الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«وتكونون لى شهوداً» عنوان مهرجان الكرازة المرقسية للعام الحالى والكنائس تفتح «المدرسة الصيفية»




مع اقتراب الإجازة الصيفية وانتهاء الفصل الدراسى الثانى بالمدارس والكليات تستعد الكنائس بالانشطة الصيفية والتى تستمر طوال فترة الاجازة، وتتضمن الانشطة دراسات كتابية وانشطة رياضية لكل المراحل العمرية بدءاً من الاطفال وحتى شباب الجامعة والخرجين
وتستعد اسقفية الشباب للمهرجان الاكبر والذى يتم تنظيمه على مستوى الكرازة كلها وهو مهرجان الكرازة المرقسية لعام 2014  .
كما اعلن عدد من الكنائس عن افتتاح المدرسة الصيفية، تحت شعار «انواع المواهب موجودة ولكن الروح واحد»  افتتحت كنائس وسط البلد المدرسة الصيفية للمرحلة الابتدائية وتبدأ منذ 16 يونيو وحتى 28 أغسطس من العام الحالى تتضمن دراسة الكتاب المقدس ومجموعة من الرياضات جمباز وكرة قدم وكرة طائرة وكارتيه وأشغال يدوية والحان وموسيقى وتمثيل.
«كنيستى جميلة قوية وإلهنا عظيم موجود وبخورها بفرحة بيعلى زى سحابة الشهود دايمًا باشهد لمسيحى والحب أقوى من الخوف وإلهنا آياته عجيبة يفتح عينَا ونشوف أنا سفير صورة لإلهى وكنيستى بيت الوطنية أشهد فى بلادى لربى ولمدينتى السماوية «شعار مهرجان الكرازة المرقسية لعام 2014 والذى يحمل عنوان «تكونون لى شهودا فى اورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الارض».
ويتضمن المهرجان الموضوع  مقرر على كل المشتركين، ويؤدى فيه امتحان، حيث يؤثر النجاح فيه على إظهار النتيجة أو حجبها
يتضمن المهرجان دراسات للمراحل التعليمية المختلفة من  ابتدائى واعدادى  وثانوى  وجامعة  وخرجين  وخدام والخادمات  وذوى القدرات الخاصة مسابقة تعليم الكبار مسابقة الصم والبكم ومسابقة المكفوفين ومسابقة بولس وسيلا ومسابقة الحرفيين وإعداد الخدام والخادمات ومسابقة قانا الجليل ومسابقات سمعان الشيخ.
وتتضمن عددًا من الأنشطة منها   مسابقة المحفوظات ومسابقة البحوث والألحان والتسبحة مسابقة اللغه القبطية الأنشطة الكنسية والانشطه الأدبية والثقافية والفنون التشكيلية والمسابقة الالكترونية والمسابقة الاعلامية والابتكارات الهندسية والمسابقة الرياضية.
وقال الأنبا موسى أسقف عام الشباب فى كلمته الافتتاحية لمهرجان الكرازة للعام الحالى «نسمع هذه الكلمة باستمرار فى ساحات المحاكم: «شاهد إثبات» و«شاهد نفى».. ومعناها أن الأول شاهد بعيْنَيِه الحدث، وهو يثبت ذلك، ويقر به أمام المحكمة.. أما الآخر فهو «شاهد نفى»، ينفى حدوث الأمر، ويؤكد ذلك بأنه كان حاضرًا فى المشهد، ولم يحدث
وأضاف : الشهادة - إذن - معناها «المشاهدة» بأم العينين، ولا يصح أن يكون الشاهد لم ير بعينيه  ما يحدث، بل سمع بأذنيه من بعض الناس.  
ولفت الى أن الشهادة معناها أن يقول الإنسان بتصرفاته، أنه «شاهد» للمسيح، فى قلبه بالإيمان، وأصبح الرب رقيبًا على كل حياته، وبدأ الناس يرون السيد المسيح فيه: فى فكره، ومشاعره، وحواسه، وسلوكياته. والرسول بولس يوصينا قائلاً: «لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِى قُلُوبِكُمْ» ويقول أيضًا: «الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ» ومن هاتين الآيتين، يصير السيد المسيح الساكن فينا سببًا للخلاص، وواعدًا بالمجد الأبدى!
وعن مجالات الشهادة للمسيح قال أسقف عام الشباب: أشهد للمسيح فى المجال الشخصى أى فى حياتى الخاصة  كما يعلمنا الكتاب «لِكَىْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ»
ووجه حديثه للشباب قائلا «قف يا أخى الشاب أمام حروب الخطية المتعددة موقف الشهداء، فحين تحرم نفسك من لذة الخطية بفرح وحين تمنع عن جسدك لذة الطعام بفرح! وحين تقمعه بفرح فيسهر ويصلى! وحين تستعبده بفرح فيسجد إلى الأرض مرات كثيرة، ويرفع اليدين إلى السماء مرات كثيرة ويقرع الصدر بندم كالخطاة الراجعين إلى بيت الأب حين تحيا هذا كله فأنت فى طريق الشهداء. للشهادات أشهد للمسيح فى المجال الأسرى فالمسيحى الحقيقى يكون بيته مسيحيًا بالحق! فى السلوك، والمحبة، والخدمة، والنموذج الطيب فى كل شىء.
وأوضح : كانت الأسرة المسيحية فى الماضى نموذجاً شاهداً للمسيح على المحبة، الذى كان يربط أفرادها، ويوحدهم فى كيان واحد. وكان الكل حينما يتحدثون عن زواج دائم وثابت ومستمر، يقولون «زواج مسيحيين» والمطلوب الآن فى البيوت المسيحية أن تشهد لمسيحها الساكن فيها حباً وتماسكاً، لا مشاكل، ولا خلافات ولا أنانية بغيضة.
وعن المجال الثالث للشهاده قال: أشهد للمسيح فى المجال الكنسى أن أكون عضوًا حيًا وفاعلاً ومثمرًا فى المجال الكنسى، كالغصن فى الكرمة، يجب أن يكون مورقًا ومزهرًا ومثمرًا
وقال :هذا مجال آخر للشهادة! فحين نتأمل حياة  المسيح وخدمته، ثم حياة تلاميذه الرسل وآباء الكنيسة، نعرف أن منهم من باع نفسه عبداً ليتمكن من دخول مدينة ما، ومنهم من غير معالم شخصيته ليدخل مدينة أخرى. الرسول بولس جال بين القارات المختلفة يؤسس عدداً ضخماً من الكنائس، ويسعى وراء النفوس فى حب ودموع، وفى أتعاب وأسهار وضربات وسجون وميتات وجلدات ورجم، فى أخطار فى البحر والبرية وجوع وعطش وبرد وعرى.
وأشار الى أنه حين نقرأ هذه القائمة الجبارة من آلام الخدمة نعرف أننا لم نصر بعد خداماً. فالخادم الحقيقى قد جهز قلبه للألم وأعد نفسه لدفع ضريبة الخدمة، وقد امتلأ فرحاً بهذه الآلام بسبب المجد الذى صاحبها ويعقبها.
والمجال الرابع هو أن أشهد للمسيح فى المجال الاجتماعى أن أكون سفيرًا للسيد المسيح فى المجتمع المحيط بى، والسفير خير تعبير عن مملكته أو بلاده  ومتفاعل مع المجتمع المحيط به ويكون مختلفًا فى سلوكياته ليعبر عمن ارسل
وأكد انه يجب ألا نهادن الخطأ فى أى موقع، بل ننبه اخوتنا فى حب، لا فى تزمت أو كبرياء، ولا فى سلبية وانطواء. وما أكثر مواقف الشهادة فى التعامل مع الناس ذوى الاتجاهات المنحرفة! فلا نندمج إذن فى مسالك شريرة، وزملاء منحرفين، ولا نهادنهم على أخطائهم، بل نشهد للحق مهما كانت الخسارة.
وقال : خامسا أشهد للمسيح فى المجال الوطنى: بمعنى أن أضع كل هموم الوطن فى داخلى! فالمسيحى الحقيقى يحمل ملامح وطنه، وقضاياه، وهمومه، وشئونه، بكل حب، ويعمل من أجل بناء الوطن ورفعته!
وأضاف: لقد علمتنا دروس التاريخ أن علاقات المحبة الأصيلة، بين المسيحيين والمسلمين، هى صمام الأمان الوحيد أمام كل مشكلة تواجهنا فى هذا الوطن الحبيب. وتعتبر الكنيسة القبطية المصرية بوطنيتها عبر التاريخ، وفى مواجهة المحتل. هذا ما حدث فى حروب الفرنجة المدعوة خطأ بالصليبية، حتى أن صلاح الدين أهدى كنيستنا بالقدس «دير السلطان» مكافأة على إسهامات الأقباط فى تطهير بلادنا من المستعمر. كذلك دورنا كأقباط فى مكافحة الاحتلال الفرنسى، أو الإنجليزى، أو الإسرائيلى.
وختم كلمته قائلا: إن مهرجان هذا العام يأتى بعد ثورة يناير، واحتشاد30 يوينه، التى خرج فيهما الشعب المصرى بالملايين، يؤكد مدنية مصر، والوحدة الوطنية، والاندماج بين شركاء الوطن المسلمين والمسيحيين. «فمصر ليست وطناً نعيش فيه، بل هى وطن يعيش فينا» تلك المقولة الخالدة التى علمنا إياها قداسة البابا شنودة الثالث ، ولذلك فحينما تم الاعتداء على بعض كنائسنا وحرقها، رفض أخوتنا المسلمين - فى عمومهم - ما حدث، ووقفوا سلسلة بشرية تحمى الكنائس
وأكمل قائلا : الرب يعطينا فى مهرجان هذا العام، وهو السنة الحادية عشرة لمهرجان الكرازة المرقسية، أن نخرج  من الأقوال إلى الأفعال ومن قوقعة الذات إلى كل من حولنا ومن الدراسات إلى الفضائل المقدسة ذلك كله بنعمة الله العاملة فينا، وبالجهاد الروحى الأمين تحت إرشاد أبوى.