الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شر «البلية» الديمقراطية القطرية




بقلم: صلاح أحمد نويرة

شر البلية ما يضحك.. ولن نجد أفضل من «الديمقراطية» القطرية لتجسد هذا المثل الشعبي.. دعوة قطر لدول الجوار ودول الربيع العربى إلى الديمقراطية.. تشبه تمامًا راقصة رخيصة أو عاهرة محترفة تكشف عورات جسدها وترتمى فى أحضان بلطجى طلبًا للحماية فى مقابل حصوله على  كل ما يريده من جسدها وأموالها.. ثم تدعو النساء بأن يقرن فى بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى.
لقد اختصر حكام قطر الإمارة فى شخوصهم وشخوص حاشيتهم.. واختزلوا الشعب فى بلاطهم.. وأى شيء يتحرك خارج البلاط لا يعد موجودًا.. ولا يعترف أصلًا بوجوده.
فساد البلاط الأميرى القطرى واستعمال الثروة الهائلة لمصلحة الفئة الحاكمة.. جعل القطريين ممن يسكنون الإمارة من معدومى الصوت.. لا وجود لهم.. لا يعرف عنهم إلا ما يسمح حكامهم بتمريره.. فلا دستور يحكم ولا قوانين ولا انتخابات ولا حكومة حقيقية ولا أشكال حضارية ولا أحزاب.. ولا أى مقوم ديمقراطى يعطى لها صفة دولة.
لقد سجلت قطر واقعة تعد رقمًا قياسياً وقهرًا غير مسبوق وسلبًا لحقوق الإنسان.. لم تشهده البشرية ولم يسجله التاريخ إلا فى قطر.. عندما سحب الأمير السابق حمد بن خليفة.. الذى انسحب من الحياة السياسية.. تحت قهر وضغط زوجته «موزا» الجنسية القطرية من سبعة آلاف مواطن قطرى ينتمون لـ آل مرة» وفصلهم من وظائفهم الحكومية والتضييق على من يمارس العمل التجارى الحر منهم.. إضافة إلى قطع المياه والكهرباء والهاتف عن منازلهم الأمر الذى وصفه البعض بحرب التهجير ضد «آل مرة» وإبادتهم جوعًا لشكه فى أنهم يناصرون والده.. الذى قام «حمد» بوداعه فى المطار إلى رحلة علاجية.. وبمجرد مغادرة الطائرة المجال الجوى القطرى انقلب ابنه «حمد» عليه وقام بخلعه.
والد الأمير حمد كان يخشى أن تنقلب عليه القبائل والعشائر فكان يزوج أبناءه منهم وبالفعل قام بتزويج حمد من «موزا بن ناصر المسند» وكانت الزوجة الرابعة لحمد» بعد ثلاثة من بنات عمومته.. وكان زواجًا سياسياً من أجل أن يناصر «آل مسند» «آل ثان» .. ولكن قد يؤتى الخطر من مكمنه فالذى انقلب وخلع الأب هو ابنه وشجعه على هذا زوجته «موزا» التى انقلبت على زوجها وعزلته ليتولى ابنها تميم الحكم.
قضية إنسانية أخرى حركت المشاعر الإنسانية لقسوتها وهى الحكم بالسجن المؤبد على الشاعر القطرى محمد بن الذيب العجمي.. فى إجهاض فاضح للعدالة.. قط لأنه انتقد ما يسمى بالذات الأميرية فى قصيدة شعر ذكر فقط مجرد ذكر الربيع العربى واعتبرت منظمة العفو الدولية الحكم بأنه  خيانة عظمى للمبادئ الإنسانية.
وعلق على الحكم أيضًا «دوبير ألتمان» رئيس منظـمة العفو الدولية السابق قائلًا «كيف يفهم المرء قيام قناة الجزيرة القطرية بدعم ثورات الربيع العربى وخاصة فى مصر وقطر نفسها تمنع قصيدة يذكر فيها الربيع العربي، وتحكم على الشاعر بالسجن المؤبد؟!
من يزور قطر ليبحث عن دور لنسائها فى المجتمع بعيدًا عن موزا زوجة حمد وبناته.. لن يجد نساء بارزات فى المجتمع.. المرأة شبه غائبة عن كل شيء كأغلب القطريين.
تعامل أمير قطر السابق حمد زوج موزا ومن بعده الأمير الحالى تميم ابن موزا أيضًا مع قطر على أنها مزرعة خاصة ومع القطريين على أنهم حالة غير موجودة مادامت الأموال تتكدس فى خزائنهم.. وأن تكون لديهم قدرة شرائية عالية جدًا يستطيعون شراء كل ما يريدون كما فعلوا مع المونديال.
ولكنهم أعجز رغم الثروة الهائلة عن شراء  تاريخ أو حضارة أو بناء  جسور ثقة واحترام مع الآخر وهم أعجز عن بناء مكانة عالمية تكون محط قوة أو تقدير.
وعلى الرغم من ضآلة مساحة قطر التى تبلغ 11.437 كم مربع وعدد سكانها لا يتجاوز المليون والنصف نسمة نصفهم من المقيمين.. خرجت مجموعات معارضة للعلن تتوعد بكشف خيانة وعمالة الأسرة الحاكمة وقاموا بإنشاء صفحات على الفيس بوك منها صفحة أطلقوا عليها الثورة القطرية ضد حمد وزوجته وتميم وقامت بنشر صور ومقاطع فيديو للأمن القطرى وهو يطلق الرصاص الحى على المتظاهرين وتناقلت وسائل الإعلام العالمية معلومات حول استخدام النظام القطرى المستبد الذى ينقلب فيه الابن على أبيه حرسًا خاصًا من شركة «بلاك ووتر» الأمريكية لحماية الأسرة الحاكمة لعدم ثقتهم فى القطريين.
ولم تتوقف المعارضة عند هذا الحد بل أعلنت إحدى الحركات المعارضة تسمى نفسها «كتائب الحق» معارضتها للنظام القطرى الفاسد وأعلنت قطر مؤخرًا عن مسئوليتها عن التفجير الذى أدى إلى حريق ضخم فى أحد المراكز التجارية الكبرى بالدوحة وفقًا لموقع جهينة نيوز وفوجئ النشطاء المطالبون بالحرية والاستقلال لبلادهم بتهكير مواقعهم.. إضافة إلى خطف العديد منهم ومن تتمكن أودات الديكتاتور القطرى من الوصول إليه.
حكام  قطر يخشون من حركات الاحتجاج بالداخل لذلك يقومون بتوجيه الإرهاب ضد الآخرين «خارج قطر» وأيضًا يقومون بإيواء الإرهابيين المتطرفين من تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان الإرهابية وأتباعهم على الأراضى القطرية ويمدونهم بالأموال.. والخوف القطرى لا يقتصر  على الداخل فقط بل تخشى قطر جيرانها ولذلك منحت أمريكا أكبر قاعدة عسكرية فى الخارج على نصف مساحة قطر تقريبًا وكذلك لا يمكن اعتبار التعاون الغربى وخاصة الأمريكى مع قطر تعبيرًا عن إمكانية لعب قطر لأى دور بالمنطقة.. لأن الدور القطرى لا يتعدى تنفيذ سياسات أمريكية منبعثة من المثلث الحديدى الحاكم لسياسة الداخل والخارج الأمريكية والذى عبر عنه تصوريًا بالمجمع العسكرى الصناعي.. حيث تنظم العلاقة المالية بين المشروع الأمريكى وقواتهم المسلحة والقاعدة الصناعية.
قطر دولة منافقة وديكتاتورية تنافق الغرب وتتملق الجماعات الإرهابية وتمارس الديكتاتورية على شعبها والسؤال الآن لهؤلاء المتنطعين الذين يطلون علينا بوجوههم الخبيثة وكلامهم النتن عبر فضائية الجزيرة.
هل يمكن لديكتاتور أن يتزعم حركة ديمقراطية؟! الجواب «لا» طبعًا لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. هل عرف الآن هؤلاء المتنطعون أنهم أدوات رخيصة تمثل الخسة والندالة فى يد أمير قطر لتأمين حكمه فى الداخل وتصدير القلاقل والاضطرابات للخارج.. لماذا لم يبك القرضاوى على ما يتعرض له المواطن القطرى من قهر.. لماذا لم يدن انقلاب الابن على ابيه وخلعه من الحكم.. لماذا وقف صامتًا عندما عزلت موزا زوجها الأمير صاحب الشرعية لتعطى الحكم لابنها تميم.
هل فهمت الآن عزيزى المواطن المصرى الحر الشريف حقيقة الدور القطرى وديمقراطية قطر ومن تأويهم من المتنطعين وتصرف عليهم أموال القطريين الذين يعانون ذلا وهوانا في بلادهم. ان آلة الديمقراطية لا يمكن أن تعمل ببنزين أو غاز الديكتاتورية.