الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» تنشر أخطر خطاب من رئيس سنودس النيل الأسبق لأعضائه يكشف انقسامات الكنيسة الإنجيلية




أرسل الدكتور القس إكرام لمعى رئيس السنودس الأسبق خطابا فى ختام مدة رئاسته للسنودس كشف فيه عددا من السلبيات التى اكتشفها خلال عام من توليه مهمته.
كما قدم الدكتور إكرام لمعى رئيس السنودس الانجيلى الأسبق الشكر فى ختام رئاسته للسنودس -اللجنة التنفيذية السنودسية- موضحا أنها تقوم بعمل جاد لأجل السنودس.
استعرض لمعى الأنشطة التى قام بها السنودس وهيئاته خلال العام الماضى والتعاون بين هيئات السنودس ومجلس كلية اللاهوت ومع الهيئة القبطية الانجيلية وكان من أبرز الأنشطة التى قام بها السنودس خلال عام ومنها التوقيع على اتفاقية شراكة مع الكنيسة السويسرية المصلحة وكان ضمنها رسامة راع مصرى كارز وفتح الباب أمام آخرين وأيضا تم الاتفاق المبدئى على عقد شراكة مع كنيسة السويد المتحدة وهناك طلب شراكة مع الكنيسة -المصلحة- بشمال أمريكا c.c.c. وفى الزيارات التى قام بها رئيس السنودس لأجل شراكة عقدت أكثر من ندوة سياسية لتوضيح ما حدث فى مصر يوم 30 يونيو وذلك فى ألمانيا وسويسرا.

وأضاف: على مدار هذا العام وقع الكثير من الأحداث المؤلمة لبلادنا فى صراعها للخروج من أزمتها السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والدينية وكان هذا الصراع ومازال الخفى منه والظاهر يمزق البلاد والعباد ويؤثر على القيم بالسلب وقد تأثرت الكنيسة المسيحية فى مصر كما لم تتأثر من قبل وتأثرت كنيستنا الإنجيلية فى إطار الكنائس المحلية والكنيسة العامة بل ومواقف الرعاة كقيادات يمثلونها على مستوى الجمهورية وأنا أرى أن معاناة الكنيسة وانصهارها فى معاناة الأمة كان وما زال عاملا إيجابيا فالكنيسة تنقل من مرحلة ناضجة إلى الأكثر نضجا من خلال طرحها للأسئلة ماذا، لماذا، أين، متى؟.
وأوضح: من تحليلى لما حدث أريد أن أثير قضية لاهوتية وإدارية، وسأذكر لكم بعض المواقف التى حدثت خلال العام أو لنقل بعض من كشف حساب خلال ما مرت به مصر نحن جزء من المشكلة وجزء من الحل وعلينا أن نعى فى أى جزء من المشكلة كنا فى أى جزء من الحل نكون وسنكون فى المستقبل وهذا هو حال جميع المؤسسات فى مصر سواء كانت كنائس أم أزهر أم جيش وشرطة أم مؤسسات مدنية فالجميع بطريقة أو بأخرى جزء من المشكلة وإلا لما كانت هناك مشكلة وجزء من الحل وإلا لما كان هناك حل لكن إن اعتبرنا انفسنا جزءا من الحل فقط وأننا لم نسبب أى مشكلة أو لم نكن جزءا من المشكلة وأننا أبرياء وانقياء وحكماء وصالحون وأننا دائما مجنى علينا فهذه هى الطامة الكبرى لطريقة تفكير تحتاج إلى مراجعة.
وأشار إلى أن القضية اللاهوتية الثانية والتى وجدتها خلال زياراتى المتعددة للكنائس والمجامع والمؤتمرات، وجدت انقسام الأقباط والكنائس الإنجيلية إلى 4 أقسام بـأربعة مواقف:
الأول موقف رثاء الذات: وهؤلاء اعتبروا أن معاناة الكنيسة اليوم، هى جزء من المعاناة التاريخية وسلسلة لاضطهادات لا سبب لها ولا معنى لها، سوى أننا أقلية نعانى الظلم والضغوط ويجب ألا نفعل شيئا غير البكاء والنحيب عند قدمى السيد لكى يرفع عنا الغمة، ونسوا هؤلاء أن هناك أقليات أخرى، وقال: هناك أقليات أخرى تعانى لدرجة عدم الاعتراف حتى بوجودهم وكيانهم وزيجاتهم وأولادهم، فلا تصدر لهم الدولة أوراقًا إلا إذا تنكروا لهويتهم ودينهم، الأمر الذى يعد دليلًا لعدم إدراك هؤلاء لهويتهم المشيخية الإنجيلية التى تحدت الظلم والديكتاتورية والتخلف لمئات السنين فى أوروبا وأكثر من قرن ونصف فى مصر.
الموقف الثانى وهو «التغيب الروحى» وهؤلاء المغيبون روحيًا الذين يملئون الناس أملًا بأن مصر للمسيح، وهذه المعاناة سوف تنتهى بتغير مصر وبقوة علوية إلهية إلى معرفة المسيح، وهؤلاء ينغمسون بقوة فى ممارسة مواهب بعينها أبعد ما تكون عن الفكر اللاهوتى الإنجيلي، مثل التكلم بألسنة وإخراج الشياطين والنبؤات عن مستقبل الأفراد والبلاد، وبسبب المعاناة الاقتصادية اندفع الشباب إلى هذه النوعية لنسيان الواقع الأليم، وأصبح هناك عدد ضخم من كنائسنا متغيبًا عن الواقع الأليم، يعيش فى عالم افتراضى غير واقعى سعيد به، وهو غير مدرك أنه غير موجود فى الصورة الحقيقة للوطن.
والموقف الثالث هو «ركوب الموجة» وهؤلاء بين ليلة وضحاها أصبحوا ثوارًا بعد أن كانوا فلولًا فى ليلة ثورة 25، كانوا يصلون لأجل مبارك وأسرته حتى ينقذهم الله من أزمتهم، وبعد نجاح الثورة صاروا هم فى مقدمة الذين يتحدثون عن فساد مبارك وكانوا مع الإخوان وضدهم، فى ذات الوقت كما كانوا مع مبارك وضده، وهؤلاء ما زالوا يبحثون عن الكارت الرابح ويلعبونه، إن كان فى مغازلة الدولة أو الكنائس الكبرى أو ما يريده الممول الأجنبى. الموقف الرابع هو «المبدعين» هؤلاء الذين يدعون أنهم من المبدعين، وكل كنيسة إنجيلية صارت مبدعة على طريقتها لأنها تمارس الفرائض «المعمودية والعشاء الرباني»، بطريقة مختلفة عن الكنائس الأخرى، وهناك إبداع فى العبادة والوعظ الشعبي، والحقيقة هو نوع من الفوضى الضاربة فى غياب القانون، لذا نعيش فى أزمة هوية حادة كمسيحيين فى مصر ثم كإنجيليين.
وعن القضية الإدارية فى السنودس، قائلًا «إنه خلال السنة الأخيرة كرئيس له، لاحظ أن هناك تضارب مصالح بين الصالح العام والخاص تؤدى فى النهاية إلى أن الكنيسة تخسر الكثير يوميًا، والعام والخاص ليس فقط المصلحة الفردية والمصلحة الجماعية، لكن أيضًا قطاع معين مثل المدارس أو كلية اللاهوت أو الإعلام والرؤية العامة للكنيسة، وهذه الخسارة ليست بسبب أن المسئولين عن هذه القطاعات لا ينظرون إلى مصلحة الكنيسة العامة، إطلاقًا، لكن الغائب هو التنسيق بين جميع القاعات بشكل واضح وعميق وقوى».
و لحل هذه المعضلة، تشكيل لجنة استراتيجية تتكون من أشخاص فى السنودس من الذين لا مصلحة لهم، بمعنى ليسوا فى مناصب أو ليسوا بموظفين متفرغين ولا رؤساء مجالس ويتمتعون بخبرات، وتكون اللجنة برئاسة رئيس السنودس بصفته، وعدد فردى من الأعضاء ينتخبون مباشرة من السنودس لمدة 4 سنوات تجدد مرة واحدة، بهدف تعضيد المجالس فى استراتيجياتهم وخططهم بخبرتهم وتوصياتهم، وتقييم العمل الجماعى للمجالس معًا وليس مجلسًا مجلسًا ومدى التنسيق بين المجالس لصالح الكنيسة العامة، وبعد القرار الخاص بأن تكون هناك موازنات خاصة للمجامع للقيام بأنشطتها المختلفة تضع اللجنة الاستراتيجية نظامًا للتقيم والمحاسبة وتقديمه للمجامع لتطبيقه على الكنائس المحلية، وربط ذلك بالامتيازات التى سوف تحصل عليها الكنيسة ويتمتع بها الراعي، مضيفًا «وتقوم اللجنة بتقديم تقريرها للسنودس، ليرى كيف كانت أنشطة المجالس المختلفة تصب فى صلاح الكنيسة العامة أى السنودس، طبقًا لرؤية محددة وخطة واضحة».
كواليس انتخابات السنودس
شاكر رئيسا لسنودس فى دورته الـ114
أجرى أعضاء سنودس النيل الانجيلى المجمع الأعلى للكنيسة الانجلية انتخاباته السنوية لاختيار رئيس له خلفا للدكتور القس اكرم لمعى المنتهية صلاحيته.
فاز الدكتور القس جورج شاكر، رئيس مجلس إدارة المؤسسات التعليمية، برئاسة المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية للدورة رقم 124، وذلك فى انتخابات سنودس النيل الإنجيلى التى أجريت منذ قليل.
وقد أجريت انتخابات رئاسة المجمع الأعلى صباح اليوم، بين ثلاثة مرشحين هم الدكتور القس جورج شاكر، الدكتور القس بشير أنور، والدكتور الشيخ كمال يوسف، وأسفرت عن فوز القس جورج شاكر بـ151 صوتا، ليصبح رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية.
أجريت انتخابات سنودس النيل الإنجيلى للدورة رقم 124 على شغل منصب نائب رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، وكانت المنافسة بين القس عماد شوقى، والقس إسطفانوس جيد، والقس فكرى رجائى، والقس كمال رشدى .
وبلغ إجمالى عدد الأصوات 269، منها 4 أصوات باطلة، وحصل القس عماد شوقى على 53 صوتًا، والقس إسطفانوس على 59 صوتًا، والقس فكرى رجائى على 69 صوتًا، والقس كمال يوسف على 84 صوتًا، وتمت الإعادة بين القس فكرى رجائى والقس كمال رشدي، وظهرت نتيجة الإعادة بفوز القس كمال رشدى بنائب رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر.
وعلى منصب السكرتير  الثالث ورئاسة مجلس التربية الكنسية ورئاسة الإدارة المالية، فاز القس إيهاب حلمى بمنصب السكرتير الثانى للسنودس الانجيلى والقس مدحت ميشيل بمنصب السكرتير الثالث، وفاز القس جمال زكى بمنصب رئيس مجلس التربية الكنسية وفاز القس عزت شاكر بمنصب رئيس الإدارة المالى.
تعريف السنودس
وكلمة سنودس كلمة يونانية معناها مجمع وسنودس النيل الانجيلى أى مجمع الطوائف الانجيلية فى مصر، أنشئ عام 1898م وشمل أربعة مجامع فرعية وهى مجمع الوجه البحرى «الدلتا» والأقاليم الوسطى «الفيوم وبنى سويف والمنيا» وأسيوط والجنوب «سوهاج والأقاليم العليا والسودان».
وقد عرض هذا التقسيم على المحفل الأمريكى العام للموافقة عليه وقد صدق المحفل على هذا التقسيم واجتمع أعضاء سنودس النيل لأول مرة فى 11 مايو سنة 1899م بأسيوط وتحت رئاسة الدكتور وطسن وتقرر عقده سنويا ليلة السبت الأول من فبراير كل عام.
وخلال القرن العشرين زاد عدد المجامع حتى وصل عددها سنة 1980م إلى ثمانية مجامع داخل مصر مقسمة تقسيم جغرافى «تضم 300 كنيسة» وهى مجمع القاهرة.
ومجمع الدلتا ومجمع الأقاليم الوسطى ومجمع المنيا ومجمع ملوى ومجمع أسيوط ومجمع سوهاج ومجمع الأقاليم العليا.
وينبثق من سنودس النيل ستة مجالس خاصة بالشئون الروحية والمالية والتنمية والتعليم وعشر لجان خاصة بالأملاك والعلاقات والشئون القضائية والخطة.