الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إيران عالقة ولاتملك بديلا عن «المالكى»




كتب - محمد عثمان وإسلام عبدالكريم


لا يمكن إغفال الدور الإيرانى فى الملف العراقي، ناهيك عن أنها دولة حدودية، أو أنها دخلت معها فى حروب فى السابق، أو لأنها من أكبر الدول من حيث عدد الشيعة بعد إيران، ولكنها بالنسبة لها صراع مع المحور السني، فإيران تنظر للعراق على أنها منطقة يجب إدخالها ضمن نفوذها، سواء بشكل تكتيكى لضمان أمنها فى تلك الدولة الحدودية من أى مواجهات عسكرية، أو بشكل استراتيجى كملعب مع السعودية لبسط نفوذها فى صراعها لنشر المذهب الشيعي.
ظاهريا يمتنع المسئولون الإيرانيون عن الإدلاء بأية تصريحات متعلقة بالانتخابات العراقية، حيث تفضل اللعب فى الخفاء، فطهران لا يمكنها أن تصمت عما يدور فى تلك الدولة، ولا تفوق الفرصة فى التدخل فى شأنها من خلال الأئمة الشيعة هناك، حيث تستغلهم فى توجيه الدفة لصالحها.
كما أنها منذ الإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية، بات الملعب جاهزا بشكل أكبر لتدخلها، ولتضع نفسها فى مواجهة إقليمية بشكل محدود داخل دولة العراق، خاصة أن العراق بالنسبة لطهران هى البوابة الرئيسية لتحقيق الحلم الفارسى بإقامة إمبراطورية شيعية فى العالم الإسلامي، كما أن لها أهمية اقتصادية كبيرة بسبب المخزون النفطى الكبير.
يضاف لذلك أن إيران تستغل نفوذها فى العراق كـ«ورقة مساومة» على الساحة الدولية، أو عن طريق العنف والدموية بإرسال انتحاريين إلى العراق لمواصلة حالة الاضطرابات والعنف التس تشهدها بلاد الرافدين منذ 2003 بعد الغزو الأمريكي، لذلك تحافظ طهران على نفوذها فى العراق.
أوضح محمد مصطفى العبد، الباحث فى الشئون الإيرانية بمركز الأهرام الاستراتيجي، أنه رغم إعلان إيران أنها لن تتدخل فى الانتخابات العراقية، إلا أنها متخوفة من التدخل السعودى فى العراق ومن بقاء «نور المالكي» على رأس الحكومة العراقية.
مشيرا إلى أنه رغم تصريحات المرجع الشيعى «عمار الحكيم» ضد «المالكي» إلا أن من المصلحة الإيرانية بقاؤ فى منصبه على رأس السلطة التنفيذية فى العراق، لضمان بقاء الشيعة على رأس السلطة، خاصة وأنها لا تملك بديلا عنه حاليا، وأيضا نكاية فى الرياض، فى الوقت الذى يزيد فيه التوتر من نتائج تلك الانتخابات وما قد يتمخض عنها.
مؤكدا أنه من الطبيعى أن يدعم العراقوين فى مناطق كردستان والأهواز أهل السنة فى تلك الانتخابات، نظرا للاضطهاد الدينى الذين باتوا عرضة له من قبل الإيرانييون.