الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خلاف بين علماء الأزهر حول تعطيل العمرة والحج هذا العام بسبب «كورونا»





حالة من الخلاف شهدتها الساحة الدينية مع عودة الحديث عن تأجيل الحج والعمرة هذا العام نظراً لوجود فيروس كورونا، ففى الوقت الذى أيد فيه بعض العلماء تأجيل الحج لوجود مرض ينتشر بين الناس فى تجمع الحجيج والمعتمرين رفض آخرون واعتبروا ان القول بمنع الحج لوجود مرض لم يتيقن هلاك الحجيج به يقيناً يعد غير جائز.
 فمن جانبه أكد  الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق  أن الإفتاء بتعطيل أو تأجيل أداء العُمرة أو الحج فى حالة انتشار فيروس كورونا يتطلب رفع منظمة الصحة العالمية درجة الوباء إلى المرحلة السادسة، كما ينبغى الا  يؤجل الحج لمرض بفتوى فردية ويجب أن تكون هناك فتوى جماعية تحظى بإجماع جميع المجامع الفقهية وعلماء المسلمين عليها لكونها تخص جموع المسلمين.
وأوضح انه لا بد من مناقشة هذه القضايا بصورة جماعية وذلك بحضور فقهاء الأمة الإسلامية وبالتنسيق مع المجامع الفقهية الإسلامية المعتمدة فى العالم الإسلامى  للخروج برأى شرعى أو توجه جماعى يجمع رأى كل فقهاء المسلمين على الأمر.
وشدد على  انه على المسلمين  الاستجابة عند صدور فتوى جماعية بمنع الحج والعمرة بسبب كورونا، وان ترك العبادة لرخصة واجبة من الطاعات، وقال: إن الاشتباه فى وباء كورونا يوجب الاحتياط، ووزارة الصحة ابدت النصيحة لكبار السن بعدم السفر للحج ولكن لم تعلن قراراً بالمنع.
أضاف: إن الشريعة ليس لديها مانع فى تأجيل العمرة والحج  إذا وجد عارض ومانع حقيقى للأمة، وان  هناك فرقاً بين التخوفات والواقع لإصدار فتوى تتعلق بالأمة، وان المتخصصين والصحة العالمية والسعودية هم  الاساس فى اصدار فتوى بمنع العمرة أو الحج.
ولفت إلى أن السلطات السعودية اول من تسأل عن الحج مع  مرض كورونا ، وأن  منع الحج يتطلب فتوى جماعية لكونه ركناً من اركان الاسلام والأمة، موضحا انه عند صدور تلك الفتوى فلا يجوز رفضها خاصة أن من يلتزم باراء اهل العلم هو التزام بطاعة الله.
وشدد على ان مرض كورونا إذا تحول لوباء اصبح طاعوناً وهنا يمكن اصدار فتوى جماعية بتأجيل الحج، حيث يجب بناء الاحكام على حقائق وليس شائعات، مشيرا إلى أن الحج  منع عشر سنين فى عهد القرامطة وقتلهم للمسلمين.
بينما رفض د. محمد ابو سالم استاذ اصول الفقه بجامعة الأزهر ان يتم القول بجواز منع الحج بسبب وجود فيروس كورونا لمجرد وفاة اعداد بسيطة منه، وقال : «من الذى يقدر ان هذه تهلكة، ووجود فيروس لى غالب على الظن الهلاك منه، وليس عندنا ما يصوغ ابدا منع الحج الذى هو فريضة يعارضها كل عام بعض الأمور، ولو قلنا بمنع الحج تخوفا من مرض لم يتيقن هلاك كل من يحج بسبب، فسيكون هناك كل عام سبب نمنع به العمرة والحج.
فيما  قال الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية :  «إن الحج والعمرة يمكن الفتوى بتأجيلهما إذا وصل  الأمر  فى العدوى بفيروس كورونا  إلى مرتبة اليقين لاسيما ان الحج  يأتى إليه أناس كثيرون من جميع انحاء الأرض، وهو ما يجعل انتشار المرض قائماً بنسبة كبيرة، ولذلك يمكن منع رحلت الحج والعمرة  لحين انتهاء المرض فى هذه الحالة حتى لا نلقى بآلاف الناس فى التهلكة، مصداقاً لقول الله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» وقوله أيضا «ولا تقتلوا أنفسكم»، مؤكدا أن مما يؤيد المنع هو أن الوباء منتشر ويدخل لدول جديدة، وعلينا ان نمنع انفسنا من الضرر لقاعدة لا ضرر ولا ضرار، ولا يجوز ان نهب فى تجمع  يمكن ان يتنشر من خلالها المرض، مستدلا بموقف عمر بن الخطاب عندما أردا الذهاب إلى القدس وعندما علم فى الطريق بوجود وباء رجع فقالوا له أتفر من قدر الله، فقال: «أفر من قدر الله إلى قدر الله»، لذلك وجب  وقاية أنفسنا من المرض.
الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أكد أن الأمر فى  تأجيل الحج والعمرة بسبب فيروس كورونا تحكمه   قاعدتان من القواعد الشرعية وهما قاعدة لا ضرر ولا ضرار وقاعدة المشقة تجلب التيسير، فلا يجوز للإنسان أن يوقع ضررا على نفسه او على غيره ولا يقابل الإضرار بالضرر، والحالة التى يمكن أن  يشيع فيها «فيروس كورونا» إذا أدت إلى الصورة التى لو حدث فيها اختلاط بين الجماهير أدى إلى شيوع المرض وانتشاره فإن هذا بلا شك ضرر كبير على حياة الناس وحياة الشخص نفسه، ويجوز للإنسان أن يترك الحج مؤقتاً، أو العمرة إذا اقتضت الحالة الطبية ذلك، فإذا أكد الأطباء ضرورة منع التجمعات نهائيا فإنه يجب منع هذه التجمعات سواء كان حجا أو عمرة إلا إذا اتخذت إجراءات وقائية من الجهات الطبية كلبس الكمامات أو غير زلك أو التحصين ضد المرض أو غيره ذلك.
وأضاف: إن حامل المرض تسقط عنه الفريضة لحين شفائه، من منطلق أنه إذا حدث  شدة على الإنسان من تكليف شرعى فى أدائه له،  فإن الشرع فتح له باب الرخصة فى عدم الأداء، ويكون صاحب المرض هنا القادر على الحج كمن ذهب للحج فمنعه مانع.
فيما قال الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يجب على كبار السن والنساء الحوامل والأطفال الاستجابة لبيان وزارة الصحة بتأجيل الذهاب لفريضة الحج هذا العام، نظرا لانتشار فيروس «كورونا» بين الحجاج والمعتمرين،  وأكد فى أن وجود مثل هذا التهديد على الصحة يجعل الاستطاعة للذهاب غير متوافرة شرعاً.