الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«التحرش» و«الانفلات الأمنى».. مطبات تواجه حواء فى طريقها للعمل




 كتبت-علياء أبوشهبة


عمل المرأة لم يعد مفهوما عليه خلاف لكن عقب ثورتين شعبيتين زادت طموحات المرأة فى المجال العملى إلا أن واقعها لا يلاقى طموحاتها العملية، ويفرض عليها المزيد من القيود.


الانفلات الأمنى والخوف من التعرض للاعتداء، هو السبب الذى دفع سارة محمد البدرى، الممرضة فى مستشفى مطروح العام إلى ترك عملها لعدة شهور، إضافة إلى استمرار النظرة السلبية للعاملات فى مهنة التمريض أثناء المناوبات الليلية، هذا بخلاف الأجور التى تحتاج إلى ثورة لكى توفر للممرضة الحد الأدنى من الكرامة.


 أشارت سارة أيضا إلى إحباطها الشديد من تراجع المستشفى عن صرف زيادة الحد الأدنى للأجور التى تم تطبيقها على مدار الشهرين الماضيين ثم تم التراجع عن تطبيق القرار فى مرتب شهر أبريل بل وصدر قرار بخصم نسبة الزيادة السابقة، وهو ما دفع الممرضات فى مستشفى مطروح العام للدخول فى إضراب جزئى للمطالبة بتحقيق مطالبهن.


وفاء عباس، فتاة عشرينية شابة، تعمل فى محل لبيع الملابس فى أحد المراكز التجارية الكبرى فى مدينة نصر، روت عن تعرضها المستمر للتحرش خاصة فى أثناء عودتها إلى منزلها بعد انتهاء عملها الذى تنصرف منه فى العاشرة مساء ليكمل زميل لها الوقوف فى المحل حتى منتصف الليل إلى حين غلق المركز التجارى أبوابه.


روت وفاء الحاصلة على دبلوم الصنايع تعرضها المستمر للتحرش سواء أثناء عملها أو فى المواصلات وحتى عند وصولها إلى إمبابة مقر سكنها، فلم تعد الجيرة كما سبق، ولأن أسرتها تحتاج إلى دخلها ولا تجد فرصة لعمل بديل تجد نفسها مضطرة للاستمرار.


نهى على مهندسة فى إحدى شركات البترول، تحدثت عن أن رحلات السفر الداخلية إلى مواقع العمل لم يعد من المفضل خلال الثلاث سنوات الأخيرة أن تذهب إليها سيدة، وأصبحت القيادات تفضل إرسال الرجال، نظرا للمخاوف الأمنية، وإن كان فى المقابل تتم الاستعانة بجهود المهندسات البحثية بدون أى تفرقة، وتعتقد أن الأمر مؤقت نظرا لارتباطه بالحالة الأمنية.


تعتبر نادية عرفان، الموظفة فى الشهر العقاري، أن كل من متاعب المرأة والرجل فى مجال العمل واحدة، لأن كليهما يعانى من زحام المواصلات والحرمان من الحصول على حد أدنى عادل من الأجر يكفيه شر السؤال، وأضافت أننا إذا تحدثنا عن متاعب المرأة ومسئولياتها الأسرية، فى المقابل يبذل الرجل مجهودا مضاعفا فى الأعمال الإضافية من أجل تحقيق حد أدنى من الدخل، وكليهما أيضا يتضرر من الإنفلات الأمنى.


قالت مزن حسن، رئيس مركز نظرة للدراسات النسوية، لـ«روزاليوسف»، إن المشاكل الاجتماعية تستغرق وقتا طويلا من أجل التغيير، موضحة أن الثورة فتحت بالفعل المجال إلى ذلك من خلال دخول شخصيات جديدة مجال العمل العام، وليس فى المجال السياسى فقط.. استطردت مزن قائلة إن العنف الذى تبديه الدولة تجاه الناشطات السياسيات من شأنه التقليل من نشاطهن، كما أن تعريض للمرأة للاعتداءات الجنسية يؤثر عليها بدون شك، وأعربت عن تفهمها لحالة الإحباط التى تعانيها السيدات موضحة أن تغيير الخطاب يأخذ وقتا طويلا ولذلك يجب على المرأة العمل من أجل تحقيق هذا التغيير.