الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«العاقول» يحاصر «فراعنة» دندرة.. والإله «حتحور» يشكو الإهمال




قنا - حسن الكومى
يتعرض معبد الاله حتحور إله الحب والامومة عند الفراعنة بقرية دندرة على ضفاف النيل الغربى بمحافظة قنا لأبشع أنواع الاهمال حيث تحاصره نباتات العاقول من كل جانب رغم أنه لا يبعد عن مدينة قنا 6 كيلو مترات ويعد واحدا من أهم وأفضل المعابد المصرية التى مازالت تحتفظ ببريقها إذ يتميز عن غيره من المعابد بسقوفه التى تحوى العديد من الرسومات، والنقوش من ضمنها دائرة الأبراج السماوية، وفكرة المصباح الكهربى، وقاعة بها 24عمودا كل عمود يمثل رأسا مجسما للإله حتحور، ومازالت نقوشه واضحة تحكى تاريخ حقبة مهمة من تاريخ مصر. وبنى فى العصرين اليونانى والرومانى، ويرجع تخطيطه الأصلى إلى عصر الملك «خوفو» من الأسرة الرابعة والملك بيبى من الأسرة السادسة وهناك العديد من الآثار التى تشير إلى ذلك وأهمها الجبانة التى تقع خلف سور المعبد، ناهيك عن مجموعة المنشآت الموجودة بالمعبد المتمثلة فى المعبد الرئيسى مكرس للآله حتحور «إله الحب والسرور» استنادا للنصوص المسجلة بالمعبد، ومعبد صغير للآلهة إيزيس، والبحيرة المقدسة، والمكان الذى يعرف باسم المصحة، وأيضا كنيسة ترجع للقرن الخامس الميلادى، ووجود الماميزى الذى يرجع إلى عصر الملك نختنبو من الأسرة الثلاثين والماميزى «بيت الولادة الرومانى» الذى يرجع إلى عصر الإمبراطور أوكتافيوس.
هذا المعبد معرض لأن يندثر ويضيع وسط نبات»العاقول» الذى يغطى مساحة تصل لأكثر من 85 فدانا بمحيط المعبد
عم معروف كبير حراس المعبد يقول ان نبات العقول موجود بالمعبد منذ القدم لكن فى الفترة الاخيرة انتشر بشكل كبير بمحيط المعبد وأصبح مشكلة كبيرة تعرقل حركة السير بالنسبة للخفر ليلاً وللسياح والبعثات نهارا
وأشار عم معروف الى ان الثعابين والافاعى والعقارب تختبئ داخله ويمثل خطورة على حياتهم وحياة الزوار ولا يعلم كيف نبت العاقول بالمعبد ولكن من خلال خبرته فى العمل كحارس للمعبد وعمله مع البعثات الاثرية يرى ان وجود هذا النبات مرتبط بوجود اثر فرعونى فى باطن الأرض وانه احد الشواهد التى يستدل بها على وجود آثار بالمنطقة ولكن وجوده ونموه بهذا الشكل يمثل خطورة على المعبد مناشداً وزارة الآثار بضرورة التدخل والقضاء على تلك المشكلة.
ويضيف محمد مصطفى الباحث فى شئون الآثار أن العديد من المواقع الأثرية والمعابد المصرية انتشر بها ذلك النبات الذى يعد مرضا سرطانيا مثل الذى يصيب البشر نظراً لصعوبة القضاء عليه لافتا الى أن إدارة البحوث والصيانة بوزارة الآثار فشلت فى القضاء عليه والباحثون استخدموا أكثر من طريقة للتخلص منه قضاء الا انه لم ينته بعد فكلما تمت إزالته نبت مرة أخرى.
ويلفت مصطفى الى أن هناك بعثة لباحثين أمريكيين اجرت تجربة مؤخراً على معبد أمون بالأقصر على تلك النبات الشيطانى تقوم على فكرة عزل الهواء عن تلك النبات لمدة شهرين او ثلاثة اشهر من خلال تغطيتها بمادة البلاستيك ووضع طبقات ثقيلة من الاتربة لقطع الهواء عنها حتى لا تنمو وفى حالة نجاح تلك التجربة سيتم تعميمها على جميع المناطق الأثرية.
من جانبه يؤكد ايمن هندى مدير المعبد وكبير المفتشين ان قلة الموارد المالية والإمكانيات لم تمكنهم من القضاء على ذلك النبات وكثيراً ما خاطب وزارة الآثار لتوفير مبيدات كيميائية لرش تلك الحشائش والقضاء عليها ولم يستجب أحد سوى محافظ قنا اللواء عبد الحميد الهجان.وفى اول زيارة للواء الهجان لمعبد دندرة حيث ساءت حالة المعبد وانتشار تلك الحشائش بمحيطه وعلى الفور أعطى تعليماته للمجلس المحلى لقرية دندرة بسرعة التدخل بالعمالة والمعدات لإزالة تلك الحشائش وبالفعل نجح المجلس المحلى فى إزالة 15فدانًا وما زالت الاعمال مستمرة وذلك لاظهار المعالم الجمالية للمعبد بصورة تجذب السياح وتسحر عيون الزائرين بما يتناسب مع القيمة التاريخية الكبيرة للمعبد، ولكن عملية الازالة تتم بشكل بدائى عن طريق قص النبات وليس اقتلاعه من جذوره وسوف ينبت مرة اخرى مطالبا وزارة الاثار بالتدخل للقضاء على هذه العشبة الشيطانية.