الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«العصر الذهبى ليهود مصر»




عرض : إسلام عبدالكريم


صدر فى إسرائيل مؤخرا كتاب جديد، وصفه النقاد الإسرائيليين بـ«الفريد من نوعه»، فالكتاب من الكتب القليلة التى تروى عن الجالية اليهودية فى مصر وخروجها منها، فيما وصفته بـ«اقتلاع» اليهود من مصر على فترات متعاقبة بدءا من قيام الدولة العبرية عام 1948، والتى ضاعت اثرها فى غياهب النسيان.
وقامت بإعداده الكاتبة «عيداه أهارون»، تحت عنوان « العصر الذهبى ليهود مصر: النزوح والقيام»، حيث جمعت خلاله كتابها قصصا من أعضاء الجالية اليهودية الذين غادروا من مصر قبل أكثر من نصف قرن والتى كانت من بينهم. حيث جمعت 73 شهادة ممن غادروا.
وترى الكاتبة أن الكتاب مهم للغاية، والأكثر موضوعية ويمثل علامة بارزة وطريقة جديدة فى دراسة أوضاع الجالية اليهودية فى مصر. واستعانت فى هذا الإصدار بعدد من الباحثين وبوزارة التعليم الإسرائيلية.
ويستشهد الكتاب بروايات العديد ممن عاصروا الخروج، حيث أوردت الكاتبة شهادات عدة ، مع صور لعائلاتهم، خاصة أن جميعهم خرجوا فى سن صغيرة. وتصل الكاتبة الإسرائيلية فى وصفها للوقائع لحد المبالغة، حيث وصفت ما حدث بأنه الخروج الثانى من مصر، مقارنه إياه بخروج اليهود من مصر الفرعونية من نبى الله موسي.
إلا أن الكتاب يضم العديد من الاتهامات والوقائع المشكوك فى صحتها، حيث تزعم أنه مع قيام الدولة العبرية، فى فلسطين، بدأت موجة من أعمال الاعتقالات والشغب ضد اليهود، وتم طرد  الجالية التى تتكون من مائة ألف يهودى من مصر، ومصادرة كافة ممتلكاتهم.  
لتزعم أنه مع تلك الفترة تم محو ذكريات تلك الجالية، من التاريخ ومن الأدب لكن لم يتم محوها من ذكريات الطفولة للأطفال الذين تركوها. ويضيف أن هذا الكتاب يؤرخ ويحافظ على «تاريخ الجالية اليهودية» فى مصر ، بكم كبير من المزاعم والافتراءات، بأن اليهود فى مصر، بعد قيام الدولة، تعرضوا للألم والإذلال على أيدى النظام المصري، واضطهاد من جانب المصريين .
وتعد «عيداه» مؤسسة ورئيسة الكونجرس العالمى الثانى ليهود مصر، والتى ترى أن قيام الدولة فى فلسطين وبداية الصراع العربى الإسرائيلى عام 1948 هما من العوامل الأساسية فى تدمير الجالية اليهودية، وأن ما حدث فى مصر كان مثالاً على ما تعرض له اليهود فى البلدان العربية، سواء العراق وسوريا ولبنان، حيث تحول 900 ألف يهودى إلي مضطهدين ومعزولين داخل تلك البلدان وأصبحوا لاجئين.
وتروى شهادة أحدهم، أنه خلال العدوان الثلاثى عام 1956 تم ترحيل وفرار عشرات الآلاف من اليهود ، تاركين وراءهم كل ممتلكاتهم وثقافتهم وخلال مغادرتهم من ميناء الأسكندرية عانوا من الإذلال والإهانة الرهيبة من مسئولى الجمارك. وخلال حرب الاستنزاف 1967 تم سجن الرجال اليهود الذين تزيد أعمارهم على 15 عاماً فى سجون مكتظة وسيئة السمعة، سجن أبو زعبل، حيث تعرضوا للتعذيب والإذلال حتى تم ترحيلهم من مصر.
لكن المثير فى الكتاب أنه يلقى الضوء ويكشف عن أنشطة الحركة الصهيونية فى مصر، حيث يقول «ديفيد شاؤول»، المسئول عن تنفيذ مشروع الكتاب، أن الكتاب يوثق أنشطة الحركة الصهيونية فى مصر، ويلقى الضوء على قادة الصهيونية والذين أعدوا لتجهير اليهود من مصر، وأوائل الذين استوطنوا فى أرض فلسطين.
ويصف الكتاب أشكال الهجرة الشرعية وغير الشرعية لفلسطين، بعد قيام إسرائيل، حيث تم تهريب العديد من اليهود من مدنهم، القاهرة والإسكندرية وبورسعيد. ويرى «شاؤول» أن الكتاب يثرى علم الأنساب فى التراث اليهودي، والذى يعد أثر لبقايا ممتلكات غير قابلة للتصرف بها من ذاكرة اليهود.. وتقول الكاتبة عن هذا الإصدار إن له أهمية قصوي، حيث يوضح أن الفلسطينيين ليسوا هم الضحايا الوحيدين من الصراع العربى الإسرائيلي، مستشهدة بإحصائيات لمنظمة «الأونوروا» والتى تقدر عدد الفلسطينيين الذين فروا من إسرائيل بـ650 ألف لاجئ فلسطيني، فى الوقت الذى يقدر فيه عدد اليهود الفارين من بلدانهم العربية بـ900 ألف ، وعانوا من مصادرة أملاكهم، وتقدر ممتلكاتهم بعشرة أضعاف ممتلكات الفلسطينيين.