الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سيناء.. البقعة الغالية




بقلم: محمد أنور السادات

فى يوم استردت فيه مصر قطعة غالية من أرضها وحررت سيناء بالحرب والسلام، يحتفل المصريون كل عام فى يوم الخامس والعشرين من إبريل بذكرى تحرير سيناء، ذلك النصر الدبلوماسى المصرى والثمرة الطيبة التى جناها الشعب من خلال مفاوضات مضنية واتفاقيات ومعاهدات مازال يختلف حولها البعض لكنها كانت أفضل خيار متاح آنذاك فى ظل الظروف التى كانت تشهدها الساحة المصرية والإقليمية، والأهم أن عادت لنا أرضنا بأكملها.
يوم أعلن للمصريين فيه انتهاء الحرب العسكرية، وبداية حرب أقوى هى حرب التنمية.. وأصبحت سيناء رمزًا للسلام وللتنمية، فهى بكل مقوماتها الطبيعية ومواردها الزراعية الصناعية  والتعدينية والسياحية.. ركن من أركان استراتيجية مصر للخروج من الوادى الضيق حول وادى النيل إلى رقعة أرض مأهولة واسعة تغطى 25٪ من مساحة مصر تتسع لاستقبال الأعداد المتزايدة من السكان.
ان احتفالنا بعيد تحرير سيناء يعنى لنا عودة كامل السيادة المصرية عليها، ويؤكد لنا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن ما يمكن تحقيقه بالطرق السلمية أفضل بكثير من تحقيقه بإراقة دماء أبناء الوطن.
سيناء بوابة مصر الشرقية وكانت منذ القدم مسرحًا للمعارك الحربية لذلك فهى مستهدفة إلى الأبد وعلينا دومًا الحذر والانتباه فضلًا عن انها منطقة جذب سياحى بما تتضمنه من آثار إسلامية ويهودية وقبطية ومجالًا مهماً لاستصلاح الأراضى وزراعتها حيث تتوافر المياه الجوفية كما تسقط على سواحلها بعض الأمطار الشتوية وأصبح تعميرها وتنميتها قضية أمن قومي.
إن ما يواجهه رجال الجيش والشرطة من إرهاب جبان على أرض سيناء لن يدوم طويلًا، وأعتقد أن إخلاصهم وتضحياتهم ووجودهم على تراب تلك البقعة الغالية التى ارتوت بدماء أبطال كثيرين ستبقى تدفعهم ومن سيأتى بعدهم من أجيال على التحدى والمواجهة والتضحية فى سبيل وطن عز دوماً على كل خائن أو متآمر.
ستظل ذكرى تحرير سيناء (أرض الفيروز) وعودة طابا إلى السيادة المصرية ملحمة  عند كل المصريين وسوف تبقى ذكرى وتحكى لكل جيل قصة حب ووفاء متبادل بين أبناء مصر وكل شبر من تراب هذا الوطن الغالى هكذا عشنا زمن الانتماء والولاء والتضحية.