الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الانتخابات فى مصر




أحمد محمد جلبى

حسم المصريون اختياراتهم سريعا هذه المرة، فطيلة السنوات التى تلت إزاحة مبارك من سدة الحكم تحير وتغير نمط الحاكم فى أعينهم العديد من المرات، والمتابع يعرف أن مصر كانت تبحث عن رجل كفء تلقى إليه مقاليد ومسئوليات، حتى إن أشهر الأغانى التى خرجت بعد الثورة تتحدث عن ذلك الموضوع بالتحديد وليس عيبًا أن تتزيا بزى ثم تخلعه لأنه لا يناسبك وهو ما حدث تماما فى جلباب الإخوان الخوارج إلى بذلة رئيس مدنى منتخب ذى خلفية سياسية موثوق بها وعسكرية حضارية تناسب عصره وأوضاع المنطقة، كذلك حل الإخوان فى أماكنهم القديمة بلا نقصان ( على ذمة قضايا التخريب، مظاهرات عنف فى الشارع، تحت الأرض يمارسون عاداتهم القديمة السرية.. إلخ) أى أن المنافسة على قيادة الدولة قد حسمت ولا تنتظر سوى إعلان النتيجة شكليًا وإداريًا، القطار غادر المحطة بركابه بينما تعلق عدد من قيادات الإخوان غير المعروفة إعلاميًا بالعربة الأخيرة.
فهناك دائمًا طموح شخصى فى قيادة الحركة يدفعهم إلى تلك المغامرة المعقولة وحيث أغلق باب الزنزانة على جيل نشأ وترعرع على أفكار سيد قطب التكفيرية وتفسيراته المغلوطة للقرآن الكريم فى الآيات التى تتحدث عن المشركين وجعلها فى تفسيره تنزل على رأس المسلمين، ما فتح الباب لتلك العمليات الواسعة الإرهابية تحت دعاوى الجهاد وألبس هؤلاء الفاسيقين ثوب الإفتاء فصنع منهم حكمًا على حريات الناس وأفعالهم ليتطور لمحاولات حكمهم بالقوة والعنف والزيت والسكر والرشوة وقضاء المصالح؛ ولكى نَحكم على المشهدين سوف نستعيد ببساطة أجواء انتخابات 2012، حيث هناك ثلاثة عشر مرشحًا نصفهم على الأقل تابعون للإخوان إذا لم يخطفوا المواطن فى بلبلة فكرة فعلى الأقل يعرقلون المرشح المنافس وهو ما وقع فى فخه عمرو موسى حين عرقله أبو الفتوح، ثم هناك الوعود الكثيرة التى أذاعها المرشحون وزايدوا على بعضهم فيها، حتى إن المواطن لم يجد فيها سوى المبالغات فعجزت بوصلته على التمييز والاختيار فكان أن نجح الأسوأ اللجلج الأبلج، حيث لحلحته اللحاليح واللحى البيضاء وجملة الأكاذيب، شاهد المواطن وصلات من الردح السياسى التى لم يألفها ولا خطرت على بال (فلول، سلفلف، زنديق شيعى) وطوال فترة الإعداد للانتخابات وحتى يوم النتيجة لم تهدأ الحرب الكلامية وتفاعل معها الأفراد لأنها جديدة عليهم وقد يصل إلى شىء من التمييز من خلالها ولكن قصدها كان التعمية حتى يصل الثعالب لكراسى إدارة الدولة؛ الآن فى 2014 ليس هناك سوى اثنين فى سباق الرئاسة كما فى الدول المحترمة، لكل منهما خط ولون واضح يمكن أن تميزه وتتفاعل معه وليس كما كان فى السابق المرشحون التلتاشر بألوان الطيف هناك احترام متبادل سواء علي مستوي المرشحين أو حملاتهم؛ فحملة المشير صاغت ميثاق شرف داخلى يلزم أفرادها باحترام مهنية إدارة الانتخابات، فالنقد شىء وقلة الأدب شىء آخر؛ كذلك فعلت حملة صباحى وهو شىء ممتاز ويرسى قواعد محترمة للسلوك ولا داعى لتذكيركم بحملة الدكتور مرسى وما حدث فيها من تجاوزات بحق شفيق (انتخابات السلم والثعبان أقصد الميزان) وعمومًا لا يخلو حفل من عواجيز الفرح وهو الدور الذى سيقو م به الإخوان فى الفترة المقبلة.
حيث من المنتظر أن تشل المظاهرات والعنف أوجه الحياة المختلفة كحرب مكتومة وتمتلئ صفحات الفيس بكل ما هو حقير وسافل من التعليقات وللإخوانيات الشراشيح شهوة واسعة فى ذلك، حيث تنفس عن طاقتها المعطلة فى الإثم والعدوان.. الله ينكد عليكم يا بعدة.
أتمنى أن يلتزم الجميع بميثاق شرف نظيف للحملات ولا يطيعون الشيطان والإخوان فى التصريحات الاستفزازية؟!
باحث وروائى