الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جمال طايع يكتب: ذبح وزير خارجية الثورة!




 تثير الحملة المشبوهة التى يتعرض لها نبيل فهمي، وزير الخارجية، تساؤلات عديدة حول الاطراف التى تقف وراء الحملة الشرسة التى تستهدف «فهمى» الذى يعد وزير خارجية ثورة 30 يونيو.
فبين ليلة وضحاها نسى البعض وتناسى البعض الآخر أن «فهمى» قام على مدار العام الماضى بدور وطنى فى الدفاع عن الثورة فى المحافل الدولية  وتمكن من إخراس الألسنة التى حاولت وصف الثورة الشعبية بالانقلاب، على المستوى الخارجى وأجهض كل المؤامرات التى حاولت تدويل الوضع فى مصر وطرحه للنقاش فى الأمم المتحدة سواء فى مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان.
فمنذ أن تولى فهمى منصبه فى حكومة 30 يونيو استحق عن جدارة لقب وزير خارجية الثورة. فقد عمل على ضمان استقلال القرار الخارجى المصرى ورفض أى محاولات للتدخل فى شئون البلاد الداخلية من خلال رحلات مكوكية وتحرك خارجى نشط، طاف خلاله أرجاء العالم من روسيا والصين والهند بحثاً عن تنويع علاقات مصر الخارجية، إلى السودان ورام الله وبيروت والخليج وعشر دول فى القارة الأفريقية بحثاً عن استعادة دور مصر المحورى فى محيطها العربى والأفريقى.
وجاءت زيارة فهمى الأخيرة لواشنطن تتويجاً لجهوده وجهود وزارته، حيث شهدت تغيراً واضحاً فى الموقف الأمريكى تجاه ثورة 30 يونيو.
ومن خلال المعلومات التى وصلتنى من نتائج الزيارة التى استمرت 10 أيام وجدنا  أن الجانب الأمريكى نقل لـ«فهمي» خلال الاجتماعات تطلع الرئيس الأمريكى أوباما واستعداده الكامل للتعاون مع الرئيس المصرى الجديد الذى سيختاره الشعب فى الانتخابات المقبلة، وهو ما يمثل اعترافاً أمريكياً لا لبس فيه بخريطة الطريق ومسار 30 يونيو بعد طول ممانعة.
وفى جرأة وشجاعة تحسب له، أعلن فهمى من قلب العاصمة الأمريكية أن السياسة الخارجية المصرية ستواصل ما بدأته من مساع لتنويع علاقات مصر الخارجية سواء مع روسيا أو الصين أو غيرهما، من منطلق تحقيق المصالح الوطنية المصرية والتى تأتى قبل أية اعتبارات أخرى.
نعود مجدداً لسؤالنا الرئيسى، من صاحب المصلحة فى إفشال وزير خارجية الثورة وهز صورته أمام الرأى العام؟ استطيع حصرهما فى الفئتين التاليتين:
الفئة الأولى تتمثل فى التنظيم الإرهابى الدولى الذى بات يتلقى الضربات الدبلوماسية كما يتلقى الضربات الأمنية الواحدة تلو الأخرى. فبعد أن فشل تنظيم الإخوان فى وصم ثورة 30 يونيو بالانقلاب، وفشل فى محاصرة مصر دولياً وقطع علاقاتها مع دول العالم بما فيها الدول التى تسانده، جاءت الضربة القاصمة للتنظيم الإرهابى من قبل الدبلوماسية المصرية والتى تمثلت أولاً فى قرار الحكومة البريطانية التحقيق فى علاقة تنظيم الإخوان بالأعمال الإرهابية، وثانياً فى رفض المحكمة الجنائية الدولية الدعوى التى قدمتها الجماعة الإرهابية ضد مصر.
أما الفئة الثانية التى تتفنن فى ذبح وزير خارجية الثورة، هم جياع العصور السابقة الذين يريدون أن يأكلوا على جميع الموائد، هؤلاء لا ذمة لهم ولا دين ولا تعنيهم المصلحة الوطنية للبلاد، لذا تجدها تنخرط فى تقطيع سيرة الرجل وتاريخه متدثرة بتصريح تم نقله خطأ عن الترجمة، بحسب ما قال الوزير، وهو امر لا بد ان يلتفت له الاعلاميون وألا يتناقلوا اى تصريحات قبل التأكد من مصدرها.
وإن ما أقوله ليس دفاعًا عن الوزير بل هى كلمة حق فى رجل خدم الوطن كثيرًا ففهمى «الذى أعرفه جيدًا ــ  ليس طالب سلطة او جاه، فسبق وان اعتذر عن قبول منصب وزير الخارجية عدة مرات فى عهد الرئيس الأسبق مبارك، زهداً فى السلطة، لكنه قبلها فقط بعد الثورة تقديرا منه لحجم التحديات الخطيرة التى تواجه الوطن، وعمل جاهدا على رفع اسم مصر فلا يكون جزاؤه أبدًا أن يتم ذبحه لمجرد خطأ فى التعبير.
واختتم بقول الله تعالى: «فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون» وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون» صدق الله العظيم.