الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فوه .. المدينة المصرية المنسية




كتب: خالد عزب

فى شمال غرب دلتا النيل فى مصر؛ أقدم مدينة فرعونية مازالت باقية إلى اليوم. أنها مدينة فوه التى كانت عاصمة الإقليم السابع فى مصر الفرعونية، لعبت أدوارًا مهمة إلى القرن التاسع عشر، حتى كان بها فى العصر المملوكى قنصليات لدول أوروبية كفرنسا وإيطاليا، هذه المدينة التراثية قسم كبير منها الآن بنى فوق تل أثرى كبير للأسف غير مسجل فى عداد التلال الأثرية فى مصر.
تحتاج فوه بحرفها التقليدية الموروثة التى يمارسها أهلها بتفوق مثل حرفة صناعة الكليم، وصناعة الفسيخ، ويجيدون صناعة الأثاث، وصناعة الفول بشكل مختلف.
لكن فوه تتعرض لعدد من المشاكل أبرزها اندثار المنازل التراثية بها، لذا فإننى ادعو وزارة الآثار لتسجيل منازل فوه التراثية التى تتميز بعمارتها المختلفة عن المنازل التراثية فى القاهرة ورشيد وغيرهما من المدن المصرية.
تحتاج فوه إلى متحف يجمع تراثها ويكون مدخلاً إلى زيارة المدينة، وإلى جمعية أهلية لنشر تراثها وتاريخها، من أهالى فوه المثقفين والمهتمين، إذ أنه بدون أهالى فوه لن يكون لتراث مدينتهم مستقبل.
وقد رشحتها بصورة شخصية لتنضم لقائمة التراث الإسلامى فى المنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم، تمهيدًا لترشيحها لقائمة التراث العالمى.
ولكى ندرك أهمية مدينة فوه، فهى ثالث مدن مصر من حيث عدد الآثار الإسلامية فى مصر، وتضم تراثًا معماريًا إسلاميًّا من مساجد وزوايا وقباب وربع ووكالة، وفى متحفى الفن الإسلامى فى القاهرة ومتحف طنطا قطع تراثية نقلت من فوه.
لفوه العديد من المزايا منها موقعها الرائع على شاطئ النيل الذى بهر الرحالة العرب والأجانب، لذا فهى فى حال تسويقها كمقصد سياحى سيكون لها مستقبل فريد، لكن هذه المدينة التى تحمل عبق التاريخ حتى فى أسماء شوارعها التى تعود للعصر المملوكى إذا لم نهتم بها ستندثر وتصبح أثرًا بعد عين.