السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صرخة مواطن.. وإهمال طبيب




وصلنى عبر البريد رسالة من إنسان لا أعرفه.. ولكنه مواطن مصرى من ملايين المواطنين الكادحين الذين يسكنون المحروسة مصر.. وأقر واعترف أن ما دفعنى للكتابة هو رقة حال الرجل ومأساته وصبره الطويل.. والمشكلة الأكبر أنه طَرق أبواب العديد من المسئولين.. كما تقول رسالته.. إلا أن أحدًا لم يهتم بشكواه أو أبدى حتى تعاطفًا إنسانيًا مع حالته.. من باب الرحمة أو من باب مواساته فى بلوه والظلم الذى تعرض له.
وأظن أنه وهو يرسل رسالته إلينا كانت لديه ثقة أو يقين من أن أحدًا سوف يهتم برسالته أو يرق قلبه لحالته.. ولكنه الأمل فى أن يجد من يستمع إلى مظلمته أو يهتم بها.. وتعود قصة المواطن جمال محمد السيد المقيم بمنشأة ناصر شارع الرزاز إلى ما قبل قيام ثورة 25 يناير، حيث أصيب فى حادث سيارة.. وتم نقله إلى مستشفى قصر العينى.. وجلس بالمستشفى لتلقى العلاج، ولكن ما هى إلا شهور قليلة وقامت الثورة ومع الضغط المتزايد على قصر العينى ومع تزايد أعداد مصابى الثورة الذين أتوا إلى مستشفيات قصر العينى لتلقى العلاج، اضطرت إدارة المستشفى لإخراج المرضى أصحاب الحالات شبه المستقرة لاستقبال مصابى الثورة، وكان من نصيب جمال محمد السيد أن يغادر قصر العينى قبل اكتمال العلاج ولأن جمال يعمل «حداد مسلح» وإصابته فى ساقه اليمنى وهو مواطن على باب الله ليس له مصدر دخل ثابت ولكن يعتمد فى جلب رزقه ورزق أبنائه على صحته وعافيته.. وبعد الإصابة أصبح جالسًا فى البيت لا عمل ولا مورد رزق.. ولأنه فى حاجة إلى العمل حتى يكفى نفسه وأسرته شر التشرد والجوع، ذهب إلى الأطباء يبحث عن العلاج ليستعيد عافيته.
وبالفعل ذهب إلى الطبيب محمود صادق بمستشفى الأندلس الخاصة بمدينة نصر وكان هذا فى 24/11/2011 وبعد عمل الإشاعات والكشف، قال له الدكتور محمود صادق: لابد من إجراء عملية جراحية عاجلة والتكلفة 30 ألف جنيه.. أصيب جمال محمد بصدمة نتيجة سماعه المبلغ ولكن الطبيب أخبره أن العملية نجاحها مضمون وهى السبيل الوحيد لعودة ساقه سليمة يستطيع بعدها ممارسة عمله.. ولأن الطبيب أعطى أملا لجمال، فما كان منه إلا أن قام ببيع ما يمكن أن يبيعه من أثاث منزله البسيط واستدان من بعض الأقارب والأصدقاء على أمل أن يسدد ما اقترضه بعد شفائه وعودته لعمله بعد العملية.
ولأن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، كانت الكارثة ومأساة جمال بعد العملية.. هو خطأ طبى وإهمال جسيم نتج عنه عجز بالساق اليمنى وصل إلى 50٪، حيث فقد نحو 7 سم من عضلات الساق اليمنى وأيضا اعوجاج بالساق، إضافة إلى تغييرات جلدية بالساق.
هذا جزء من التقرير الصادر من الهيئة العامة للتأمين الصحى، توجه جمال إلى الطبيب الذى تقاضى أجره كاملا وأهمل وتسبب فى عجز له على أمل أن يصلح الطبيب ما أتلفه.. ولكن الطبيب رفض إجراء أى عمليات جديدة بدون الحصول على المقابل المادى ولأن المواطن جمال محمد لا يملك الأموال اللازمة للعملية الجديدة، ظل يتوسل للطبيب ولكن الطبيب رفض فقام محمد جمال بعمل محضر للطبيب برقم 21138 لسنة 2012 بقسم شرطة مدينة نصر وتم تحويله للنيابة، وإلى لحظة كتابة المقال.. كما هو موجود فى رسالته التى أرسلها إلينا.. لم يتحرك أحد!!
وفى الأوراق ما يفيد بتقدمه بشكوى لنقابة الأطباء ولكن لا أحد يرد عليه «ودن من طين وأخرى عجين» كما يقول المثل الشعبى.. ولأن للمواطن جمال محمد شقيق شهيد من أبناء القوات المسلحة استشهد فى حرب الاستنزاف عام 1971 .. فتوجه إلى القوات المسلحة ربما يشفع له استشهاد شقيقه فى سبيل الوطن ويتم علاجه بمستشفيات القوات المسلحة ولكن لم يحدث شىء.
فهل يجد المواطن جمال محمد السيد من يرق له قلبه من المسئولين ويعطيه حقه ويحاسب الطبيب الذى أخطأ وأهمل فتسبب فى عجز إنسان مدى الحياة وبعد أن كان يعمل ويأكل من عرق جبينه أصبح يعيش على ما يجود به أهل الخير.. أو حتى أمل فى أن تعالجه الدولة فى أحد مستشفياتها الحكومية.. نحن فى الانتظار.
25 أبريل
يوم الانتصار وعودة سيناء إلى حضن الوطن وذكرى معركة طابا الدبلوماسية التى خاضت العقول المصرية حربًا شرسة من أجل أن تتكمل تحرير سيناء وتطرد آخر جندى إسرائيلى من فوق أرضها الطاهرة التى سالت دماء أبناء جنودنا بالقوات المسلحة واختلطت برمالها ليمسحوا عنها عار الاحتلال ويتركونا نحيا بعدهم فى عزة وإباء.. إنه يوم العيد الحقيقى.. يوم تحرير الأرض، وفى يوم عيد الحرية والكرامة كانت هناك مناسبة خاصة وعيد شخصى لى، فقد رزقنى الله فى هذا اليوم بأجمل وألطف الكائنات على وجه الأرض ابنتى سما.. ومنذ هذا اليوم و25 إبريل فى منزلى عيدان، عيد تحرير الأرض، وعيد ميلاد ابنتى الحبيبة ونور عينى، فكل عام ومصر بخير وأيامها أعيادً للحرية والاستقرار، وكل وعام أبنائنا فى القوات المسلحة فى عزة وكبرياء وكرامة، وكل عام وعقول الدبلوماسية والقانون المصرية فى وعى وخير.. وكل عام وابنتى وأسرتى فى سعادة.
وعاشت مصر حرة أبية.