الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كفر صقر المركزى».. «كفرت» المرضى




يشهد مستشفى كفر صقر المركزى حالة من اللامبالاة وتدهور خدماته الصحية نتيجة افتقاره لأبسط الامكانيات الطبية وانتشار حالة من الفوضى فى إدارته حيث يغيب الأطباء عن العمل باستمرار وعندما يوجد طبيب يرفض العمل بخلاف تعنت جميع العاملين فى هذا المستشفى مع المرضى علما بأن مركز كفر صقر وتوابعه 300 ألف مواطن أغلبهم من معدومى الدخل لا تتوفر لديهم أموال للعلاج على نفقاتهم الخاصة، يقول محمد ديدامونى طالب جامعى ان المستشفى يفتقر لأبسط المقومات الأساسية التى تجعل منه مكانا لتلقى العلاج والرعاية الطبية لبسطاء القوم.

وأشار إلى أن المستشفى لا تقوم بصرف أى أدوية أو أدوات للمرضى، وأن كل مريض يشترى كل ما يحتاجه على نفقته الخاصة، حتى أدوات إجراء العمليات الجراحية والقطن والشاش، دون مراعاة للحالة المادية لرواده، رغم أن معظمهم إن لم يكن جميعهم من الفقراء والمعدمين.
وتقول ليلى عبد العال إحدى المرضى، « لولا المرض والفقر وإرادة الله لما دخلت هذا المستشفى»، لافتة إلى الإهمال الشديد وسوء التعامل معها ومثيلاتها، وعدم وجود أطباء فى معظم فترات اليوم، وهو ما جعل المواطنين يقولون أن هذا المستشفى داخله مفقود والخارج منه مولود.
أضافت أن الفساد والروتين يضربان أركان هذه المؤسسة الطبية، موضحة أنه لايمكن ألا يكون به أبسط أنواع الأدوية، ومن المؤكد أن أجهزة وزارة الصحة تمده ولو بالنذر اليسير منها، ومع ذلك فلايتم صرف أى شىء للمرضى ولو قرص أسبرين أو شريط شاش.
وتشير منار السيد الى أنها حضرت للمستشفى لتحديد موعد لإجراء عملية ولادة قيصرية لها، ولكنها عندما رأت الحالة المذرية التى عليها المستشفى، غيرت رأيها وخرجت مسرعة، وقررت الولادة فى عيادة خاصة، حتى لو اضطرت للاستدانة، حفاظا على حياتها ومستقبل أسرتها.
وأوضحت أن مستوى النظافة داخل المستشفى لايمكن معه تقديم خدمة طبية آدمية للمواطن، حيث أنه ملىء بالحشرات والحيوانات الضالة كالقطط والكلاب، فضلا عن تلوث الشارع فى المنطقة من حوله، متساءلة هل هذا عقاب للفقراء الذين لايدخل غيرهم هذا المستشفى.
ويضيف أحمد عبد العظيم، أن المستشفى يفتقر للعديد من التخصصات الطبية، التى يؤدى العجز ونقص عدد الأطباء فيها إلى تعرض حياة الكثير من المرضى للخطر، خاصة تخصصات التخدير والعظام والعناية المركزة وأمراض القلب، مشيرا إلى أن إدارة المستشفى تتعامل مع الأمر بسلبية شديدة، فرغم تقديم العديد من الشكاوى إلا أنه لم يحرك أحد منهم ساكنا، والوضع يسير من سيئ إلى أسوأ.
ويضيف أنه من فرط الإهمال واللامبالاة الذى يدار به المستشفى يتم حرق النفايات الطبية داخل السور وبالقرب من العيادات وحجرات وعنابر المرضى، مما يشكل خطرا على صحتهم نظرا لانبعاث الأدخنة الكثيفة إثر عملية الحرق.
ولفت أحد الأطباء إلى أن مستشفى كفر صقر المركزى يفتقر إلى العديد من الاجهزة الطبية التى يحتاجها المرضى سواء فى مرحلة التشخيص أو العلاج، لافتا إلى أن تدنى رواتب الأطباء فى وزارة الصحة يجعل معظمهم يفضلون العمل فى المستشفيات الاستثمارية أو عياداتهم الخاصة.
وطالب عدد من المترددين على المستشفى ومواطنى مركز كفر صقر، الدكتور سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية والدكتور عصام عبد الله وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، بالنظر إليهم بعين الرحمة وتلبية مطلبهم نحو توفير خدمة طبية لائقة لهم، باعتبارها حقًا مشروعًا لكل مواطن.
ومن جانبه قال الدكتور سعيد عبدالعزيز محافظ الشرقية، أنه منذ قدومه للمحافظة وتوليه منصبه، وضع تطوير المنظومة الصحية على قمة اهتماماته، نظرا لاهميتها لحياة وصحة المواطنين.
وأضاف أنه يقوم بصفة شبه يومية بالمرور على المستشفيات بشكل مفاجئ، وكشفت له تلك الجولات الكثير من أوجه القصور فى المستشفيات، وأصدر قرارات بمجازاة عدد كبير من العاملين ومديرى المستشفيات المسئولين عنها.
وأكد انه لن يهدأ له بال حتى يتم تطوير الخدمة الطبية وكافة الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يحترم آدميتهم ويحافظ على حياتهم ويرتقى بمستوى معيشتهم، محذرا من أنه سوف يقصى أى مسئول عن موقعه مهما كان، فى حالة ثبوت تقصيره أو تقاعسه.
من ناحية أخرى قرر الدكتور سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية، إعداد قائمة سوداء للأطباء المقصرين فى واجبهم ووقفهم عن العمل، وإبلاغ رئيس جامعة الزقازيق بأسمائهم، لمنعهم من دخول امتحانات الدراسات العليا، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، وهم الذين يمتنعون عن عملهم حال ندبهم لمستشفيات أخرى لسد العجز فى بعض التخصصات.
وقرر المحافظ خلال اجتماع المجلس الإقليمى للصحة بالشرقية برئاسته، تقسيم المحافظة إلى 5 قطاعات صحية، تتعاون فيما بينها لسد العجز فى التخصصات الموجود بها، خاصة التخدير والعناية المركزة والعظام والجراحة والباطنة.
وقال المحافظ، انه سيبدأ غدا التشغيل التجريبى للربط الإلكترونى بين المستشفيات على مستوى المحافظة ومديرية الشئون الصحية، للتيسير على المواطنين، والتعرف على أماكن الأسرة الخالية فى كل مستشفى دون الحاجة للذهاب إليها، خاصة فى الرعاية المركزة للكبد والقلب وحضانات الأطفال.
وكلف محافظ الشرقية، قيادات مديرية الشئون الصحية بتكثيف المرور الدورى على المستشفيات لتقييم الأداء وتقديم خدمة طبية متميزة، مع إنشاء صندوق بكل مستشفى مركزي، يتم تمويله من تبرعات المواطنين ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني، وذلك لتحسين وتطوير منظومة النظافة والأمن بالمستشفيات.
كما كلف المحافظ رؤساء المراكز والمدن بتوفير احتياجات إدارة الأمراض المتوطنة بالمديرية، من البنزين والسولار، لمكافحة البعوض والذباب والوقاية من الأمراض خلال فصل الصيف.
وشدد المحافظ على مسئولى الصحة، بسرعة الانتهاء من تنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية للمديرية، مبديا استياءه من عدم إنفاق سوى 8 ملايين جنيه فقط، من إجمالى اعتمادات الخطة البالغ 75 مليون جنيه، مطالبا مديرى المستشفيات بعمل نموذج للخطة الاستثمارية من خلال 4 محاور هى الإنشاءات والتجهيزات والقوى البشرية والتدريب.