الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محنة الأمة فى خطباء المساجد!




أحمد عبده

كل هذا، ورغم كل ما يحدث من خراب وفتنة، ولاتزال نغمة التكفير تعزف على منابر مصر، عيب يا وزير الأوقاف، عندك من يعتلى المنابر، ويفرض علينا جهلة وتعصبه، ياريت عارف يقول كلمتين على بعض، ياريت عارف يربط الخطبة فى موضوع نطلع به، سنتغاضى عن اللغة، وهى سقطة كبرى فى حق الأزهرى، ويمكن أن نتغاضى عن تفاهة الموضوع، وتفاهة الأداء، لكن ما لن نتغاضى عنه أبدا، وسنهاجم عليه الخطيب فورا وهو على المنبر، هو لغة التكفير، والجهل بالمعلومة.
فلا تكفير لمسلم، ولا تكفير لمسيحى يسكن معى فى العمارة، عليه الدور فى صباح باكر لإحضار الإفطار لمحمد وحسين فى الشركة التى يعملان بها، وأولاد بطرس مع أولاد محمود، لازم نفرَّحهم ـــ كما كانت تفعل أمهاتنا معنا أيام المحبة والتسامح والسلام الاجتماعى، بالبيض الملون، كان أجمل يوم فى حياتنا، فشم النسيم ليس بدعة نصرانية أيها «الخطيب» الجاهل، أنت خطبٌ على الأمة ولستَ خطيباً، أنت مصيبة ولست مصيباً، فلأنك وأمثالك من جهلة المنابر، كارهو الحياة والجمال والحب والربيع والخضرة والبشر والحجر، عاشقو الكآبة والقتامة والتعاسة وتنغيص الحياة علينا، لم تقل على المنبر سوى كلمة من الشرق وكلمة من الغرب، ثم تتمطع، وتتنطع، فيلد الجمل فأرا، لتقول «شم النسيم بدعة نصرانية، وأنتم تعلمون أن النصارى كفار، فلا تقلدوهم» فما المناسبة؟.
كلام جاهل، يتشكل به وعى الصغار، ويتسطح به فكر الكبار، وفى الفصل سيقول الطفل كريم محمود لزميله رامى فايز: صحيح أنتم كفار؟ أليس كذلك يا موقظ الفتن؟. فأنت بجهلك مفروض على المصلين، إنه عيد الربيع والخضرة ونضج الزراعات، المصرى القديم كان يحب الحياة والإقبال عليها، الشهور القبطية التى زرع أباك وجدك علي حسابها القمح والبرسيم والقطن ورباك وأطعمك بها، لم يكن المصرى القديم كئيبا قاتما مثلك. المصرى القديم توحد مع البهجة والطبيعة بحبه للربيع والخضرة والجمال، صنع للجمال عيدا أيها الكئيب الجاهل.   
عضو اتحاد كتاب مصر