الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«منى» فنى إطارات.. و«سلمى» صانعة الأحذية.. و«ولاء» جزارة




قد يكون عمل النساء فى المهن الصعبة لم يعد مستغربا لأن الكثيرات خضن هذا التحدى من قبل وأثبتن كفاءتهن فى هذا المجال، وفى ذكرى عيد العمال «روزاليوسف» تعيد تسليط الضوء على نماذج سيدات لم يجدن حرجا أو مشقة فى ممارسة مهن مازال المجتمع يصنفها على أنها للرجال فقط.


فى منطقة بين السرايات وعلى بعد أمتار من جامعة القاهرة، ورثت منى ورشة والدها لإصلاح وتغيير إطارات السيارات، ولأنها الابنة الكبرى تعلمت أصول المهنة سريعا، وبعد وفاة الوالد رفضت إغلاق الورشة لتتولى العمل فيها، فى البداية قوبلت بنظرات دهشة واستغراب لكنها سرعان ما واجهتها بالاجتهاد فى عملها دون الدخول فى أى نقاشات لا معنى لها على حد وصفها.


منى قالت لـ«روزاليوسف» إن مهام مهنتها لا تتطلب قوة عضلية كبيرة، كما أنها اعتادت هذا المجهود، وأضافت أنها فضلت ارتداء «العفريتة الزرقاء» لأنها أنسب للعمل، وفى بعض الأحيان يظن الناس أنها رجل وبالتعامل معها يعرفون الحقيقة، لكنها لا تعتبره أمرا مزعجا لأنها تجيد عملها.


منى التى دخلت عقدها الرابع لم تتزوج وتردد دائما بأنه «نصيب»، لأنها لم تجد الرجل المناسب الذى تشعر معه بالأمان نافية أن تكون مهنتها هى السبب.


فى أحد الشوارع الضيقة فى حى باب اللوق تجلس سلمى تجتهد فى صناعة الأحذية بدقة لا تقل عن زملائها فى ورشة تصنيع الأحذية، تأخذ رشفة من الشاي، وتقول إن الأحذية الصينية أتلفت صناعة الأحذية فى مصر هذا بالإضافة أنه «يضرب الصينى بالجزمة».. سلمى سيدة خمسينية دخلت الورشة لأول مرة قبل أن تكمل عامها العاشر، برفقة والدها الذى تعلمت منه أصول المهنة، والأهم من ذلك وفقا لما ذكرت أنه علمها كيفية العمل «وسط ألف راجل»، لذلك فهى تعتبر زملاءها فى الورشة أصدقاءها واخوتها.


لم يكتب لزيجة ولاء الفتاة العشرينية الاستمرار، فقررت الخروج للعمل بالجزارة والإنفاق على طفلها الصغير، وهو ما أثار دهشة الزبائن لكن بمرور الوقت تحولت الدهشة إلى اعجاب نظرا لمهارتها.


وقالت ولاء: «أعشق المهن الصعبة منذ صغرى لأنى أكبر إخوتى الرجال ولذلك تجذبنى «الشغلانه الصعبه» كما أننى أكره الخياطة وغيرها من المهن الحريمي، ولذلك تمنيت أن أكون سائقة ميكروباص وبالفعل تعلمت القيادة وعملت لفترة قصيرة ولكن أخوتى الرجال عارضوا ذلك فرضخت لرغبتهم وتزوجت وأنجبت ابنى وأصبحت سيدة منزل».