السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإعلام ظلمها والدراما مازالت تراها كسولة ومتسلقة وفاسدة




كتبت – نهى عابدين


من ينسى حالة الغضب التى انتابت الفنان عادل إمام فى بداية فيلم «الإرهاب والكباب» بعد الحوار الذى دار بينه وبين إحدى الموظفات التى وجدها تنظف الخضروات ولا تعير انتباه للمواطنين الذين يأتون مجمع التحرير الشهير لأداء بعض المصالح، وجسدت هذا الدور الفنانة أنعام سالوسة بشكل ساخر ليضحك الجميع دون أن يدركوا ما رسمته تلك المشاهد وغيرها من صورة سلبية عن المرأة العاملة، ولكن يظل السؤال حول ما كان ذلك تجسيدًا للواقع الفعلي.. أم افتراء ومبالغة!


يؤكد د.سامى عبد العزيز، أستاذ الإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن الأفلام والمسلسلات قامت بتشويه صورة المرأة العاملة فى الغالبية العظمى من الأعمال الدرامية وتم إظهارها بصورة غاية فى السلبية من خلال تجسيدها كموظفة كسولة لا تنجز اعمالها وتفضل استكمال أعمالها المنزلية خلال أوقات العمل، فى حين تم إبراز صورتها فى دور الأم المربية بشكل إيجابى على اعلى مستوى دون إلقاء الضوء على أنها أيضاً وظيفة غاية فى الأهمية تعادل دور الأب أضعاف المرات ولكنه يظهر ما تقوم به كأم أمر مسلم به.


ويضيف أن من الصورة الظالمة للمرأة العاملة ايضاً تلك التى تم إبرازها بشكل خاطئ فى الإعلام فى دور الموظفة المتسلقة والوصولية أو التى تسعى إلى الاستيلاء على مديرها وتدخل فى صراع مع زوجته خاصة أن كانت تعمل سكرتيرة مما يضيع مجهودها وما تحققه من نجاحات فى كافة المجالات.


ويشير إلى أن الجيل الجديد من الفتيات العاملات يعملن بكل جد ويشهد لهن بالاجتهاد والتفوق أكثر من الرجال ولديهن استعداد للتضحية خاصة أنهن يمتلكن قدرة فائقة على تحقيق التوازن بين منزلهن وعملهن، بينما لا يستطيع الرجل إنجاز ذلك فهو يبذل أقصى جهده فى عمله ويقصر فى حق أسرته وأبنائه، مما يؤكد أن الإعلام ظلم المرأة العاملة بشكل كبير على عكس الحقيقة، ولذلك عليه إعادة تصحيح هذه الصورة ووضعها فى نصابها الصحيح حتى لا يهدر مجهود تلك السيدات.


وتوضح د.منى الفرنوانى أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس، أن تلك الصورة ليست متواجدة الآن بين الموظفات على الإطلاق، وأرجعت تلك الصورة التى يجسدها الاعلام باستمرار إلى ما حدث مع بداية نزول المرأة إلى العمل وعدم قدرتها على التوفيق بين العمل ووظيفتها الأصلية كزوجة وأم، وتؤكد أن السنوات الأخيرة شهدت تطورا فى مجال العمل، فالأيدى العاملة أصبحت كثيرة ومن يقصر فى عمله لا يوجد له مكان الآن فالقطاع الخاص والحكومى آيضاً لا يمكنه أن يدفع رواتب لأشخاص لا يؤدون عملهم على أكمل وجه على عكس فترة التعيينات من خلال القوى العاملة التى كانت تقوم بتوظيف 6 أفراد فى مهمة عمل يمكن أن يؤديها فرد واحد بينما الحال تغير كثيراً فيتم تعيين شخص يقوم بعدة مهام تحتاج أكثر من موظف، فالآن التعيينات أصبحث عن طريق الإعلانات واختيار الأكفاء والأنسب والمرأة حالياً نموذج جيد للنجاح والتفوق لأنها تجتهد أكثر من الرجال.