الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إبداع




شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع، ينيرون لنا ببصيرتهم وبصرهم طريقنا، يخبروننا ما لم نخبره فيما فاتنا من أمورنا الحياتية، فهم بمثابة توثيق وشهادة على عصرهم وتجاربهم، نخصص فى «روزاليوسف» هذه المساحة من الإبداع للاحتفال بشعراء سوريا ... أرض الشام صاحبة التاريخ الخصب بالبطولة والأحلام بنفس القدر الذى ارتوت أرضها بالآلام منذ رحلة المسيح وحتى تدمير حضاراتها على أيدى برابرة العصر.

مـنْ ذا يــــعـيـدُ ؟

كم كُنتُ أصْرُخُ فى الردى مُلْتاعةً
ما كان يسمعُ صرختى وصياحي
مَـنْ ذا يُـعيدُ إلـى العيونِ ضياءَها
مَــنْ ذا يُـعـيدُ الـزيْتَ لـلمصباحِ ؟
مــا عـادَ فـى ثـغرِ الـصبايا كـرمةٌ
مـا عـادَ فـى الـعُنقُودِ رشفةُ راحِ
هــذى الـبـيوتُ تـقطّعتْ أوصـالُها
و يَــحِـنُّ قــفـلُ الــبـابِ لـلـمفتاحِ
يـا حـمصُ ، أرواحٌ لأجـلِكِ أُزهِقتْ
رُدّى الـــحــيــاةَ لِــــهـــذهِ الأرواحِ
هـــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــام
صـــــبـــــابــــةٌ وشــــــــــــــوق
نـــامَ الأنــامُ وخـاطـرى لا يـهـجعُ
ويــرى أنـيـنَ الـموجعاتِ ويـسمعُ
يـا حـمصُ يـا نـبضَ الـفؤادِ وروحه
إنّـى الـهيامُ ، وكـلّى قـلبٌ مُـوَلَّعُ
والـشـوقُ يـعـرونى يَـهُزُّ صـبابتي
وكــأنَّ قـلـبى مــن جُــذورٍ يُـقْـلَعُ
ومـحـبَّـتى أصـــلٌ وفـــرعٌ ثــابِـتٌ
ولِـكُـلِّ فــرعٍ فــى هـواهـا أفْــرُعُ
لـكـأنَّ مــن ذبــحَ الـحـنينُ فـؤادَهُ
مـــن شِــدَّةِ الأوْجــاعِ لا يـتـوجَّعُ
فـأقـمْـتُ بـنـيـانَ الـتـذكُّرِ لـلـهوى
وبـناءُ روحـى فـى دمـى يـتصدَّعُ
يــا لـيـتنى طـفـلاً أعـودُ لـصدرها
وأعُــبُّ مـن ثـديِ الـحنانِ وأرضـعُ
شعر - هـيـام الأحـــمـد

 

(هنا دمشق)

هُنا دمشقُ حِمى الأضواءِ والشّهُبِ ... ومَجمَعُ الخيرِ والأعراقِ والحسبِ
هـنـا مَـواطِـنُ خـيـرِ الـنّـاسِ بـارَكَـها ... ربّـى وأيَّـدَها فـى مُـحْكَمِ الـكُتُبِ
هُـنا سـنابِكُ خـيلِ الـفاتحينَ لـها ... نـقشٌ عـلى جـبهةِ الـتّاريخِ لم يغِبِ
هـنا دمـشق، عـلى الأيـام ما برحتْ .. حسناءَ ترفلُ فى أثوابها القُشُبِ
هـنا دمـشقُ، هـنا فـى الـقلب قافيةٌ ... جذلى وأغنيةٌ مبحوحةُ القصبِ
هـنـا دمـشقُ ، أعـدْ لـلمجد رايـتَهُ ... وحـدّث الـدّهر عـن أبـنائها الـنّجُبِ
هـنـا بـيـارقُ أهــلِ الـشـام نـركُـزُها ... عـزّاً لـكلّ بـنى الإسـلامِ والـعرَبِ

شعر - جعفر خليف

 

دموع الورد

يـا سـهدَ قـلبى دامـعٌ فـيه الأسـى
والآهُ أسـمـعُـها بــصـوتٍ قــدْ قـسـا
ويـسـابـقُ الـعـصـفورَ فــى تـرنـيمِهِ
يـشـدو بـصـوتى عـطرَهُ و الـنرجسا
إنّــــى تـنـاثَـرَنـى كــزهــرِ خـمـيـلـةٍ
وبـهـا دنَــتْ روحـى لأنـسامِ الـمسا
عـانـيتُ مــنْ ألــمِ الـصبابةِ والـهوى
حـتـى بــدوتُ كـخـمرةٍ لا تُـحـتسى
وشـغافُ قـلبى تـشتكى مـرَّ الـنَّوى
تـهـفو إلـيـكَ فـكُنْ لـقلبى الـمُؤنسا
يــا غـيـرةً صـدحَـتْ بـصـمتٍ مـوجعٍ
هـل تـرتضى فـى رقـتى أن أُحبسا
يــا غـيـرةً عـصـفتْ تـفـجرُ مـدمعي
والـقـلب أوشــك أن يــذوب ويـيأسا
وأنـــا الأمــيـرةُ والـجَـمـالُ مـراكـبي
فـإذا غـدَوْتُ أتـى الـصَّبا كى يحرسا
تـجـرى دمــوعُ الــورد بـيـن أنـامـلي
عــطـراً بـكـفِّكَ قــد أفــاضَ وقُـدِّسـا
كن لى كما عقدى الجميل وخاتمي
وأنــا سـأبـقى فــى بـنانك مَـحبسا
شعر- لمـيـــــس الـــــرحـــــبـــي

 

حب ممنوع

خــوفــى عــلـيـكِ كـخـوفـهـم مــشــروعُ
حــــوّاءُ أنــــتِ، ومــــا سِــــواكِ فــــروعُ
لو غبتِ لاستعصى على الشمس السنا
ولـــضـــلَّ تـــحــت صـــخــوره الــيَـنـبـوعُ
يـــأتــيــك واحــــدُنـــا يــــقـــدّمُ قــلــبــه
وكــــأنـــه فـــــــى كــــفـــه مـــوضـــوعُ
لا تُــرجـعـى أحــــداً فــكــم هــــو رائـــع
أن يــحــتــفــى بــالــتــابــع الــمــتــبـوعُ
بـــردى تـــورّق حـــول خــصـرك غـصـنُـه
وأنـــــــا هــــنـــا مــتــيـبـس مــقــطــوع
ســأســامـر الــمــاضـى لــيُــوقـد نــــارَه
وســـأوقـــظُ الــتــاريـخَ حـــيــن أجـــــوعُ
يـــا شــام لا يـغـنى عــن الـمـاء الـنـدى
وعــــــن الــنــهـار وســـائــلٌ وشـــمــوعُ
خـاطـبـتُ قـلـبـك، لـــم اخــاطـب غـيـره
يــــا لــيــت صــوتــى عــنـده مـسـمـوعُ
وَوددتُ أنـــــى هـــائــم فـــــى جـــــوّه
أو أنـــنـــى فــــــى روضــــــه مــــــزروعُ
لــــولا الــفــراق لــمــرّ يــومــى نــظــرةً
ولـــكـــان قـــصّـــر ثـــوبَـــه الأســـبـــوعُ
ولــكــانـت الأحـــــلامُ شــــفَّ حـجـابـهـا
لــــــو أنّ بـــعـــضَ شــتـاتـنـا مــجــمـوعُ
رحـــل الـطـريـقُ وفـــى حـقـائـبه غــدي
ولـــقــد يـــضــرُّ إلــــى الــــوراء رجــــوعُ
وأرى الـــســيــاجَ أراه أحــــــدبَ بـــابَـــه
والـــحـــبُّ أجــمــلُــه هـــــو الــمـمـنـوعُ
يــبــقـى دلــيــلـى يـاسـمـيـنُك وحــــدَه
ولِـيـاسـمـينِكِ فــــى الـقـلـوب ســطـوعُ
فــــإذا أحــــسَّ بـغـربـتـى أمَـــرَ الــشـذا
فــيـكـون وجــهُـك أنـــتِ حــيـث يــضـوعُ

شعر- محمد البـياسى

 

رسالة من شامى حر

مـــاضٍ أنـــا فــوقَ الـنُّـجوم مــداري
وخُـطـايَ يـرشـدُها وضـوحُ مـساري
مــا كـنـتُ فــى الـدنـيا نـبيًّا مـرسَلًا
أبــــدًا ولا لـــى صــاحـبٌ وحَـــواري
أو كـنتُ (كـسرى) فى غلوِّ مدائني
بــذخًـا ولا شُـغِـلَ الــورى بـسـواري
لا لا ومـــا لـلـصِّـينِ كــنـتُ مـلـيـكَها
و(هِـرَقْـلُ) رومـا لـيس مـن سُـمَّاري
إنِّـــى ابـــنُ أرضٍ بـوركَـتْ وحـمـاتُها
ومـــلائــكُ الــرَّحـمـنِ تــرصــدُ داري
حسبى أنا الشَّاميُّ أُسمِعُ إن صَرخ
تُ وعـيـنُ أعـمـى قــد تـرى أنـواري
فى الغوطتين زرعتُ بسمةَ حاضري
وسـقـيـتُها مـــن نــهـرِ مـــاضٍ جــارِ
فـــى كـــل ثـغـرٍ لــى يـرابـطُ خـالـدٌ
ويـــقــوم ســعــدٌ لــلـنِّـزالِ يــبــاري
مـلَـكًـا أســيـرُ بــرغـمِ كـــلِّ تـكـالُبٍ
أطـلـقـتُ شُـريـانـى بـقـلـبِ حِـصـارِ
بــدمـى يـبـثُّ الـخُـلدُ ســرَّ تـفـرُّدي
وعـلـى الـتُّـرابِ تـكـشَّفتْ أسـراري
سـمـحٌ وفــيٌّ فــى الـعـهودِ وإنَّـني
بـيـنـى وبــيـنَ الـنُّـبْـلِ عَــقـدٌ ســارِ
جَـــلــدٌ صـــبــورٌ واثـــــقٌ مــتــوكـلٌ
والأرضُ تــعـرِفُ والـسَّـمـا إصـــراري
إنِّـــى عــقـدتُ الــعـزمَ أن أرتــادَهـا
ولـــقـــد أُقــــــادُ لِــجــنَّــةٍ بــالــنَّــارِ
فـرميتُ صَـمتى حـينَ قـلتُ: بَـخٍ بَخٍ
وخـلـعـتُ قــيـدى واتَّــخـذْتُ قــراري
شعر - وليد الرشيـد الحراكى

 

زِلـزَالُ قـَلـب

هـذا الهَـوى ..
يَــا رَبُّ!
زَلـزَلَ أضلـُعى ....
وأبـَـاحَ إثـْمى ..
و اسـتـبَـاحَ تـوَرُّعى !..
وأنـَـا الـّتى !
فى الـزُهـدِ كانَ مُـؤَمَّـلى ..
مَـا كانَ لى فى الحُـبِّ ..
أدنَى مَـطـمَـع ِ..
هـَامَـتْ بــهِ رُوحى ..
بـرغـم ِتـَنـَسُّـكى !!!
سَـلـَّمـتُ قـَـلـبيَ ..
بَـعـدَ طـول ِتـَمَـنـُّع ِ..
وعَـلى الجَـوَى ..
صَارَت تـَقـلـَّبُ آهَـتى ...
شَـوقٌ يُـحَـرِّقـُنى ..
يُـؤَرِّقُ مَـضـجَـعى !
أوصَدتُ بَـابيَ ..
حـيـنَ جَـاءَ ..
يَـدُقـُّــهُ ..
بـِتُّ اللـيَـاليَ ..
لم يَـبـِتْ قـلـبيْ مَعى ..!
لمَّـا دَعَـانى للـوِصَال ِ..
مَـنـَعـتـــُهُ!!!
عَـانـدتُ أشـوَاقى..
كـَتمتُ تـوَجُّـعى..
أخـفـَيـتُ..
خَـفـقَ الـروح ِ..
بَـيـنَ جَـوانِحى .!
ومَنعـتُ عَـابـِثـَــة ً..
تــَدَفـُّـقَ أدمُعى..
قَـَـد عَـادَ..
يـُنـشِـدُنى..
قـَصيدَ هَـيَـامِــهِ !
فـَأنـَخـتُ..
للغـَـزَل ِالمُـتـيـِّم ِ ..
مَـسـمَـعى ..!
وتـَسَاقـط الجَـسَـدُ المُعَـنـَّى ..
ثـَـاويـًـا!!
كـلِـفـًًـا !
عَـلى صَدر ِالحَـبـيـب ِ..
المُـتـرَع   ..
ورَجَـوتُ عُـمـريَ أن يَـطـولَ..
لـعَـلـَّنى..
أحـظـَى..
بـِنـَيـل ِسـَعـادةٍ ..
وتـَمـَتـُّعِ..!!
رُوحى تـَسَامَتْ..
فى هَـوايَ وأعـرَضَـتْ..
فـَاعـذرْ..
نـَقـاءَ سـَريـرَتى..
وتـَرَفـُّعى..!
جـُـدْ بـالسَـمَـاح ِ..
أيَـا حَـبـيـبـًـا مُـوْلـَعـًا !!
بـِئسَ العِـنـاقُ..
بـدُون ِقـَلـبٍ ..
مُـولـَع!!
هَـاتِ اسـقِـنـيـهَـا ..
جُـرعَــةً..
كـأسَ الهَـوى ...!
لـَمـلِـمْ..
شَـظايَـا..
قـَـلـبيَ المُـتـصَـدِّع ِ...!
ولـتـنسَـكِـب ..
يَـا حُـبُّ ...
سَـيـلا ًجَارِفـًـا !!
ولـتـثـبُـتى ..
يَـا نـَفـسُ لا ..
لا تـَفـزَعى ...!
قـَد ضِـقـتُ ذرعـًـا ..
بـالـنـوَى وسِـيـاطِــهِ ..
هـذا الهَـوى ..
قـَد كادَ يَـشـهَـدُ مَـصـرَعى .!!
هـذا الهَـوى ..
قـَد كادَ يَـشـهَـدُ ....
مَـصـرَعى ..!!!

شعر - رفاه المنجد