الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أفغانستان ما بعد رحيل الأمريكان و«كرزاى»




كتبت – إبتهال مخلوف


إذا تخيل البعض أفغانستان ما بعد رحيل الثنائية المتلازمة، نظام الرئيس حامد كرزاى وقوات التحالف وعلى رأسها القوات الأمريكية، يجب الاعتراف أن الوضع فى تلك البقعة المتوترة من خريطة العالم لن يكون مثلما زعم الأمريكيون عندما احتلوا أفغانستان فى 2001 خالية من خطر طالبان وتنظيم القاعدة وترفل فى الديمقراطية والرفاهية الاجتماعية والعدل.
ولمناقشة التحديات التى سيواجهها العالم قبل أفغانستان عقب رحيل الأمريكان، يجب أن نتناول بالتحليل أهداف أمريكا التى جرت قوات التحالف لمستنقع أفغانستان،  فالهدف المعلن الأساسى كان إيجاد حكومة قوية فى أفغانستان قادرة على فرض القانون والدفاع عن أراضيها وهذا مالم يتحقق حتى الآن.
والهدف الثانى كان منع شن هجمات على أمريكا وتدمير قدرات تنظيم القاعدة ولكن ماذا عن نشاط القاعدة فى باكستان ودول وسط آسيا أو حركة طالبان.
ويختلف الواقع فى أفغانستان بصورة قاطعة عما خططه الأمريكيون فقد اتبع الجيش الأمريكى قائمة على تقوية الحكومة الأفغانية بصورة تدريجية لتمكينها من إدارة شئونها بنفسها لكن توفير الأموال اللازمة من واشنطن يعد أهم العقبات.
مع الوضع فى الاعتبار توقف المساعدات الغربية لأفغانستان التى تقدر بمليارات الدولارات مع اقتصاده الهش الذى نهبه الفساد ومن ثم انهيار القوات الأمنية الأفغانية أنها حلقة مفرغة وسط تحذيرات من الحرب الأهلية.
وهناك أيضًا انعدام ثقة الأفغان فى حكومات بلادهم مابعد 2001 للفساد الذى كانت ترفل فيه ينعكس بالضرورة على عزوفهم عن الانخراط فى نظام الشرطة والجيش ودعم السلطات المحلية.
وهذا هو السيناريو الأكثر خطورة، إذ يضيف غول الفساد الذى ابتلع المساعدات الهائلة التى تقدمها قوات التحالف بعدًا آخر للتحديات فدافع الضرائب البريطانى والأمريكى والكندى على وجه خاص ينصب المشانق لحكومات بلاده بسبب تقارير الثراء الفاحش والفساد فى عائلة كرزاى وأعضاء نظامه وشركات ما وراء البحار.
وبالنسبة لروسيا، يعتبر خبراء العلاقات الدولية أن هدف أمريكا الجوهرى من غزو أفغانستان هو تأمين قواعد عسكرية ملاصقة لروسيا.
وكذلك الإبقاء على نقاط توتر  فى جنوب قارة آسيا تبقى للأمريكان ذراعًا فى تلك البقاع الدافئة.
فالوجود الأمريكى من خلال القواعد العسكرية سيتضمن إبقاء السيطرة على الأرض الأفغانية، وجعل أفغانستان قاعدة أمريكية لزعزعة استقرار وسط آسيا، ومنع أية عملية تقارب بين دول المنطقة الصاعدة، كالهند وروسيا وباكستان وإيران.
أما الثانية: استمرار الوضع الأفغانى غير المستقر، لكن، تحت السيطرة الأمريكية فى حال حصلت تغيرات كبرى بالموازين الدولية، نتيجة للتراجع الأمريكي، وإمكانية وصول حكومة مناوئة للغرب وأمريكا إلى السلطة.
ويتوقع البعض أن فشل الغرب والولايات المتحدة فى إدارة ملف الأزمة الاوكرانية وخطر تقسيم اوكرانيا فى مواجهة المكاسب التى فرضها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيجبر ادارة الرئيس الامريكى اوباما على التفكير ملايين المرات فى الابقاء على قواتها فى افغانستان خاصة مع تعاظم دور روسيا فى معالجة النزاع الافغانى وتنامى النفوذ الروسى فى المنطقه فى محاولة لاعادة مجد الامبراطورية السوفيتية.