الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مذكرات يومية




كتب: محمد الدويك

- رغم كثرة أسباب الإحباط، إلا أنه مازلنا قادرين على صناعة أشياء عظيمة بجهود فردية فى أحلك الظروف. فى سابقة علمية فريدة، فاز المخترعون المصريون المشاركون فى معرض جنيف الدولى بعدة ميداليات، الدكتور شريف صلاح بالميدالية الذهبية لاختراعه الخاص بعلاج فيروس HIV المسبب لمرض الإيدز. ودكتور عبدالله الطيب بالذهبية لاختراع مبيد طبيعى لمكافحة الملاريا، ودكتور محمود حافظ بذهبية ثالثة لاختراعه المتعلق بمفصل الركبة الصناعي.
- وسط كل الهرى السياسي، أجد أن خبر استخدام الحكومة للطاقة الشمسية أعلى الهيئات الحكومية وأبنية المدارس لتوفير طاقة بديلة متجددة، أولى بالاهتمام والنقاش والاتفاق بدلا عن كل ما يفرقنا. فالدول تنهض بالعلم قبل السياسة. وبالابداع والابتكار قبل صندوق الاقتراع.
مصر فيها أعلى نسبة سطوع فى العالم، بمقدار 300 يوم فى السنة. ولديها طاقة شمسية تضيء قارة افريقيا بأكملها. منذ شهور أطلقت ألمانيا حملة المليون سطح، مليون سطح منزل يحمل خلايا شمسية لانتاج طاقة تكفى المنازل. وهو ما انتج طاقة نظيفة دائمة بدلا من الوقود الأحفورى القابل للنفاد والملوث للبيئة.
أثناء ذلك أطلق الشيخ حسين يعقوب حملة المليون صلاة على النبي! اهدأ يا شيخنا فالنبى يصلى عليه المسلمون مليارات المرات.
- اعتدنا الصلاة فى الإسلام حتى لم نعد نتأمل طبيعتها وما ترمز له من مفاهيم. فالصلاة، أولا، لا تصلح من غير طهارة. نظافة المكان والبدن والثياب، والتطهر بالماء، وإن لم يكن فبتراب الأرض. فالحفاظ على الماء والأرض شرطان للحفاظ على العبادة. فكأن الصلاة هى رمز النظافة ورعاية الأرض والحفاظ على الموارد.
والصلاة فى الإسلام ليست طقوسا فلسفية بالتأمل والتداعى الروحى فقط. لكن فيها حركات بدنية منتظمة أساسية لصحتها. رمزية ثانية على أن قبول العبادة يحتاج إلى حركة. شيء من النشاط والحفاظ على البدن.. نظام وصحة وحركة لمقاومة الكسل.. فما بالك بباقى الحياة.
والصلاة هى الصلة. الصلة مع الله. ومن ثم إن لم تنهك عن الفحشاء فلا صلاة لك. وهنا مزيج من العبادة الروحية والقيم الأخلاقية. المرتبطان بالمسئولية الاجتماعية عن البشر. كأن حفاظك على الناس طريقك إلى الله.
- الذى نهض بأوروبا، قبل أن يكون العلم والصناعة، هو التفكير العلمى القائم على فلسفة بيكون.. والتحرر من التقليد والكهانة والانغلاق الذهني، وإطلاق حواس الإنسان لادراك قوانين العالم. وما فيه من نظام وابداع وعظمة. لو قرأت القرآن ستجد كل جزء فيه يحرض على هذه الرؤية. وهذا النمط من التفكير المنطلق للتجاوب مع الطبيعة.. الارض والنجوم وألوان الزرع وحبات المطر. تحرير الانسان من المحرمات والمقدسات التى تستعبد عقله وتمنعه التفكير والملاحظة والتجريب والاكتشاف.
وعندما طالبوا الرسول بآية خارقة للطبيعة حتى يؤمنوا، رد عليهم بأن جعل الآية الأولى للإسلام والباقية ببقاء الكون ليست فى خرق الطبيعة ولكن فى الطبيعة نفسها. ليست فى كسر النظام ولكن فى النظام ذاته. قال الله (إن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) الشعراء 4.
الله لا يريد أعناقا خاضعة تذهب له كرها. لكن يريد عقولا حرة مختارة تذهب له عن رضا وحب وقناعة. لذلك قال فى الآيات التالية: ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ . إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ) الشعراء 7 - 8 .
فالآية تكمن فى الأرض. وما فيها من نبات وزرع. وما فيها من انتظام ودقة. والعين القادرة على رؤية ذلك هى العين المؤمنة.. والعقل الذى يستوعب ذلك -العقل العلمي- هو عقل بالضرورة يزيد صاحبه إيمانا.
كاتب فى الفكر الإسلامى