الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوعى السياسى




بقلم: أحمد محمد جلبى


قرر عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية مشاركة المصريين الرقابة على الانتخابات الرئاسية القادمة فالمجتمع الدولى يدرك الآن أكثر من أى وقت أهمية استرداد مواقعه فى مصر القادمة والوقوف إلى جانب الشعب فى تحديد شكل وأشخاص حكومته الشرعية المقبلة وبصرف النظر عن تحزب الغرب بزعامة الولايات المتحدة ضد ما حدث فى 30 يونيو وما قبلها فى 25 يناير فإن المجتمعات الدولية لن ترهن مستقبلها السياسى على جماعة أىا كان نوعها وهم بالسليقة يدركون أن هناك متغيرات عميقة تحدث الآن فى الشرق الأوسط وأن تعاقب الحكومات وارد وأن فرصة تقسيم دول المنطقة إلى فسيفساء تسيطر عليها إسرائيل وترعى مصالح الغرب فيها نخب قريبة فكريًا منها قد فات أوانها وضاعت فى الوقت الحالى والحل فى نظرها هو المثل الدارج (إن جالك الغصب خذه بالرضا) فإدارة أوباما قد فشلت عدة مرات فى تقدير الموقف وطمعت فى إنفاذ مخططات احتلال المنطقة سياسيًا وسياديًا فتخلت عن مبارك وكان يمكنها عمليا الضغط عليه لتسليم السلطة لبديل آمن لا يزلزل أركان المنطقة وفشلت فى احتواء نشطاء الثورة رغم إن جزءًا منها يتبع توجهاتها فتعاملت معهم على أساس أنهم من ثوار أمريكا اللاتينية ونسيت الفروق الجوهرية بينهم وفشلت فى التعامل مع قادة الجيش الكبار بعد مبارك وقامت باختلاق المشاكل فى وجوههم لترويضهم وأمسكت بخيوط الإضرابات تستفزهم وتعاديهم وتتجسس عليهم بل وحتى تحمى هؤلاء الجواسيس (قضية ايلون وتنظيمات المجتمع المدنى) وقد حسبت إن ليس فى مقدورهم شىء ضدها وإن رضوخهم حتمى ومنتظر وأنهم يشبهون الجنرالات فى العراق وأفغانستان وباكستان والسلفادور والعسكرية المصرية من أيام عرابى وطنية إلى درجة نادرة المثال ثم فشلت مرة أخرى فى التعامل مع الإخوان فلم تمنحهم إلا مباركات وتبريكات ووضعت نموذج تركيا التسعينياتى فى حساباتها وكانت تنتظر أن يقدموا لها تسهيلات وتشهيلات هائلة فى المنطقة وعلى حساب الدول القومية أو الشعوب بما فيها إعادة رسم الحدود الجغرافية والسياسية فيتم إعادة توطين الفلسطينيين واحتوائهم فى الكيانات القائمة العربية الأخرى وتزول هكذا فكرة بقاء الشعب الفلسطينى بلا دولة (مغزى منح 50 ألف فلسطينى الجنسية) ولذلك منحتهم تأييدها حين تم إزاحتهم من الحكم قبل انتهاء المخطط ثم فشلت فى فهم ما حدث فى 30 يونيو وبشتى الطرق حاولت إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء فلا هى تعاملت بحرفية ولا تعلمت من الأخطار والأخطاء. فالقيادات العسكرية والسياسية فوتت الفرصة على الولايات المتحدة وردت الضربات ليس بغشم بل لدفع الأذى عن مصر ككل وحصرت الموضوع فى اختلافات وجهات النظر (انقلاب ولا ثورة شعبية) وكأن المسمى أو الفعل مهم وهو ليس كذلك؛ المهم هنا أنك حرمت الولايات المتحدة وحلفاءها من استخدام الإخوان الخوارج لقتل كل الدول المحيطة بإسرائيل فالإصابة بالفيرس ستقبل العروبة فى النهاية تحت دعاوى جاهلة بأممية الإسلام وإحياء الخلافة «راجع الإسلام وأنظمة الحكم» وهى قضايا حسم فيها الجدل وانتهى وجهل فقهاء المرشد لتأخرهم قرون عن المسيرة الثقافية للإسلام أهميتها فى تقابل الحضارات وتصادمها، لقد آن للشافعى أن يمد قدميه ويضعها حيث يشاء فى عين أعداء مصر.
 

باحث وروائى