الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحلف بسماها وبترابها




 كتب - مصطفي عبيد

من قبل تحدثنا عن استفادة المصريين من حضارتهم الفرعونية القديمة وتقاربهم مع الحضارة اليونانية والرومانية هذا بجانب ما يحضهم دينهم عليه من مكارم الأخلاق ولن أسوق من هذا المقام آيات قرآنية وأحاديث نبوية فكلنا نحفظها عن ظهر قلب وهى تحفزنا على نبذ كل ما هو قبيح.

وقد علمتنا الحضارة الفرعونية أيضاً أن كل إنسان كان يقف بعد موته أمام محكمة الموت وكان قلبه هو المسئول الأول عن أعماله فى الحياة الدنيا ولكن الإله بتاح أضاف اللسان أيضاً ليكون مسئولاً مع القلب عن أعمال البشر. ما دام لدينا هذا المصدر الذى لا ينضب من مكارم الأخلاق فلماذا هذا الذى نراه ونشاهده ونسمعه من تلوث بجميع أنواعه وانتشرت البذاءة الجماعية فى جميع أنحاء الوطن؟


وعندما نبحث عن أسباب هذا الانفلات والبذاءة الجماعية نرى أن أحد أسبابها هو بعض الإعلام الفاسد والفن القبيح وذلك لتصدر فئة كل همها جمع المال من أيسر الطرق وأقصرها. ما هذه الأغانى والأفلام الهابطة ويقولون «إن الشعب عايز كده». لا أيها السادة اذهبوا إلى حفلات الموسيقى العربية لتروا كيف يتفاعل الشعب مع تراثه.


يا حضرات شاهدوا العظيمة ماجدة الرومى وهى تشدو بنشيد أحلف بسماها وبترابها وكيف تفاعلت مع الحضور مع العلم بأن معظمهم من الشباب. لا تلوثوا سمع وبصر وبصيرة الشعب وإنكم تهدمون صرحاً عظيماً من صروح عظمة مصر وهذا الصرح العظيم هو قوة مصر الناعمة المتمثلة فى الفن والأدب. والقوة الناعمة هذه متمثلة فى الأغانى والموسيقى والأفلام وهى التى قربت العرب من مصر وكانت أم كلثوم يسمعها العالم العربى بأسره من المحيط إلى الخليج.


وهذه القوة الناعمة هى السبب الرئيسى فى انتشار اللهجة المصرية فى جميع الدول العربية. ماذا نقدم لشبابنا فى الدول العربية الآن؟! كلمات هابطة بذيئة أفلاما لا يجب أن تعرض فى دور عرض وإلى بعض الذين يسيطرون على الفن فى مصر أقول لهم أنكم قد تحققون أرباحاً مادية طائلة من تقديم تلك الأعمال الفاسدة والتى تساعد على تشويه أخلاق الشعب ومحو أفكاره وتسطيحها. ليبدأ كل منا بنفسه ونقاطع تلك الأعمال الرثة.


أيها المصريون .. عودوا إلى مصركم واتقوا الله فى وطنكم.