الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فكرة «الروح» فى التاريخ الإنسانى!




بقلم: زين عبدالهادي

يعتقد الكثير من الناس أن بعض «الشيوخ» بإمكانهم تحضير الأرواح، والحديث معها، وفك السحر، وعودة المطلقات إلى أزواجهن، وفك الربط، والحق أن الشعوذة موجودة طالما ظل الجهل موجودا، وكما يقال فى المثل «رزق الهبل على المجانين»، والتراث المصرى والعربى يفيض بمثل هذه الموضوعات، من ناحية أخرى يمكننى القول بأن هناك ظلاً من الحقيقة لهذه الأمور، وكل ما أفعله هنا هو البحث عن هذه الحقيقة، وقد قلت فى المقال السابق أنه تم فتح أكاديميات للعلوم الروحانية فى الدول الغربية، بعض هذه الأكاديميات فتحت بإيعاز من وزارات الدفاع والقوات المسلحة فى هذه الدول، وربما بإيعاز من جامعات علمية فى غاية الاحترام تحدوها الرغبة فى التوصل إلى الحقيقة، فكل تراث إنسانى له جانب من الحقيقة، فأين الحقيقة فى كل ذلك؟!
إن هدفنا هو تنقية العقل من الشوائب التى علقت به عبر سنوات طويلة من الممارسات الخاطئة، والجاهلة، والتى استخدم فيها الدين دون أى مبرر، كما أن أنصاف العلماء وأنصاف المثقفين كانوا يغلقون الباب أى فكرة لمعرفة الأمور الروحانية، ويعتبرونها نوعًا من الجهل أو الشعوذة والاحتيال، نتيجة ما يرونه من محتالين وأفاقين ومشعوذين يقومون بالترويج لهذه الأفكار فى المجتمع، ويمكن ان نرى على العشرات من قنوات التليفزيون التى تقدم معلومات جاهلة وخاطئة، لذلك كانت النتيجة الحتمية هى وقوع المجتمع (الأمى ونصف المثقف) كله فى براثن الجهل والشعوذة، إلا أن الأمر كان يحتاج كثيرًا من الفحص العلمى والدينى لظاهرة الروحانية داخل المجتمع وهو مالم يحدث، ولم يهتم أحد، فكانت النتيجة الحتمية مزيد من الخوف والجهل والاحتيال!
الحل الوحيد هو أن نسمو بالقيم الروحانية وأن نعرف ماذا يعنى لنا الروح والقلب والعقل والجسد والنفس، حتى يخرج كل واحد منا من مأزق الحياة بشكل عام ويوفر لنفسه دافعية وطموحات جيدة لحياة لائقة، وعلينا أن نفصل دائما بين ما هو دينى وبين ما هو علمى وبين ما هو روحاني، فليس كل روحانى ديني، وليس كل روحانى دجل وشعوذة!
يعتقد أيضا أن مسألة تحضير الأرواح واستخدام الجن هى مسألة دينية، أو هى مرتبطة بالدين، والحقيقة غير ذلك، فمسألة الروحانيات تعود لقرون عديدة فى التاريخ الإنساني، وقبل ظهور الديانات السماوية بقرون عديدة، ولعلنا نلاحظ أن الإسم «الروح القدس» موجود فى المسيحية كما هو موجود فى الإسلام، لكن المصطلح نفسه كان موجودًا منذ قرون مضت، ولعل القرن الخامس الميلادى هو القرن الذى شهد صعود مصطلح «الروح»، لكن العصور الوسطى، خاصة عصور الظلام فى اوروبا شهدت صعود المصطلح بين العامة، ففى القرن الحادى عشر يبدأ مصطلح «روحي» فى الظهور بجانب مصطلح «المادة أو الجسد» ومصطلح «الإحساس»، ليشكل المصطلحات الثلاثة المصطلح الأكبر (الإنسان)، الإنسان ليس لحما وشحما فقط، بل هو احساس أيضا، بجانب الروح المصطلح الأخير الذى يتكون منه الإنسان، لكن السؤال هنا ألم يعرف الإنسان القديم فكرة الروح وحلولها فى الجسد أو انفصالها عنه؟!. أترك ذلك للمقال القادم.
- تمرين مهم لتقوية الخيال، خاصة لمن يريدون أن يكونوا كتابا للشعر أو الرواية أو التصوير أو الفن التشكيلى أو الموسيقى «حاول أن تتذكر آخر حلم حلمته، قم بالإمساك بقلم رصاص وحاول رسم ملامح الشخصيات والأشكال، حاول أن تتذكر، صوت ما، صوت موسيقى، حفيف شجر، صوت عصافير، أى صوت، أكتب كل ذلك، افعل ذلك عدة مرات حتى تتذكر كل شىء»، إذا انتهيت، افعل ذلك مع كل حلم تحلمه، ولا تتعجل النتائج!


أستاذ علم المعل ومات – جامعة حلوان
[email protected]