السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

150 وحدة صحية فى قنا لا تعالج أحداً




قنا - حسن الكومى

تشهد الوحدات الصحية فى قرى محافظة حالة من الفوضى العارمة فلا أطباء يعملون ولا موظفون يذهبون للعمل حتى تحولت الى ما يشبه الخرابات علما بأن تم اجراء تجديدات فى هذه الوحدات خلال الثلاثة أعوام الأخيرة بلغت تكلفتها 50 مليون جنيه، وفقا لتقارير وزارة الصحة ومديرية صحة بقنا حيث تم انفاق تلك المبالغ على الحدائق والمبانى، فى الوقت الذى افتقدت فيه تلك الوحدات للأطباء المتخصصين ونقص الأدوية واقتصر دورها فقط على تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال وتسجيل حالات الوفاة.
يقول محمد حمدان، مدرس بقرية دندرة، إن الوحدات الصحية بالقرية تعانى من نقص الأطباء وتفتقر للعديد من الأدوية، فالوحدة الصحية بحاجر جبل دندرة تقع فى منطقة جبلية بالقرب من مقابر الموتى ولا يوجد بها طبيب يخدم المرضي، ناهيك عن نقص عدد من الأدوية والأمصال.
وأوضح حمدان أن الصيدليات الطبية الموجودة بالمستشفيات العامة لا يوجد بها حتى السرنجة، موضحا أن أغلب المرضى يقطعون المسافات لمستشفى دندرة التكاملى لسهولة المواصلات والانتقال إليها لشراء الأدوية التى دونها الأطباء فى روشتة العلاج.
وأشار المدرس إلى أن الوحدة الصحية بدندرة اغلقت قرابة العام لترميم المستشفى وتنفيذ بعض عمليات الإحلال والتجديد بالمباني، مستنكرا من المبالغ الطائلة التى تم إهدارها فى حين أن تلك الوحدات لم تقدم إى خدمة مرجوة منها.
ولفت حمدان إلى أن الحال لم يختلف كثيرا عن الوحدة الصحية بنجع الجبيل، حيث لا يوجد بها أطباء، لافتا إلى أنها أصبحت الآن مخصصة لتسجيل المواليد والوفيات واستخراج تصريحات الدفن فقط، ومن وقت إلى آخر تقوم بتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال.
وكشف المدرس أن المستشفيات تعرضت لحالات سرقة ونهب للأجهزة والمعدات الموجودة بها، وهو ما دفع المرضى للذهاب إلى مستشفى قنا العام لتلقى العلاج ولعلها تكون أفضل من تلك الوحدات الصحية التى ماتت إكلينيكيا.
وألمح إلى أن مستشفى دندرة التكاملى تحول الى وحدة صحية بقرار من وزارة الصحة بالرغم من تمتعها بمساحات شاسعة وإمكانات عالية إلا أنها تفتقد عنصر الخبرة والمتخصصين، بدءا من تحاليل «البول والبلهارسيا» وغيرها تشرف عليها سيدة مسنة تمتهن دور الممرضة فى تقديم بعض الخدمات للمرضي.
واستنكر الأهالى من اكوام القمامة المنتشرة والملتفة بالأشجار الموجودة بالمستشفي، مستنكرين من أن العمليات الجراحية يتم تحويلها إلى المستشفى العام وهناك لا تجرى العملية إلا بخناقة، فى الوقت الذى تبقى فى أحدث الأجهزة حبيسة داخل غرف مظلمة بالوحدة.
أما الوحدة الصحية بقرية النار والدم «الحجيرات» فهى سداح مداح على حد وصف حمدى مصطفى، من أبناء القرية، وأنها تساهم فى أرتفاع أعداد الوفيات من المرضى الوافدين من حوادث الثأر بالقرية، حيث لا يوجد من يسعف تلك الحالاتت التى قد يكون يرجى منها الشفاء.. وأوضح مصطفى أن مبنى الوحدة الصحية عبارة عن مبنى مشيد بطريقة حديثة تحيطه الأشجار والغرف على أعلى مستوي، وبها حديقة واستراحة، ولكن الأدهى والأمر من ذلك لا يوجد بها أطباء ولا طاقم تمريض، لافتا إلى أن بعض النساء الحاملات تضع أثناء نقلهن إلى المستشفى العامة لبعد المسافة واختفاء الخدمة من تلك الوحدات الصحية.
وأشار مصطفى إلى نقص اختفاء جميع أنواع الأمصال بالوحدات الصحية، وأن حالات لدغات العقارب يتجه الأشخاص إلى ذات الشخص المسن يطلق عليه «الحاوى» لقراءة بعض آيات من القرآن الكريم لاستخراج سم العقرب لاختفاء المصل منها.
ويلفت محمود سالم، من حاجر دنفيق بمركز نقادة، إلى أن الوحدة الصحية بالمركز تحولت إلى دار مناسبات بعد إصدار قرار بإخلاء المبنى وتحويل جميع المعدات الطبية إلى أقرب وحدة صحية لوجود تصدعات وتشققات بالمبنى.
وقال بركات الضمرانى، عضو مركز حماية لحقوق الإنسان، أن الموطنين يتوجهون لتلك الوحدات الصحية مجبرين، إما لتطعيم الأطفال أو لاستخراج شهادات الوفاة أو تسجيل المواليد أو الحصول على تصاريح الدفن، ولكن لا يوجد بهم أطباء فى الوقت الذى توجد فى المحافظة كلية طب.
وطالب الضمرانى بضرورة دعم تلك الوحدات بأحدث الأجهزة الطبية، وتأهيل الفنين للعمل بها، مطالبا بتشديد الرقابة والمتابعة على تلك الوحدات التى انتشر بها الأهمال والفوضي، مشددا على ضرورة وجود تعاون مشترك بين كليات ومعاهد الطب والتمريض والوحدات المهملة والمهمشة.