الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«لاجئون» مصريون على أرض مصرية




 تحقيق- إبراهيم المنشاوى وحنان عليوة

350 أسرة تعيش فى شبرا الخيمة وخاصة بمنطقة بهتيم تقطعت بهم السبل بعد أن انهارت العقارات التى كانوا يقطنون بها وأصبح بعضها على وشك الانهيار حيث اضطرت 22 أسرة للاقامة فى خيام بمخيمات  بينما لجأ أفراد 32 أسرة أخرى للأقامة عند أقاربهم فى المساجد فى حين يهيم الباقون على وجوههم فى الشوارع تحت سماء البرد القارس فى الشتاء ونار الشمس الحارقة فى الصيف ولم تقتصر معاناة هؤلاء المشردين على العوامل من برد وحرارة بل أمتدت الى تعرضهم للاعتداء وفرض الاتاوات من البلطجية فضلا عن انتشار القمامة فى الأماكن التى يسكنون بها، حيث يعتبرها سكان المناطق المحيطة بأنها مقلب لإلقاء مخلفاتهم وفضلاتهم.
«روزاليوسف» رصدت مأساة إنسانية لـ22 أسرة يتراوح عدد أفرادها من 4: 6 أفراد باجمالى 100 شخص يعيشون فى مخيمات بمنطقة تسمى الجراج فى شبرا الخيمة وتفتقد للكثير من الخدمات التى يتمتع بها اللاجئون فى مخيمات اللاجئين فى الدول الأفريقية رغم أنهم فى وطنهم  يروى حسن مرسى حسن تفاصيل المأساة قائلا: ذهبنا الى المسئولين فى المحافظة وحى شرق شبرا الخيمة وطلبوا عمل أبحاث اجتماعية لكل حالة وبالفعل اتخذنا كل الإجراءات ولكن كله كلام على ورق، حيث تم تسليم مواطنين آخرين شققا وذهبنا الى محافظ القليوبية السابق ولكن «ودن من طين وأخرى من عجين» وراح مجهودنا فى مهب الريح.
 ويقول هشام فكرى محمد الحديث انهم يعيشون فى الشارع والمسئولون لم يعطوهم المخيمات الا بعد دفع 4500 جنيه لضمان الحفاظ عليها. ويلفت هشام إلى أنه عندما تتساقط الأمطار يوضع مشمع من البلاستيك حتى حتى الخيام من الخارج للحفاظ عليها حتى لاتتلف من الأمطار، متسائلا ان الشتاء له حل اما عن الصيف وشده الحرارة التى تهلك أقمشة الخيام فما الحل.  ويضيف مرسى حسن مرسى أن الحى وضعهم فى الخيام لحين توفير شقق سكنية ومرت السنين والأيام ولم يستلموا شيئا متسائلا ما ذنبى أنا وأولادى نعيش فى الشارع ولفت إلى أن المواطنين والموظفين بالجمعية الزراعية يقتحمون المكان والسائقيون الذين يغسلون السيارات وسط المخيمات.
 وبدأت سميرة سعيد خطاب حديثها قائلة إحنا ناس منسيين كلا إننا لسنا مصريين فالمسئولون هنا يرون اعتداءات البلطجية علينا ولم يتحرك أحد الغريب أن المنطقة المنصوبة بها الخيام أصبحت مقلب قمامة لمخلفات المنازل المجاورة ولم يتحرك أحد من المسئولين.  وبنظرة يأس وحزن، يقول مصطفى محمد محمد عبدالله 53 سنة عامل،: فقدت نظرى وأصبت بالشبكية ولو قلت أن هذا قضاء وقدر لكن الأكثر حسرة أنى أصبت بقرحة جلدية من التلوث  وقال مطصفى: دخلت سليما وخرجت مريضا و«بيقولوا إن المحافظ الجديد ميعرفش عننا حاجة احنا عايزين نوصله»  ويكشف محمد سمير عن قيام مسئول يدعى سيد يعمل مديرا عاما للإسكان بشبرا الخيمة قام منذ أسبوعين بزيارة منطقة الجراج وتفقد الخيام واستلم من سكان الخيام خطابات الإزالة والبحث بالحالة الاجتماعية، طلب منهم الأماكن المقترحه للبناء عليها وتم عرض الأماكن المقترحه لبناء الشقق عليها ومنها الشارع العمومى بمكتب البريد القديم ومساكن مسطرد وأخرى على البحر تابعة للحى أو حتى «الجراج» الا احنا فيه حاليا وقال لنا موظف بالحى «انت مفكر ان هنبنى لكم فى منطقة راقية» مع العلم ان المحافظة وزعت شقق ولم يكن لنا نصيب منها حتى الآن.  وتساءلت هبه فكرى فى حسرة قائلة مين يقدر يتحمل العيش هنا يوم واحد جنب قهوة ومتعاطى المواد المخدرة وحالة الضوضاء والفوضى المنتشرة فى كل مكان بخلاف الهاربين الذين يختبئون حول المكان هذا غير الأحوال الجوية التى نعيش فيها من قسوة البرودة بالشتاء والأمطار الغزيرة والعواصف التى تحطم المخيمات من شدتها وحرارة الصيف التى لم يكن يطيقها احد من المسئولين بمنزله، والأكثر الأمراض التى اصابتنا من التلوث ولم نجد سوى تجاهل المسئولين منذ 4 سنوات. وسكان المخيمات بمنطقة الجراج خيمتان لمعاقين هما محمد صابر أبكم وزوجته سهير عبدالكريم ولديهما الطفلة منه ذات الـ7 سنوات هؤلاء لم يجدوا حظهم بالدنيا والذين فقدوا منزلهم بسبب قرار الإزالة.  تقول صباح محمد ان زوجها محمد مسعود محمد، توفى فى الخيمة بعد معاناة من مرض الكبد الوبائى بسبب التلوث المنتشر فى المكان وعند وفاته طلب المسئولون منها شهادة الأبناء ولكن كالعادة وضعت الأوراق فى أدراج مكاتب المسئولين ولم يسأل فيهم أحد.   الطريف فى هذه الموضوع أن سعيد عبد الكريم 53 سنه سائق، اقام حفل زفاف نجلته فى الخيمة منذ شهور قرر عمل حفل خطوبة لنجلته الثانية يوم الثلاثاء بعد غد ودعانا لحضور الحفل لافتا الى ان هناك إحدى السيدات رشا سمير وضعت طفلين توأم هنا بالخيمة.  ويطالب سامح عبد السلام احد شباب الذين يعيشون فى الخيام من المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية بأن يتبنى حالته ومساعدة على إجراء عملية تتكلف 1500 جنيه ونظرا للحالة التى يعيش فيها لم يكن لديه المبلغ لإجرائها.  الأكثر خطورة ومأساوية وجود 350 مواطنا بينهم سيدات كبار السن وأطفال، يقضون حياتهم فى الشارع خوفا من المبيت فى منازلهم المنهارة بعدما تصدعت أعمدتها الخرسانية بسبب المياه الجوفية فى الطوابق الأرضية التى كانت مستأجرة كمخازن لمحلات «بنزايون» منذ 25 عاما، وتركوها دون متابعة، مما تسبب فى وصول المياه إلى الأعمدة الخرسانية وانهار جزء كبير من تلك المنازل وسور يفصل بين العقارين رقم 1 و 2 بشارع مسجد تبارك بمساكن بهتيم.  ويقول سكان العقار رقم 1 «لقد فوجئنا بانهيار جزء كبير من منزلنا المكون من 4 طوابق، وكل طابق به 4 شقق، وهو ما حدث بالعقار رقم 2 المجاور له، والذى يسكنه ما يقرب من 35 شخصا، وذلك بسبب انتشار المياه الجوفية فى الطوابق الأرضية التى كانت مؤجرة لشركة الأزياء الحديثة منذ 25 عاما، وكانت مغلقة والمياه الجوفية انتشرت بداخلها وتسببت فى انهيار جزئى للعقارين وقمنا بتقديم شكوى لرئيس حى شرق شبرا الخيمة، وتم عمل معاينة أثبتت أن العقارين يجب أن يتم ترميمهما بأقصى سرعة نظرا لخطورة الوضع على السكان، وقال لنا رئيس الحى: «الموضوع فى إيد المحافظ»، ومن يومها لم يسأل عننا أى مسئول وقامت جميع الأسر بنقل حياتها للشارع والنوم فى المساجد».