الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

منظومة البحث والإنقاذ الفريضة الغائبة عن مسئولى السياحة




كتب - أحمد سـنـد


عندما أثيرت مأساة شباب سانت كاترين الذين لاقوا حتفهم فى عاصفة ثلجية خلال الفترة الماضية أثناء تسلقهم جبال سانت كاترين لم يشر اى مسئول فى السياحة إلى أن العالم لديه طرق أفضل لمتابعة أمثال هؤلاء المغامرين وانقاذهم إذا استغاثوا حيث إن التكنولوجيا الحديثة المتقدمة تبدأ من تطبيقات الفضاء والطيران ثم تنتقل إلى مجالات الحياة الأخرى.
وأكد اللواء مهندس وائل المعداوى وزير الطيران الأسبق ورئيس شعبة البحوث بالقوات الجوية سابقا إن الطيران المدنى على مستوى العالم كله يشترط وجود أجهزة استغاثة بكبائن الطائرات ترسل اشارة استغاثة إلى الأقمار الصناعية المخصصة لهذا الغرض التى بدورها تعيد إرسال بيانات الطائرة المستغيثة مصحوباً بموقعها التقريبى (أو المرفق إذا كان الجهاز مزوداً بجهاز تحديد المواقع GPS) إلى محطات أرضية موزعة على انحاء الكرة الأرضية والتى تستقبل الاشارات من هذه الأقمار لتقوم بدورها بإخطار جميع الدول الواقعة فى مدى عملها كما يتم إخطار السفن فى البحار والطائرات التى فى الجو بنفس المعلومة على أجهزتها الخاصة والتى تعمل فى نفس المدى الترددى للاستغاثة (243 ميجا هرتز أو 406 ميجا هرتز) مع إرسال كافة البيانات الرقمية الخاصة بالمستغيث.
قال المعداوى لـ«روزاليوسف»: عند هذا تبدأ الدول التى تقع الحادثة فى حدودها أو قريبة منها أو إذا كانت فى المياه الدولية بدفع طائرات هليكوبتر مزودة بأجهزة بحث (Hommer) قادرة على استقبال تلك الاشارات وتوجيه الطيار إلى مصدر اشعاعها او هناك تطور احداث حيث تشمل اشارة الاستغاثة احداثيات موقع المستغيث (خط طول وخط عرض) وهى تلك المستخرجة من جهاز تحديد المواقع (GPS) بدقة عالية وبذلك يمكن التوجه للموقع مباشرة دون إجراءات بحث.
وأضاف أن المنظومة تشمل اجهزة إرسال اشارات استغاثة تعمل فى مدى ترددى محدد (243 , 406 ميجا هرتز) وإذا كانت مزودة بأجهزة GPS حديثة تقوم ايضاً بإرسال إحداثيات موقع الحادث (خطوط طول وخطوط عرض) التى تستقبل من خلال أجهزة استقبال خاصة موجودة لمجموعة من الاقمار الصناعية تعمل فى نفس المدى الترددى والتى تقوم بإرسال تلك البيانات إلى محطات استقبال الاقمار الصناعية المخصصة للاستغاثة (ومتواجد منها فى المملكة العربية السعودية والجزائر وإسرائيل) انذار بوجود حادث فى مكان محدد وبالتالى يمكن توجيه وحدات انقاذ برية أو بحرية أو هليكوبتر إلى موقع الحادث للإنقاذ.
وأوضح وزير الطيران الأسبق أنه بعد نجاح تلك المنظومة الموجودة بالطائرات والقطع البحرية سارع العالم لعمل أجهزة يد محمولة يمكن استخدامها للأفواج السياحية التى تغامر فى الصحراء أو الغابات الاستوائية او سيارات سباقات الرالى والتى يمكن استخدامها فى الحوادث مثل حادث سانت كاترين، لو انه كان معهم مثل هذا الجهاز لتمكنت طائرات الهليكوبتر من انقاذهم فى الوقت المناسب.
وأشار إلى الانباء الواردة من ماليزيا حول أن شخصا ما قد تواجد فى كابينة الطائرة وقام بإطفاء هذا الجهاز بعد ان وجه رسالة (تصبحون على خير) وبالتالى فقد أثرها ولم يعرف مكان سقوطها أو هبوطها إذا كانت قد اختطفت.
وهنا وجب طرح السؤال إلى وزارة السياحة.. إذا كانت هذه المنظومة موجودة فى خدمة العالم أجمع جواً وبحراً وبراً لماذا لا نلزم الرحلات السياحية البرية التى من الممكن تعرضها للمخاطر فى الصحراء أو الجبال بوجود مثل هذه الأجهزة معهم قبل السماح لهم ومنحهم التراخيص اللازمة للقيام بهذا النوع من الرحلات.
ونوجه السادة المسئولين عن صناعة السياحة أنه لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع يمكن الاتصال بمركز الشرق الأوسط للبحث والانقاذ بمطار ألماظة الجوى.