الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

90عاماً على ميلاد «الباز أفندى» توفيق الدقن




على الرغم من ظهوره بجانب نجوم كبار بارعين فى تأدية أدوار الشر، مثل محمود المليجي، وفريد شوقي، زكى رستم، إلا أنه استطاع تأسيس مدرسة جديدة من التمثيل، ليثبت أنه مختلف عن باقى الفنانين، وليخلق من نفسه «شريرا ظريفا».
نتذكره كلما سمعنا جمل مثل «يا آه يا آه»، «العلبة دى فيها فيل»، «أحلى من الشرف مفيش»، فهو الشرير الذى استطاع أن يحبب الناس فى الشر، ويقنعهم بشره بأكثر الطرق طرافة حينًا، وأحيانًا أخرى يصبح شريرًا ينافس الشيطان على اسمه.
فهو توفيق أمين محمد الدقن الذى ولد فى 3 مايو 1924 ببركة السبع فى محافظة المنوفية، الذى عشق الفن وطمح أن يصبح ممثلاً كبيرًا منذ الطفولة، وانتقل مع والديه إلى المنيا، ليعمل أثناء دراسته موظفًا فى السكة الحديد، وكاتب مخالفات فى النيابة الجزائية فى المنيا.
دفعه رفض أبيه ومنعه من امتهان التمثيل، إلى التحاقه بمعهد السينما سرا، ليصقل موهبته بالدراسة، فساعدته والدته التى كانت ترسل له المال داخل أرغفة الخبز، لكى لا يعلم والده.
تخرج الدقن فى المعهد عام 1947 ليبدأ حياته الفنية بدور صغير فى أحد الأفلام السينمائية، ثم شارك فى «ظهور الإسلام» عام 1951، فانطلق بمسيرته الفنية وشارك فى عدد كبير من الأفلام.
فقدم الدقن أكثر من 270 فيلمًا سينمائيا، كان بينها «ابن حميدو، فى بيتنا رجل، سر طاقية الإخفا، الناصر صلاح الدين، عريس مراتي، المذنبون، ليل وقضبان، مراتى مدير عام، وغيرها».
جمعته بينه وبين محمود المليجى علاقة صداقة قوية جدا، فقدما معا أعمالاً فنية كثيرة مثل كان أولها «أموال اليتامى»، وأكد له المليجى أنه سيصبح أحد أكبر الفنانين فى تاريخ مصر والوطن العربي، كما كان صديقا مقربا للفنان الراحل رشدى أباظة فكان يزوره فى بيته باستمرار.
عشق الدقن المسرح، فمنح 25 عاما من عمره على خشبته، بدأوا بالتحاقه بالمسرح الحر لمدة سبع سنوات، وعمل لعامين فى فرقة إسماعيل يس، ثم التحق بالمسرح القومي، وظل يعمل به حتى إحالته للتقاعد، فشارك فى مسرحيات مثل «عيلة الدوغري»، و«بداية ونهاية»، و«سكة السلامة، «المحروسة»، «الفرافير»، و«عفاريت مصر الجديدة».
وعلى الرغم من عشقه الشديد للمسرح، إلا أنه واجه مشاكل مادية مع عمله فى المسرح، فكان يحصل على تسعة عشر جنيهًا شهريا، ولم يكن هذا المبلغ يكفى حاجته ومصاريفه الشخصية، وانفاقه على زوجته وابنائه الثلاثة.
أصيب الدقن بأزمة كبيرة عندما توفيت والدته، التى اقنعها من حولها بأن ابنها الوحيد تحول إلى سكير ومدمن للقمار، ولم تتسن له فرصة توضيح أن ما يوصف به نتج لتأثر الناس الشديد بادائه لأدوار الشر.
اتسم الدقن بطيبة القلب والدقة، فكان يأخذ معه طعامًا ليطعم القطط الموجودة بالمقهى الذى اعتاد الجلوس فيه.
حصل على وسام العلوم والفنون للطبقة الأولى سنة 1956 من الرئيس جمال عبد الناصر، كما نال وسام الاستحقاق، وشهادة الجدارة فى عيد الفن سنة 1978 من الرئيس محمد أنور السادات، درع المسرح القومى، جائزة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، جائزة كتاب ونقاد السينما وجمعية الفيلم.
توفى الدقن بعد صراع مع مرض الفشل الكلوى فى 26 نوفمبر عام 1988، تاركا ثروة فنية كبيرة، لاسعاد جمهوره فى كل البلدان العربية.