الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عضو بهيئة كبار العلماء: الاختلاف فى الأحكام وسيلة للتيسير لا للتشكيك.. ونشوء المذاهب رحمة بالعباد




أكد لدكتور أحمد معبد عبدالكريم عضو هيئة كبار العلماء - أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن كثيرا من الناس ينظرون إلى مسألة الخلاف فى الأحكام على أنها دليل على وجود الخلل فى التفكير أو قصور فى التصور أو على عدم ثبوت هذه الخلافات، فيصبح الأمر بدلاً من أن يكون وسيلة للتيسيرعلى العباد يصبح وسيلة للتشكيك.
وأوضح فى ندوة عقدتها الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بعنوان «الاختلاف فى الأحكام وعلاقته بالحديث الشريف» ضمن سلسلة الندوات العامة التى تقام على هامش دورة «إعداد الكوادر الأزهرية» التى تقيمها الرابطة: «أن الخلاف فى حقيقته ليس وسيلة للتشكيك، مشيراً إلى أن الفرق بين الخلاف والتشكيك أن المتشكك لا يعرف ما هو الاتجاه الأقوى فيما هو متشكك فيه، أما الاختلاف فيمكن أن يكون هناك أسباب تجعل الخلاف ثابتا ولكل حُكم أو وجهة نظر دليل كان غائباً عن ذهن الشخص الذى سمع بالخلاف أو عُرض عليه.
أضاف الدكتور أحمد معبد أن الخلاف فى الأحكام الشرعية يرجع لقصد التيسير وإعطاء المسلم الاختيار بين أمر أو أكثر، وذلك عندما يصبح للخلاف سبباً بعيداً عن التشكيك، ومن أظهر الأدلة على ذلك حجة الوداع التى كان يتواجد بها عدد كبير من الحجاج مرافقين للنبى صلى الله عليه وسلم، وكانوا يؤدون مناسك الحج ويختلفون فى طريقة تأديتها بعض الشىء، والرواية الثابتة أن النبى ما سُؤال عن شىء مما اختلف فيه أهل الحج الا وقال لكل سائل منهم افعل ولا حرج، فالنبى هو القدوة وهو من أباح الاختلاف للتيسير.
وأشار د. معبد إلى أن كثيرين ممن يشوهون الإسلام ينتقضون وجود مذاهب مختلفة ينتمى لها لمسلمين، متسائلين لماذا توجد أربعة مذاهب تختلف فى الأحكام الشرعية فى حين أنكم كمسلمين تحتكمون لمشرع واحد ولكتاب واحد ولسنة رسول واحد هو قدوتكم، فلما إذا الاختلاف؟!، فيرد أهل العلم على هؤلاء ويقولون: إن نشوء المذاهب ما جاء بسبب اختلاف اجتهادات الفقهاء لأن الإسلام سكت عن كثير من المسائل ولم يبينها عين البيان وترك الأمر لاجتهادات الناس من باب التوسعة وعدم الضيق عليهم وفى ذلك رحمة بهم.
وأوضح أن أهم أسباب الاختلاف فى الحديث النبوى هو تفرق الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فى الأمصار والبلدان الإسلامية، حيث كان كل منهم ينزل فى بلدة ما ويُنقل ويُسمع أهلها بالأحاديث التى نقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم والأحكام المتعلقة بها مما تلقاه من النبى، كان ذلك سبباً فى الخلاف وتفرق السنة بين كل بلد وآخر، موضحاً أنه كان توجد أحاديث لم يرويها إلا أهل الكوفة، وكذلك أحاديث لم يرويها إلا أهل الحجاز وهكذا، وذلك بسبب عدم سلاسة الانتقال والتواصل بين أئمة البقاع الإسلامية، مما أدى إلى احتجاب بعض الاحاديث النبوية على أهل بلدة معينة وسبب الخلاف على إقرار بعض الأحكام الشرعية والاستدلال ببعض الأحاديث وليس التشكيك فى صحة الأحاديث وراويها.
جدير بالذكر أن هذه الدورة تأتى ضمن الندوات العامة التى تقام على هامش الدورة العلمية الثالثة للكوادر الأزهرية، حول الموضوعات التى تهتم بترسيخ المنهج الأزهرى لدى الطلاب، لحمايتهم من الأفكار المتشددة والبعد عن الغلو والتطرف.