الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اضطهاد المرأة الأفغانية




كتبت- أمنية الصناديلى


 يتألف المجتمع الأفغانى من نحو 20 مجموعة قبلية أهمها قبائل الباشتون، التى ينحدر منها أكثر من نصف السكان،  والطاجيك والنورستانى والهازارا.
وأدى تعدد الأعراق وتنوع القبائل فى أفغانستان إلى تكوين كيانات قبلية لا مركزية، فى إطار من القانون القبلى المتفق عليه اجتماعيا، والذى يعد بمثابة العرف الذى لايمكن خرقه، وهو الأمر الذى يجعل فكرة القبلية مقاومة لأى تدخل خارجى. وإذا نشب خلاف داخل القبيلة، يحتكم إلى  المجلس المحلى أو «الجيرجا المحلية» ، وهو مجلس يتكون من قضاة جرى اختيارهم من طبقة أصحاب الأملاك والقادة المحليين، على أن يؤخذ رأى علماء الدين للتأكد من تطابق رأى المجلس مع الشريعة الإسلامية، إلا أنه رأى استشارى غير ملزم، إذ فى حالة التعارض بين رأى المجلس وعلماء الدين، يتم ترجيح الأول على الثاني.
وبسبب الاحتكام الكامل لدور «الجيرجا المحلية» بين القبائل، أصبح الشعب الأفغانى عندما تواجهه أزمة على مستوى الدولة، أو حالة طارئة، يدعو إلى تكوين مجلس وطنى أو ما يسمى «لويا جيرجا» وهو مجلس يضم أعضاء منتخبين من القبائل والولايات المختلفة، وأعضاء معينين هم زعماء القبائل، وزعماء دينيين من ذوى النفوذ، ووزراء، وقضاة من المحكمة العليا، ومثقفين، وممثلين عن المرأة والأقليات.
وكان الملك يترأس المجلس، قبل الإطاحة  بالملك ظاهر شاه ونفيه، وفى حالة غياب الملك أو الرئيس يطلق عليه اسم «مجلس ممثلى الشعب». وهكذا يعتبر الجيرجا نظاما تقليديا  يتقيد بالأعراف والتقاليد الاجتماعية،. ويختلف عن نظام الشورى الذى أدخله المجاهدون.
وتتعدد القبائل فى أفغانستان، فى إطار حدود سياسية وليست جغرافية وبعض القبائل تلك تمتد لدول الجوار. والأمر اللافت هو الديمقراطية الشديدة التى تتعامل بها القبائل، فالمواطن الأفغانى ديمقراطى مستقل داخل حدود قبيلته. ولا يوجد زعيم قبيلة ديكتاتور ، فالزعيم يحكم بالأعراف العادلة، لدى أفراد قبيلته، وإذا حدث ومارس أحد الزعماء الظلم، فإنه يكون بذلك خارج عن الأعراف والتقاليد الخاصة بهم، وهو الأمر الذى يفسر الانتماء الشديد بين أفراد القبيلة الواحدة.
والوضع بالنسبة للمرأة الأفغانية ليس بالجيد، إذ أنها تعانى من شتى أصناف الاضطهاد والتمييز، وقد كان دور المرأة الأفغانية  ملحوظًا فى السابق إذ أنها شاركت فى كتابة دستور البلاد عام 1964، كما كانت  تشارك فى البرلمان وكانت النساء يعملن كطبيبات ومعلمات وموظفات فى الحكومة، إلا أن دورها بدأ فى الانحسار تدريجيا حتى بات وضع المرأة الأفغانية الأسوأ بجدارة.
فبعد أكثر من 20 عاما من الحروب والخراب بالإضافة إلى 3 سنوات من الجفاف الشديد، باتت البلاد متخلفة وشبه معدمة، يضاف إلى ذلك 5 سنوات من حكم طالبان، أجهزت على دور المرأة تماما فى أفغانستان، فقد منعت من العمل والاختلاط بالرجال تماما كما منعت من التعليم، وفى عهد طالبان حصلت 3% فقط من الفتيات على قدر من التعليم، ومنع المرأة من  العمل أثر على الذكور، إذ فقد القطاع التعليمى أكثر من نصف قوته، خصوصا أن المرأة كانت تمثل أكثر من 60% من المعلمين، كذلك فى القطاع الطبى، فمنع المرأة من العمل كطبيبة زاد من معاناة المرأة التى أصبحت لا تجد من يداويها فى حالة الإعياء وهو الأمر الذى جعل الظروف الصحية والحمل والوضع، أمورًا خطيرة بشكل استثنائى للمرأة الأفغانية. حتى أن التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية وضعها على قائمة أعلى معدلات الوفاة أثناء الولادة.
كذلك تعانى المرأة من التهميش السياسى إذ لا يوجد لها دور فى الحياة السياسية فى الوقت الحالى ولا يمكنها المشاركة، ومن المتوقع أن يستمر الوضع السيىء لأعوام قادمة خصوصا أن القليل من فتيات الجيل الحالى يستطعن القراءة والكتابة، وهو ما يعنى الإقصاء الإجبارى من المشاركة فى العملية السياسية فى البلاد.