السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

متحف الأزهر الشريف.. لماذا الآن؟




كتب : د.خالد عزب

فى ميدان الحسين، مبنى رائع من الناحية المعمارية، شيد فى ثلاثينيات القرن العشرين، حمل الطراز الإسلامى من عقود ومقرنصات وشرفات فى واجهاته، أما المبنى من الداخل فاستغل وإلى وقت قريب ليكون مقرا لمشيخة الأزهر، لكن أى متخصص فى علوم المتاحف سيدرك لأول مرة مدى مناسبة هذه البناية لتكون متحفا للأزهر الشريف، هذه المؤسسة العريقة التى ربطت مصر بإفريقيا واسيا، ولعبت دورا محوريا فى الارتقاء بجميع العلوم الإسلامية الشرعية، وحتى علوم الحساب والجبر والطب والفلك.
وللوهلة الأولى ستجد آلاف الأفكار تتزاحم فى رأسك حول معروضات هذا المتحف، بدءا من الزى الأزهرى المميز إلى أدوات طلاب الأزهر والصور النادرة للأزهر الشريف، ومقتنيات شيوخ الأزهر العظماء، مثل الخضر حسين ومحمد حسنين مخلوف وجاد الحق، بل إن وثائق الأزهر المبعثرة فى معاهده كالمعهد الاحمدى ومعهد دسوق، وسجلات مدرسة القضاء الشرعى ووثائق أروقة الأزهر، فضلا عن مخطوطات علماء الأزهر العلمية، وما يقتنيه الأزهر من صناديق لحفظ المصاحف وتليسكوبات فلكية كانت تستخدم فى رؤية الهلال، وإسطرلابات، والمتعلقات الشخصية بالمشايخ والطلاب ووقفيات الأزهر.. وغيرها كثير من آلاف القطع.
إن المؤكد أن هذه المؤسسة سيلقى متحفها قبولا غير مسبوق سواء من العرب أو المسلمين أو حتى السياح الغربيين، إذ إنها تمثل الوسطية الإسلامية بقبولها تعددية المذاهب، والرأى والرأى الآخر، حتى التجربة والخطأ، وليس أدل على ذلك من انه حين اختلفت الآراء حول حل أو حرمة القهوة، حبس احد المشايخ نفسه أياما فى خلوته يشرب القهوة، لينتهى به الرأى بأن هذا المشروب لا يماثل الخمر، وبكونه يحل شربه للمسلمين، فانتشرت القهوة تبعا لهذه الفتوى فى شتى أرجاء المعمورة، هذه الواقعة الطريفة وغيرها كثير من الوقائع جعلت للأزهر زخما دوليا واحتراما يقدره القاصى والدانى، وتراثا نفخر به، يستحق أن يكون له متحف.