الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ألف فدان بصحراء قنا فى قبضة «مافيا» الأراضى




تحقيق - حسن أبوخزيم

تحولت أراضى الدولة القابلة للاستصلاح فى صحراء قنا إلى سبوبة تتصارع عليها مافيا الأراضى فى ظل غياب تام لأجهزة الدولة مما أدى الى نشوب صراعات قبلية بين القبائل فى قنا.وأمام هذه الازمة يطالب شباب قرية دندرة التابعة لمركز قنا تدخل المسئولين لإعادة الأراضى المغتصبة فى المنطقة الصحراوية التى تقع بين مركزى الوقف وقنا، والبالغ طولها أكثر من 25 كيلو مترا مشددين على إعادتها للدولة واستغلالها كمشروعات زراعية بدلا من تركها أرض «بور».

ويقول حسن سعد هاشم، من القرية انهم تقدموا ببلاغ للمحامى العام لنيابات شمال قنا يحمل رقم عريضة 199 لسنة 2014 للتحقيق فى استيلاء أحد كبار العائلات فى القرية على أكثر من 25 ألف فدان بصحراء المراشدة ومنع استغلالها لصالح الشباب وتسقيعها دون الحصول على أوراق لملكيتها كون أنها أراضى دولة، والاستيلاء عليها عنوة عليها تحت تهديد السلاح فى ظل صمت كامل من المسئولين من كل الأجهزة بالمحافظة أو وزارتى الزراعة أو جهاز حماية الأراضى.
ويلفت أحمد متولى من القرية الى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى الوزارات المختصة ومحافظ قنا، حول قيام بعض المنتفعين بالإستيلاء على آلاف الأفدنة تحت تهديد السلاح، والقيام بحراستها، وزراعة أجزاء منها تمهيدا لبيعها بأسعار باهظة دون وجه حق فى ظل غياب المسئولين من وزارتى الزراعة والتعمير، وجهاز الدولة لحماية الأراضى كونها أراضى ملكا للدولة وشرح خطورة الوضع القائم بسبب النزاعات القبلية وحمامات الدم التى سوف تسيل نتيجة للصراعات القبلية للإستيلاء بالسلاح عنوة على مزيد من الأراضى . العام بين الأهالي، موضحا وقوف آلاف الشباب العاطلين أمام سطوة المغتصبين.
ويضيف محمد حسن النوبى من القرية انه تقدم ببلاغ للرقابة الإدارية نيابة عن شباب القرية ضد أحد كبار المنتفعين الذى قام بالإستيلاء عنوة وتحت تهديد السلاح، مطالبا بتدخل المسئولين، وتكثيف الحملات الأمنية على هذه الأرض التى من الممكن أن تصبح مأوى للهاربين والمسجلين والخارجين عن القانون، مؤكدا أن استمرار التعديات يزيد من المشكلات القبلية بالمنطقة ويهدد الاستقرار فى المحافظة.
ويشدد سيد أحمد يس، من أبناء القرية على أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى وأرسلوا فاكسات استغاثة إلى الوزارات السيادية والمختصة ومحافظ قنا، حول قيام بعض المنتفعين بالاستيلاء على آلاف الأفدنة تحت تهديد السلاح، والقيام بحراستها، وزراعة أجزاء منها تمهيدا لبيعها موضحا أن آلاف الشباب من العاطلين عجزوا عن الحصول على أراضأمام سطوة المغتصبين والتى أسفرت عن مقتل شاب منذ شهرين فى صراع بين كبار العائلات للاستيلاء على بعض الأراضى.
ويحذر بركات الضمرانى منسق مركز حماية للمدافعين عن الحقوق والحريات بقنا من السكوت على الأوضاع، وعدم التصدى لواضعى اليد على الاراضى الصحراوية، والتى تمتد أكثر من 40 كم بين المراكز الثلاث «نجع حمادى وقنا والوقف»، مشيرا إلى أن التقصير فى اتخاذ الإجراءات يساهم فى زيادة المشاحنات بين العائلات وزيادة المشاجرات التى يترتب عليها وقوع قتلى ومصابين ويدخلها فى دوامة الصراعات القبلية.
ويطالب الضمرانى المحافظة بحصر الأراضى الصحراوية والتأكد من جدية من يرغب فى استغلالها كاستثمار زراعى وصناعى يعمل على نقل المنطقة نقلة حضارية بدلا من تركها، مشددا على أهمية سحب الاراضى من واضعى اليد واستغلالها فى مشروعات لشباب الخريجين وهم الأولى فى هذه المرحلة للاستثمار وإقامة مشروعات صغيرة عليها.
من جانبها قالت الدكتورة أمل إسماعيل وكيل وزارة الزراعة فى قنا إن جميع الأراضى الصحراوية «الصحارى» تابعة للهيئة العامة للتعمير، وهى الجهة المسئولة عن تقنين الأوضاوع، وراغبى الإستثمار فى هذه الأراضى المملوكة للدولة، موضحة أن مديرية الزراعة ينحصر دورها فى كتابة التقارير بناء على خطاب وارد من الهيئة للزراعة للقيام بهذه المهمة فقط.
ومن جانبه أكد السيد عبد الحميد الهجان محافظ قنا خلال اجتماعة مع أعضاء مجلس إدارة استصلاح الأراضى بالمحافظة لمناقشة تشكيل لجنة لحصر التعديات الواقعة على مساحة 25 ألف فدان الخاصة بشباب الخريجين بقرية المراشدة التابعة لمركز الوقف بقنا.
وأشار المحافظ إلى أن مهمة هذه اللجنة حصر التعديات على هذه الاراضى و البدء فى إدخال البنية الأساسية وحفر الآبار بمجرد إزالة التعديات وحصول المحافظة على قرار التخصيص الخاص بهذه الأراضى موكدا أن هذه الاراضى سوف توزع على شباب المحافظة بشكل رمزى من أجل توفير فرص عمل وتقليل نسبة البطالة.
و أضاف إلى أن المشروع يستهدف استصلاح 25 ألف فدان بصحراء المراشدة يتم توزيعها على شباب الخريجين من الحاصلين على بكالوريوس الزراعة، والدبلومات والمعاهد الزراعية حيث أثبتت الدراسات الجيولوجية والزراعية مدى صلاحية الأرض تماما لكل مقومات الزراعة كونها على مقربة من خزان كبير للمياه الجوفية.