الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهالى عشش شارع السودان: شقق المحافظة وهم كبير




كتب- كريم ربيع


على الرغم من تسليم محافظة الجيزة أهالى «عشش شارع السودان» شقق المرحلة الأولى من تطوير المنطقة منذ ستة أشهر، إلا أن الكهرباء لم تصل لهم إلى الآن كما أن بالوعات الصرف الصحى لا تتوقف عن الانفجار وأسقف الشقق مستمرة فى «الرشح» الأمر الذى افقد أهالى «عشش» المرحلة الثانية التى من المقرر الانتهاء منها خلال أشهرالأمل فى حياة مختلفة بخلاف أن شقق المرحلة الثانية مساحتها أقل من نظيرتها الأولى بعشرين مترا فبلغت 42 مترا ما جعل الأهالى يرفضون ترك عششهم.
انتقلنا إلى مكان معيشتهم الكائن امام كوبرى همفرس بشارع السودان بمنقطة بولاق الدكرور للتعرف عن قرب على مدى معاناتهم ورفضهم الانتقال لشقق الجيزة الموجودة فى نفس المكان، كما التقينا مستلمى شقق المرحلة الأولى ليشرحوا مشكلتهم.
أهالى المرحلة الأولى: «ورطونا
لما اتنقلنا لشقق المحافظة قلنا خلاص هاننضف أتارى الوساخة ورانا ورانا» هكذا قالت الحاجة «أم سيد» بائعة خبز تصنعه فى فرن بلدى تحت كوبرى همفرس، وبررت ذلك بأنه على الرغم من تسكينها فى شقة المحافظة إلا أن الكهرباء لم تصل إليها إلى الآن، فعندما توجه ابنها إلى شركة الكهرباء للحصول على عداد كهرباء رفضوا، كما رفضت مصلحة الأحوال المدنية استخراج أى مستند رسمى بعنواننا الجديد سواء بطاقة أو شهادة ميلاد لحفيدى بحجة أننا لم نسدد الايجار الذى لا نستطيع سداده لضيق حالنا.
وأضافت «أم سيد»: «كمان باب رزقنا اتقفل»، فبعد أن كنا نصنع الخبز ونبيعه أمام العشش لم يعد لدينا أى منفذ وكانت المحافظة وعدتنا بالحصول على محلات بايجار رمزى ولكنهم سرعان ما تراجعوا وقرروا طرح المحلات فى مزادات علنية وبأسعار ضخمة، طلبوا 20 ألف جنيه كمقدم بخلاف 500 جنيه قيمة إيجارية فمن أين لنا كل هذا!
أما الحاجة صديقة أحمد قالت لنا عمرى 101 سنة حضرت مع زوجى من سوهاج منذ أكثر من ستين عاما لأعيش فى «عشش السودان» أحصل على معاش 215 جنيها من الشئون الاجتماعية أخذوا «عشتى» وأعطونى شقة 40 مترا لا يوجد بها كهرباء وصرفها الصحى دائم الانفجار بل ويطالبوننى بـ165 جنيها قيمة ايجارية للشقة فمن أين أدفع وأنا كما ترانى لا استطيع المشى وقالت موجهة حديثها لمحافظ الجيزة على عبدالرحمن «نفسى أرتاح اليومين اللى فاضلنلى».
جابر على يونس أحد مستلمى شقق المحافظة اشتكى من كونه كان يمتلك قهوة فى العشش القديمة مساحتها 200 متر، فأخذوها منه وأعطوه محلا 10 أمتار بايجار شهرى قيمته 450 جنيها، وأضاف «بدل مينضفونا ورطونا».
احنا تايهين بين الإسكان والمحافظة والكهرباء والأحوال المدنية، كانت هذه كلمات محمد السيد حسن عامل بقهوة محاولا فك طلاسم مشكلته عندما خرجنا من عششنا وعدتنا محافظة الجيزة بحياة أفضل، ففرحنا وحلمنا بها، ولكن سرعان ما انتفضنا من الصدمة فلا تيار كهربائى ولا مياه تصل للأدوار العليا والصرف الصحى كارثى، ولا عنوان ببطاقة رقم مصرى.
ويضيف محمد: طلبوا منى ايجار للشقة للحصول على عداد الكهرباء فدفعت القيمة الايجارية كاملة، ولكنهم اشترطوا أن يدفع كل الحاصلين على شقق الايجار كى أحصل على عداد الكهرباء «أنا ذنبى ايه؟».
مش هنخرج من العشش
فيما أكد عدد من قاطنى عشش المرحلة الثانية عدم موافقتهم على ترك عششهم للسكن فى شقق غرفة واحدة 40 متراً، بخلاف عدم قدرتهم على دفع القيمة الإيجارية واشترطوا التمليك وزيادة المساحة.
فأكدت حمدية فؤاد «58 عاما» على أنها حضرت إلى عشش السودان مع والدتها قبل وفاة جمال عبدالناصر بيوم واحد، تزوجت هنا وأنجبت 7 بنات وولد، وقالت «أمشى من عشتى واقعد فى شقة أوضة وصالة وكمان إيجار.. منين؟»، وأضافت أنا على استعداد تام للخروج من هنا ولكن للعيش فى شقة آدمية وبدون قيمة إيجارية.
فيما قالت سيدة على محمد «61 عاما» ابنى «محبوس» منذ أحداث ثورة يناير وترك لى ثلاثة ابناء ويريدون اخراجنا وحبسنا فى 40 مترا، بخلاف الايجار الذى لا نقدر على دفعه، وأضافت: «نفسى فى شقة لو 60 مترا فيها مياه وكهرباء».