الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«أسطورة» رضا عبد الرحمن الفرعونية فى جاليرى مصر




الحضارة المصرية اول حضارة إنسانية ممتدة متكاملة عرفها التاريخ،  تتواصل مع كل الاجيال بما فيها الأجيال القادمة، لها صفه الاستمرارية والتجديد بلا انقطاع، تبادلت الأخذ والعطاء والتأثير والتأثر مع كل من تعامل معها من الحضارات التى تليها، او من تعامل معها فنياً  تشكلياً نحتياً وادبياً وفلسفياً، حضارة تتسع للطرح الواقع الممزوج والمنسوج بالخيال

، حضارة التحدى والاستجابة، حضارة تعددت فيها الفكر الاسطورى الابداعى الذى يتميز بالمرونه والخيال فى الحكى، ونجد فيه توافق الافكار المتناقضة وهذا ما اعطى الاسطورة فى المصرى القديم صفه الاستمرايه، الاسطورة فى المصرى القديم  كوسيله للتعبير عن البنية العقلية للأنسان فى عصور نشاته الاولى فى احضان الطبيعيه،وتقديس الطبيعيه وعناصرها، الارض بخضرتها،الشمس باشراقها وغروبها، النيل  باساطيرة وحكايات وفيضانه وعروس النيل، كل هذة المعانى طرحها تشكيلياً وتصويرياً  الفنان الدكتور رضا عبد الرحمن ومعرضه الجديد تحت عنوان «أسطورة» المقام بقاعة «جاليرى مصر» بالزمالك.


عرض عبد الرحمن عشرين عملا تصويريه هما خلق تصورات جديدة معاصرة للاسطورة الفرعوينة، قدم حلول بصريه ومعالجات فنيه،  واحدث توزانات فكرية وتشكيليه بين عناصر الاسطورة، تصدرت المراه مشهد البطوله واعطاها صفات عديدة متناقضة ولكنها متوافقه امراه قوية عنيدة متمرده جميله حالمة هادئه، كما اضاف عناصرآخرى منها العناصر النباتيه والخطية، وعنصر الحصان الذى يظهر يرافق الابطال حينما ذهبوا، وتسال الحضور عن قصص الاساطير التى عرضها «عبد الرحمن»، ولكن الاجابه جاءت بالعديد من الاسئله التى كان ابرزها ان الفنان بالر غم من ان الفنان اعطى عناوين لكل اسطورة منها (عروس النيل – البراق – الحكمة (1) – الحكمة (2) – المبروكه – عروس اللوتس – الملكه والربيع – ازدورد ابنتى) وغيرها من الاساطير، لإ أن هذة العناوين ليست تعد نهائيه  لان الاسطورة تدعوك للتامل والتخيل وتحتمل اكثر من تاويل وبهذا المعرض، كما لاحظ الحضور  وان «عبد الرحمن» وجه رساله عميقه المعنى حين وضع بعض شخصيات من اسرته الكريمه، كعناصر للعمل الفنى وهى (زوجته وابنته) وجعلهما ابطال اسطورته الواقعية. اما من الجانب التقنى فقدم معالجه لسطح اللوحه تعد غير تقليدىه اعطت سمة ان الاساطير قادمه من عالم آخر ولكنها تتحدث بلغتنا المعاصره، وتعدد التقنيات والخامات مابين الالوان الزيتيه والكريليك وبعض الملصقات  جاء حاله من حالات التوليف والتالف بين الخامات ولا نفور بينهما، بالاضافه الى ادماج للمذاهب والاتجاهات الفنية دمج بين المدرسه الاكاديمية والتجريديه والتعبيريه، وبحسب ما قاله «عبدالرحمن» ان المصرى القديم هو اول من قدم كل المذاهب الفنية بدء  من الاكاديمية الى المدرسة المستقبلية».


تعدديه المذاهب فى لوحات عبد الرحمن هى احد صفات اعماله الفنية وخصوصيه وليس بسهل على اى فنان ان يجمع بينهم،وليس بجديد على «عبدالرحمن» ان يستلهم من روح المصرى القديم لانه من اكثر الفنانين المحافظين والمدافعين عن الهوية المصرية ودائما نجده يحتمى بالمصرى القديم  ويرفض التهكم على الآصاله الفكرية للمصرى القديم بحجه الاتجاه الى المعاصرة، وسبق ان قدم معرض «برديات مصريه»، وبحسب تصريحات عبدالرحمن لن يصل فنان مصرى الى العالمية بدون التعمق بدراسه، وحين يتواجد صراع وهجوم على المصرى القديم نجده ياخذ ادواته الفنية والوجدانية والفلسفيه والانسانية ويطرح اعمالاً تعمق الانتماء القومى.