، فلم تتخذ أية إجراءات حاسمة ضد الشمال حتى الآن، فاندلاع الحرب فى شبه الجزيرة الكورية يهدد الأمن والاستقرار فى شمال شرق آسيا، وقد يشكل تهديدا أمنيا خطيرا للصين بسبب مواقفها الداعمة للشمال.
كما أن اندلاع الحرب قد يؤثر على القيادة الجديدة فى الصين التى تريد التركيز على المشاكل الداخلية خصوصا الاقتصادية منها، ولن يتأتى لها ذلك فى جو إقليمى متوتر؛ لذا توجه الصين دعوات لضبط النفس وتدعو للحوار كحل وحيد للأزمة الحالية، وتتطلع الصين إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووى، إلا أن الأولوية الكبرى لكوريا الشمالية تتمثل فى امتلاك هذا السلاح وتطوير قدراتها الصاروخية باعتبارها الضمان الوحيد ضد أى خطر وجودي، إضافة إلى كونها ورقة تفاوضية مهمة؛ لذا تتحدى الضغوط الصينية عندما تتعرض أولوياتها للتهديد, وقد أثبتت التطورات الأخيرة محدودية النفوذ الصينى على «بيونج يانج»؛ فقد بادرت هذه الأخيرة إلى إجراء تجارب صاروخية وأخرى نووية على الرغم من التحذيرات الصينية، ثم دفعت بالأمور إلى التصعيد، ما عرض المصالح الصينية فى المنطقة للخطر.
على الرغم من هذه التصرفات، فإن الصين لا تستطيع معاقبة كوريا الجنوبية عبر خنقها اقتصاديا وقطع إمدادات الطاقة عنها، كما أنها لا تستطيع أن تثنيها عن تصرفاتها التى تهدد استقرار المنطقة، وفى الوقت نفسه لا تستطيع التخلى عنها لأنها ذات أهمية استراتيجية لها، حيث إنها تمثل منطقة عازلة للصين عن القواعد الأمريكية فى كوريا الجنوبية ومصدرا للموارد الطبيعية واليد العاملة الرخيصة، مما يضع الصين أمام معضلة حقيقية، وتعمل الصين جاهدة كى لا ينهار أو يتغير النظام الحاكم فى بيونج يانج، لأن انهياره سيؤدى إلى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين إلى داخل أراضيها، وقد ينتج عنه صدام بين الجيش الصينى من جهة والجيشين: الكورى الجنوبى والأمريكى.