الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء الأزهر يحرمون الثأر ويفتون بوجوب وأد الفتنة ونشر التسامح والترابط ووحدة الصف




كتب- صبحى مجاهد


أكد علماء الأزهر الشريف ان الاسلام حرم الثأر ونهى عن القتل وإراقة الدماء انطلاقا من مبادئ «الشريعة الإسلامية التى لا تعرف العنف ولا تعرف سفك دماء الأبرياء ولا تعرف إلا التسامح»، مؤكدين أن للإسلام مجالا واسعا فى وأد الفتنة ونشر التسامح وتقديم التصالح، وأن النبى صلى الله عليه سلم ضرب أروع الأمثلة فى العفو والصفح وكظم الغيظ.
فمن جانبه أكد د.أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء أن الثأر حرام، وان من يحمل السلاح للقتل يعد مرتدا عن الاسلام وان من قتل نفسا واحدة كمن قتل الناس جميعا وقال «لقد طوى الإسلام صفحة الثأر وحرمه، وجعل مقاتلة المسلم للمسلم كفر وارتداد عن الدين»، مشددا أن مصر يتسلل إليها التطرف والتشدد لهدمها ومن بين تلك الأفكار الانتقام والتقاتل والثأر كى يقاتل المصريون بعضهم البعض.
أضاف أن الإسلام عندما جاء طوى صفحة العنف وعدوان الإنسان على اخيه الإنسان وقال معلنا لمن يحملون السلاح على أمتهم انه برىء منهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حمل السلاح فليس منا»، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بحماية الدم، واخبرنا أن الله يغفر كل شىء إلا الدم، وحتى وإن كان لغير مسلم ما دام لم يناصب المسلمين العداء.
كما أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر أنه لا يخفى على أحد أن من اهم مقاصد الشريعة الإسلامية «حفظ النفس البشرية» ومن هنا كانت المحافظة على حياة الإنسان وصحته وعدم الإضرار بها جزئيًّا أو كليًّا، وجعل ذلك من المقاصد الكلية العليا التى جاءت الشرائع لتحقيقها، وهى حفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين؛ فلم تكتفِ بجعلها حقًّا للإنسان، بل أوجبت عليه وعلى غيره اتخاذ الوسائل التى تحافظ على حياته وصحته وتمنع عنه الأذى والضرر.
وشدد على أن السبب الرئيسى فيما حدث بأسوان هو انتشار بعض الأفكار البعيدة عن تعاليم الإسلام وهو ما أوجب على الأزهر وعلمائه أن يتحملوا المسئولية لتوضيح الحقائق للجميع والتأكيد أن حفظ النفس الإنسانية هو من مقاصد الشريعة الإسلامية.
وأكد أن هذا الدين العظيم بين مدى خطورة الدم وقتل النفس على المجتمعات كما ورد فى القرآن الكريم أن من قتل نفس فكأنما قتل الناس جميعا.. وليعلم الجميع خطورة الوقوع فى هذه الفتن، وهو الأمر الذى يتطلب الوقوف على دعوى القرآن للحفاظ على صورة الإسلام التى تشكل جوانبه لدى الغرب فيراه الغربيون أنه دين دموى وأهله حمقى.
كما شدد وكيل الأزهر على ضرورة الاحتكام إلى القضاء لأنه السبيل الشرعى الوحيد لرفع المظالم والفصل فيها حتى ينجلى الحق.
أضاف ان النبى صلى الله عليه وسلم ضرب  أروع الأمثلة فى العفو والصفح وكظم الغيظ ولعلنا نرى كيف كان حاله لحظة فتح مكة والذى لقى منها ما لقى من ألوان التعذيب والإيذاء، لكن جاءت سماحة الإسلام بما لا يتوقعه الأعداء حيث العفو العام «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ولما كان رسول الله القدوة الحسنة نتعلم منه العفو والسماحة فى حقن دماء المسلمين التى تسال بين الحين والآخر فى محافظات مصر بهدف ضياع وسقوط مصر، الأمر الذى يتطلب أن لا نعطى لتلك الفتن ولا لأعداء الإسلام المجال الخصب لنشر الفتن وسفك الدماء فى المجتمع.. وقال الشيخ محمد زكى رزق الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن للإسلام مجالا واسعا فى وأد الفتنة ونشر التسامح وتقديم التصالح فى كل الأمور.
وأكد الدكتور حسين عبدالمطلب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بقنا وأسوان السابق إن الدين الإسلامى دعا إلى التسامح والتصالح ووحدة الصف ونبذ الخلاف فقد ضرب لنا المثل فى التسامح والتصالح بين البشر وجمع الأمة على كلمة سواء ولا يحل لامرئ مسلم أن يسفك دم أخيه وقد أرسل القرآن رسائل واضحة تحض على التسامح والتصالح كما فى قول الله تعالى «فاصفح».
وأوضح أن من الدعائم التى أرساها الإسلام مبدأ التصافح والتسامح والإسراع فى إزالة ما يعكر صفو المجتمع حتى ولو بين اثنين فقال «خيركم من يبدأ بالسلام»، وفى الوقت نفسه دعا إلى الترابط ووحدة الصف ونهى عن الجفاء والخصام.