الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حمدى عبدالرحيم: التحرير احتضن شرفاء الشعب... وسيظل أيقونة الثورة




حوار- سوزى شكرى


من هم أبطال ثورة 25 يناير المنسيين والمهمشين؟ هل يمكن أن يكون أطفال الشوارع  شركاء فى ثورة يناير؟! ابتعد عن تسجيل أحداث الثورة التى عشناها وشاهدناها، وابتعد عن الكتابة عن رموز الثورة المصرية التى سلطت عليهم الاضواء اعلاميا، وكتب عن أطفال الشوارع الذين رأيناهم فى الصفوف الاولى مع المتظاهرين، وتم اتهامهم بأنهم بلطجية، تحاورنا معه فوجدناه رافضا لعديد من الاطروحات على الساحة (سياسيا – وثقافيا – وإعلاميا)، يرفض أن يقال إن «25 يناير» مؤامرة، ويرى ان 30 يونيو خرجت من معطف 25 يناير، والصراع  بين الثورتين صراع ملفق يرفض التصالح مع الارهابى، يرفض منع أو حجب الأعمال الأدبية، يرفض الاتهامات التى وجهت من قبل الاعلاميين والفنانين لشباب التحرير، ويرى أنها إهانة للشعب المصرى والتحرير هو أيقونة الثورة، وبحسب قوله «لو يناير مؤامرة حاكمونى فأنا شاركت فيها وحاكموا الجيش المصرى وحاكموا الشعب المصرى الشريف»، يرفض أن يعطى صوته لمرشح قبل ان يعلن المرشح عن برنامجه، يرفض الاتهامات الموجهة للكاتب علاء الاسوانى رواية «نادى السيارات» مسروقة من رواية غربية، إنه الكاتب الروائى حمدى عبدالرحيم، متحدثا عن مجموعته القصصية الجديدة «ليلة دخلة شيماء» الصادرة عن دار «أوراق» للنشر، ... فإلى نص الحوار:
■ دائما نجد فى أعمالك الروائية إهداء إلى روح الشاعر محمود درويش، فما سبب هذا الاختيار؟
- دائما وأبدا سيظل الشاعر محمود درويش عنوان الشعر المعاصر وسيظل فى كل كتبى وهذا شأنه شأن القسم، أعشق محمود درويش، وأيضا الشاعر أمل دنقل وصلاح عبدالصبور جميعهم رواد الشعر العربى من الطبقة الثانية بعد المتنبى، جميعهم احفظ شعرهم واتغنى به حين أكون وحدى منفرداَ، وعبدالرحمن الابنودى وفؤاد حداد من شعراء العامية وكلاهما قدم ابداعاً احترمه وأقدره.
■ « شيماء» بطلة القصة التى تحمل عنوان المجموعة، تم القبض عليها بتهمة الدعارة وممارسة الجنس فى خيمة بميدان التحرير، أليست مجازفة أن تجعلها من أحد شركاء الثورة؟
- شيماء وغيرها ممن يطلق عليهم «أبناء الشوارع» بالفعل شركاء فى الثورة المصرية، أنا أقدم شهادتى فى هذه المجموعة، من خلال تواجدى بالميدان 18 يوماَ، ومن قاموا بالثورة هم اشرف الناس من الشعب المصرى، خرجت فى المجموعة من دائرة الاسماء اللامعة والمشاهير والسياسيين وذهبت الى هذه الفئة البعيدة عن الضوء.
ولابد من تصحيح المسمى هم ليسوا اطفال الشوارع، هم رجال وسيدات الشوارع، هناك ظاهرتان فى مصر منذ فترة السيتنيات الاولى: ظاهرة «اولاد الشوارع» التى  مضى عليها اكثر من 30 عاماً وتتناقشها كل الجهات والمؤسسات دون فائدة، والثانية: إجبار المصريين على ان يسكنوا القبور، نجبرهم على الاقامة فى الشوارع ثم تقول عليهم «اولاد الشوارع» هؤلاء كبروا وتزوجوا وانجبوا، انا اخترت نموذجين للتعاطى مع الثورة المصرية هما «شيماء» والنموذج الثانى «سيد صومال».
لم اخترع نموذج «شيماء» كان متواجداً فى التحرير مثلها كثير، التحرير كان فيه من أفقر الفقراء الى اغنى الاغنياء، والهدف واحد، الكل موجود بأدب واحترام، التحرير هو الجمهورية الفاضلة ولم تسجل حالة تحرش واحدة فى فترة الثورة واقسم على شهادتى.
■ حدثنا عن النموذج الثانى فى المجموعة «سيد صومال»؟
- قصة (مناقب سيد صومال) بطلها «سيد» يحمل صفات شهامة اولاد البلد من البسطاء، لديه مثل كل البسطاء احساس بالوطن اكبر من اى سياسى بمصر، اشتهر منذ صغره بحبه للموز الصومالى، يعمل فى ورشة لإصلاح الدراجات النارية فى شارع شامبليون القريب من نقابة الصحفيين، اثناء الاشتباكات يوم 19 نوفمير بشارع محمد محمود أسهم «سيد صومال» بالموتوسيكل فى إنقاذ الجرحى وحملهم إلى المستشفى الميداني، وأوقفه ضابط وصرخ فى وجهه «سوف اقتلك» ولكن «سيد» لم يهتم واستمر فى مساعداته للجرحى إلى أن أصيب برصاصة فى رأسه.
■ ما رأيك فى الاتهامات التى يوجهها الإعلام الآن لشباب يناير؟
- استمعت لكل التسربيات، إنها حملة تشويه، وكلها أحاديث شخصية ولا تؤكد الحوارات أن الثورة مؤامرة، وليس بها ما يدين الشخصيات، التسربيات خضعت لعملية مونتاج استغرقت زمناً واقتطع الكلام من سياقه، أحمد ماهر و مصطفى النجار أو غيرهما، لو كان هؤلاء من صنعوا الثورة المصرية وحشدوا الشعب ولديهم قدرات فائقة على الحشد، فلماذا إذا لم يصنعون ثورات اخرى، أنا على يقين أن هؤلاء لا يستطعوا حشد سوى 1000 شخص مثلا، هم شخصيات عامة واشتهروا وسلطت عليهم الاضواء فى الاعلام ونسبت إليهم العديد من القضايا، بينما يناير كانت ثورة شعبية شريفة واعظم ثورة فى تاريخ البشرية تكاليفها عالية بما قدمته من أبطال شهداء.
■ هل ترى تناقضاً بين ثورة 25 يناير وبين ثورة 30 يونيو؟
- كل من يروج ان ثورة 25 يناير مؤامرة وان كان فيها نشطاء السبوبة هم اذناب مبارك يريدون السطو على ثورة 30 يونيو ويجعلونها فى مواجهة مع 25 يناير،  علما بأن ثورة 30 يونيو خرجت من معطف ثورة 25 يناير، انا تواجدت فى الثورتين ولا ارى اى تناقض بينهما كلاهما وجهين لعملة واحدة، ومحاولات خلق التناقض هذا مجرد وهم وكذبة، ثورة يناير ثورة حقيقية لها موجات أعلاها 30 يونيو، والثورتان ضد فساد مبارك، مبارك هو محمد مرسى بدون لحية، محمد مرسى هو مبارك بلحية، الفاسدون يريدون تدمير الثورة الام التى خرجت منها كل الاحتجاجات والمطالب، و30 يونيو تصحيح مسار يناير وليس انقلاباً، وقالها السيسى «لا عودة الى ماقبل 25 يناير»، وهذا اعتراف بان يناير ثورة حقيقية، البعض يريد السيطرة على السيسى وجعله بطلا لثورة 30 يونيو هذا ما يفعله الاعلام الفاسد، ومن يقول ان يناير مؤامرة عليه ان يحاكم قاده الجيش المصرى الذى شارك فى الثورة، وحاكمونى انا شخصيا لانى شاركت فى ثورة يناير، هل الجيش كان يحمى مؤامرة؟ كل من يقول ان يناير مؤامرة يشتم ويسب الشعب المصرى والجيش المصرى.
■ هل أنت مع دعاوى التصالح مع الإخوان التى تخرج علينا بين الحين والآخر؟
- انا استمع لرأى الآخر ما لم يكن مسلحا ومع ذلك انا مع المصالحة لكن مع من نتصالح؟ وكيف نتصالح؟ والمصالحة لابد ان تكون وفق شروط، وأول هذه الشروط ان يعود الحق لصاحب الحق، لا استطيع ان اتصالح مع من يضع مسدسا على رأسى هذا خنوع وليس مصالحة.
دعوات التصالح قد تكون دعوات نبيلة، انما  لابد ان تكون المصالحة وفق شروط فى اطارها الشرعى والقانونى، والاخوان المسلمين هم من يقفون ضد التصالح  بتصرفاتهم بالارهاب والشتائم والسب والكتابات البذئية على جدران الشارع المصرى ويفجر ويقتل فى ابنائنا من الجيش المصرى والشرطة المصرية، قتل عشوائى،تخريب الجامعات، هؤلاء لا يريدون التصالح، لا مصالحة مع من يستخدم السلاح، لا تصالح مع الذى لايقدر معنى الوطن العام، لا مصالحة مع الذى يدعو الى تفكيك الجيش المصرى او تفكيك الشرطة، او تفكيك الوطن وجعله دويلات، لا مصالحة مع الذى يهدد فريق من ابناء الوطن والتميز على اساس العرق واللون، لا تصالح مع ارهابى ومكانه السجن ويقدم لمحاكمة عاجلة عادلة.
■ هل تؤيد قانون التظاهر؟  
- التظاهر السلمى حق لكل مواطن وانا مع حرية التعبير، ولكن فى آطارها القانونى الدستورى، مثلما يحدث فى كل دول العالم، التظاهر بإذن مسبق وبعلم اجهزة الدولة، ولست مع التظاهر بقطع الطريق وتعطيل مؤسسات الدول وارهاب المواطنين، والتظاهر يكون بدون سلاح، الدولة فقط هى التى من حقها ان تمتلك وتحتكر السلاح، اى مسلح لابد ان يحاكم.
■ مادور وزارة الثقافة فى معالجة التطرف الفكرى الذى وصل إليه الشارع المصرى ؟
- ضرورة وضع خطة استراتيجية لمعالجة التطرف الفكرى والانفلات الاخلاقى قد تستغرق عشر سنوات على الاقل وليس وزارة الثقافة فقط بل المجتمع كله، الآمن ليس علاجاً للتطرف الفكرى، الفكر لا يقاوم بالسلاح، واليوم لم يعد صالحاً حجب اى فكر او كتاب او مقال او اى عمل ابداعى او حتى عمل فاسد، فقدت كل دول العالم القدرة على الحجب او المنع، مواقع التواصل الاجتماعى والنت تعرض كل ما هو ممنوع، مواجهة الفكر بفكر والسلاح يواجه بالسلاح، لو اختلفنا مع كاتب على مقالة كتبها يكون الرد عليه بمقال آخر، لو اختلفنا مع عمل روائى لكاتب يكون الرد عليه بعمل روائى آخر، وليس بالمنع والحجب، للاسف الحكومات لا تتغير  ولا تعترف بحرية التعبير والفكر، نفس الاسلوب القديم  (المنع والاعتقال)،  امثال «كرم صابر» رغم اختلافى الكامل مع كتابته إلإ إن السجن والمنع سوف يخلق من الكاتب بطلاً ويشتت بأفكاره يعيد ترويجها، ويكتسب شهرة وانتشار.
■ مقال الكاتب رءوف مسعد ذكر مقارنة بين رواية «نادى السيارات» لدكتور علاء الأسوانى ورواية «حفلة التيس» لماريو يوسا، متهما الأسوانى بنقلها عن يوسا، فما رأيك؟
- من يهاجم الاسوانى لم يقرأ الروايتين اساساً، التناص مشروع فى الأدب وليس تهمة، وكل الشعراء حتى غير المسلمين تناصوا مع القرآن، الشاعر أمل دنقل كتب «سفر أمل دنقل» و«الإصحاح الأول» وكتب بنفس مسميات، وأضاف عليه خصوصيته، العيب كل العيب هو السرقة، سرقه اللفظ وسرقة المعنى وربما الاثنين معا.
عالم الرواية عند علاء الاسوانى مختلف تماما عن عالم يوسا، لا تشابه بينهما، علاء الاسوانى كاتب موهوب وأكبر من أن يقع فى هذا الخطأ، والأسوانى كتب فصولا من رواية «نادى السيارات» ونشرها فى أخبار الأدب قبل أن ينشر يوسا روايته «حفلة التيس»، وأعتقد أن هذا أكبر دليل على براءة علاء الاسوانى من تهمه اختلقها «مسعد»، فهل نقول الآن أن يوسا نقل من الاسوانى؟!
«مسعد» لا يكتب إلا عن أعمال علاء الاسوانى وهذا من سنوات، ويرجع إلى مشكلة شخصية بينهما، فقد كتب ضد الاسوانى أكثر من مرة، وفى كل مرة يتهمه بتهم جديدة، ولكن مسعد لا يعمل لصالح الدولة العميقة فى تشويه رموز يناير، الاسوانى لم يعط صوته لمحمد مرسى، فقد ظن البعض بسبب هجوم الأسوانى على الفريق أحمد شفيق أنه أعطى صوته للاخوان، فالاسوانى أعطى صوته لحمدين صباحى وفى الإعادة قاطع الاعادة.
■ من تؤيد من المرشحين للرئاسية ولماذا؟
- لم يعلن المرشحون عن برامجهم، انا انتخب برنامجاً وليس اشخاصاً، كيف اعطى صوتا وانا لا اعلم افكارهم، الدولة المصرية تعانى من تراكمات ومشاكل معقدة،  حسنى مبارك تركها خربة وتحت الصفر.