الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

صناعة الفخار تواجه خطر الاندثار بالمنوفية




المنوفية - روزاليوسف

تواجه صناعة الفخار التى تشتهر بها قرية جريس التابعة لمركز أشمون فى محافظة المنوفية خطر الاندثار حيث تراجعت هذه الصناعة فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ بعد التطورات التى دفعت المواطنين إلى العدول عن استخدام الأوانى الفخارية واللجوء للأوانى المصنوعة من الألمونيوم والمعادن الاخرى.
شعبان عبدالله قرنى دبلوم، يروى قصته مع صناعة الفخار قائلا إنه وأسرته يعملون فى صناعة الأوانى الفخارية المختلفة من «القلل - الأزيار - طواجن الطيور - مبخرة أو فواحة - اطباق للحمام - أواديس لأبراج الحمام» وغيرها الكثير من المنتجات التى يقبل عليها أهالى المحافظة، مستنكرا من ضعف الإقبال عليها مما يهدد بتشريد الأسر الممتهنة هذه الصناعة.
ويضيف هانى عبدالله قرنى، مدرس، وأحد صناع الفخار، أن المهنة أصبحت عكس ما اعتدنا عليها منذ أعوام، خاصة وأن العائد منها الآن لا يغطى تكلفة المنتج، موضحا أنه إذا أصابه بعض المرض يحول بينه وبين العمل لاحتياج الصناعة إلى مجهود تبذله اليدين والأرجل، منوها إلى أن المهنة تتسم بالطابع والحس الفنى الذى يغلب عليها.
ولفت عبدالله إلى أن زيادة نسبة الأقبال على الأوانى الفخارية قديما، حيث كان لا يخلو منزل من وجود أوان فخارية به، لافتا إلى انتشار الثلاجات والكولديرات وأجهزة سريعة التحضير والتثليج أطاح بصناعة الفخار، فى حين أن أسعار القلل الفخارية أصبح ضعف الزجاجات البلاستيكية نظرا لارتفاع الخامات التى نستخدمها فى صناعة المنتج.
ويضيف أحمد قرنى، طالب بكلية شريعة وقانون الأزهر: هذه المهنة لا تستلزم التخصص أو الدراسة، لأنها من اقدم الصناعات، وكان اجدادنا يعملوا بها وفتحوا بيوتاً من دخلهم منها، ومازالت الرائدة وباب الرزق المعول عليه بصفة أساسية فى الدخل حتى الآن ولو كان بجانبها مهنة أخرى لتحسين الدخل ومواجهة الغلاء الفاحش.
أما أشرف المصرى، 43 سنة، عامل، فيقول إن هذه الحرفة هى مصدر رزقى الوحيد، وابنى يعمل معى، لكنها لم تعد مجزية زى زمان، نظرا لتكلفتها العالية وغلاء الخامات التى نستخدمها فى تلك الصناعة، ناهيك أن الإقبال عليها بدأ يتضاءل شيئا فشيئا ويستغرق المنتج وقتا طويلا فى بيعه وتسويقه، بمعنى آخر أنها أوشكت على الانهيار مع انها صحية اكثر لامتصاصها الرواسب، وطواجن الطعام افضل من الالومنيوم لوجود مادة من الرصاص عليه غير مضر صحيا.
ويكمل الكلام محمد عفيفى، موظف قائلا: كنا نقبل على القلل الفخارية لأنها نظيفة وصحية وفلتر طبيعى للمياه، والآن اصبحت مياه الحنفية اسوأ واصبحنا نملأ من الجمعيات الخيرية بالجراكن ونعبأها فى الزجاجات فلا نحتاج القلل.