الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمال مصر يبدأون عهدا جديدا مع الدولة فى أول عيد لهم بعد 30 يوينو




كتب :  ابراهيم جاب الله

دخل عمال مصر عهدا جديدا بعد ثورة 30 يونيو  فتحوا فيه صفحة جديدة مع الدولة ، وتعهد العاملون فى كافة  المواقع بالمصانع والشركات بالعمل على زيادة الإنتاج من أجل مساندة الدولة ودعم الاقتصاد فى هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد .
وكان قيام العديد من القوى والحركات والاتحادات العمالية بطرح مبادرات لوقف الاضرابات العمالية بعد نجاح ثورة 30 يونيو بمثابة ضربة البداية لهذه العلاقة الجديدة بين العمال والدولة بعد الإطاحة بالاخوان وذلك بالرغم من ان بعض  هذه المبادرات حقق اهدافه فى حين كانت المطالب العمالية والضغوط المعيشية فى حالات أخرى سببا فى اعتصام العمال فى بعض المواقع وعدم قدرتهم على الالتزام بمثل هذه المبادرات . التغيير الذى تشهده علاقة الدولة بالعمال والعهد الجديد اهم ملامحه هى البدء فى بناء علاقة عمل حقيقية قائمة على احترام القانون وتعهد العمال انفسهم بالعمل على زيادة الانتاج ، وكان لافتا للنظر قيام بعض الاضرابات العمالية من اجل المطالبة بتطويرالشركات .

الحكومة ايضا من جابنها بدأت فى بناء علاقة من نوع جديد مع العاملين
تمثلت فى طمأنتهم على عدم بيع اى شركة تابعة لقطاع الاعمال العام مثلما كان يحدث فى  عهد وزراء حكومة مبارك حيث تم خصخصة عدد كبير من الشركات والمصانع من بينها عمر افندى وشبين الكوم للغزل والمراجل البخارية وغيرها من الشركات المهمة. وكان واضحا فى لقاء المهندس ابرهيم محلب رئيس الوزراء مع قيادات اتحاد العمال قبل احتفالات مايو انه سيتم العمل على تطوير شركات قطاع الاعمال العام حتى تعود مرة ثانية الى المنافسة الحقيقية مع شركات القطاع الخاص ويتم فتح فرص عمل جديدة بها بجانب تطوير مهارات العمال فى هذه الشركات بجانب تأكيد رئيس الوزراء على عدم العودة لعصور بيع الشركات .
من جانبه قال محمد وهب الله امين عام اتحاد العمال فى تصريحات خاصة ان كافة العاملين فى شركات قطاع الاعمال العام لديهم ثقة فى الاجراءات التى ستتخذها حكومة محلب لتطوير شركاتهم والحفاظ عليها بجانب تطويرها والعودة بها الى ايام الزعيم جمال عبدالناصر حيث كانت هذه الشركات تقود قاطرة التنمية الاقتصادية . وأشار وهب الله الى ان الحكومة فتحت صفحة جديدة مع العمال بعد ثورة 30 يونيو وهناك تأكيد مستمر على حل هذه المشاكل العمالية المتراكمة منذ سنوات مما ادى الى طمأنة العمال فى العديد من المواقع وتعهدهم بالعمل على زيادة الانتاج .
ولفت الى  ان المشاكل المتراكمة منذ سنوات منها أزمة شركات الغزل والنسيج وعودة الشركات للدولة وغيرها هناك وعود صريحة بحل جميع هذه المشاكل والاستجابة لمطالب العمال فى الوقت الحالى الامر الذى قد يزيد من طمأنة العمال فى الشركات مع هذه الحكومة .. وتاريخيا كانت خطابات الرؤساء السابقين واماكن الاحتفال بعيد العمال تعكس مدى الاهتمام بعمال مصر ففى عهد الرئيس جمال عبدالناصر  اعتاد أن يلقى الكلمة الخاصة به فى المدن الصناعية الكبرى، مثل مدينة المحلة الكبرى واحدة من المدن التى تضم أكبر عدد للمصانع. والمتابع جيدا لخطابات ناصر بأعياد العمال يجد أنه اعتاد أن يمزج بين الأوضاع الداخلية للبلاد والخارجية خاصة فى عام حرب 69 وما سبقها ولم يقتصر على الحديث عن وضع العمال فقط.. وظهر هذا فى خطابه بعيد العمال عام 1969 الذى تحدث به عن العلاقة بين إسرائيل والعرب بعد الهزيمة واستغل مناسبة عيد العمال لرفع الروح المعنوية لجيشه قائلا: «فالروح المعنوية التى اعتقد البعض أنها لن ترتفع بعد الهزيمة تقوى ولهذا تسعى إسرائيل أن تجعل الشعب العربى ييأس ويستسلم وقد رفضنا الاستسلام والهزيمة، وصممنا على الكفاح لنحرر أرضنا شبرا شبرا، فإسرائيل تشعر فى قرارة نفسها أن النصر الذى حققوه فى يونيو 67 يتحول لهزيمة».. بينما حاول الرئيس الراحل محمد أنور السادات السير على نهج عبدالناصر فى الاحتفال بعيد العمال فى الأماكن الشهيرة بارتفاع عدد العمال بها مثل سفاجا وشبرا الخيمة وحلوان كما كان يستخدم الخطابات أيضا للرفع من روح الجنود المعنوية من خلال نقل دورهم القيادى فى حرب 73 ببناء الجسور الجوية المستخدمة فى العبور. وكان يحتفى بالمدن العمالية فى خطاباته ليؤكد على ما حدث بها من إنجازات خاصة بعد تطويرها ومن بين هذه المدن 15 مايو والذى نقل ما تم بها من منجزات داخل المدينة وتحت الإنشاء باعتباره عملاً يحكى عن نفسه. أما عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك كثيرا فقد اعتاد على الاحتفال بعيد العمال داخل قاعة مغلقة يلقى من خلالها خطاباً يتحدث به عن أهمية دور العمال  ومن المعروف أن الاحتفالات فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك كانت تتم صباحا فى قاعة المؤتمرات بالأزهر فى ظل إجراءات أمنية مشددة  ، كما كان متبعا الإعلان عن العلاوة فى أثناء الاحتفالات ويتردد فى احتفال كل عام عبارة «المنحة يا ريس» يتداخل معها هتافات مؤيدة للرئيس ومحتفية به، كما كان مبارك يؤكد دوما فى خطاباته على أهمية العمال وإنهم أساس التقدم ويشاركهم الاحتفال السنوى مؤكدا تطلعه لدورهم فى المرحلة المقبلة، قائلا فى آخر خطاب له قبل ثورة 25 بناير «سوف تجدونى دائما لجانبكم» الذىتحدث به أيضا عن خصخصة الشركات وكيفية النهوض بوضع شركات القطاع العام.
أما الرئيس المعزول محمد مرسى فقد حاول هو وجماعة الاخوان التمسح فى انجازات الزعيم جمال عبدالناصر وقام بزيارة شركة الحديد والصلب التى بناها عبدالناصر ، يأتى ذلك رغم ان نظام الاخوان بدأ فى مهاجمة العمال الذين كانوا يعتصمون للمطالبة بحقوقهم وأطلق نظام الاخوان الكلاب البوليسية على بعض العمال المعتصمين فى الاسكندرية وغيرها .