الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بحلق شنبى من أجل الإسلام




بقلم: محمد الدويك

- أنا عايش حياتى كلها من أجل الإسلام.
- ليه بتعمل ايه؟
- طول النهار اشتم الناس.. انهم مبتدعة وفسقة وهالكين.. وبتجوز ستات.. والسنة اللى فاتت اشتريت ملك يمين من كازخستان، بـ 6 آلاف دولار. بس عايز أقولك حاجة، البضاعة المستوردة كفائتها عالية أوي.
- بتتعب أوى عشان الإسلام. وإيه كمان؟
- بحلق شنبي!
- ربنا يوفقك وتخدم الإسلام أكتر. وبعدين ما تاخدنى معاك طلعة فى سبيل الله، دى حاجة لوز الجوز.
- انا مش عارف الناس اللى مش بتحلق شنبها دى هتقابل ربنا ازاي!. قمة المعصية. الرسول أكد فى أكثر من حديث على حفّ الشارب وإطلاق اللحية.
- بس أنا قرأت فى كتاب سير أعلام النبلاء، أن الإمام مالك كان يوفر شاربه. وكان يحتج بأن عمر بن الخطاب كان يفتل شاربيه. يعنى شنبه طويل لدرجة انه بيفتله.
- مستحيل عمر بن الخطاب يخالف أوامر النبي
- موجود يا عم حتى شوف.
(وبعد أن يرى) - انا مصدوم الحقيقة.. غالبا عمر ماكانش عارف الحديث.
- لا يا راجل.. طيب ماكانش عايش وسط الصحابة.. مقعدش مع الرسول مرة وبص فى وشه.. واسعة أوي.
وبالنسبة للشتيمة.. هو مش ربنا قال فى الحديث مع أهل الكتاب (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن) وقال فى الحديث مع فرعون. هذا الجبار المتكبر مدعى الألوهية (فقولا له قولا لينا). يعنى التى هى أحسن فى الحوار مع النصارى. والقول اللين مع من تطاول وادعى الألوهية.. فما بالك بأهل دينك المخالفين لك وجهة النظر..!
سيبك انت. انا ملاحظ انك بعت الـ 28 وجبت كيا سيراتو، وغيرت فرش بيتك.. جبت الفلوس منين.. كنت بتغزو فى سبيل الله ولا حاجة..!
- كان عندنا حتة أرض فى البلد، والحمد لله دخلت كاردون مبانى وبعناها. زراعة ايه وكلام فارغ ايه يا عم.
- شوف أهو انت بتسكت صوت ضميرك بشكليات الدين، وتنسى أصله وجوهره، الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة إلا كان له بها صدقة).. كنت روح ازرعها واستثمر فيها العمل الصالح وخلى نيتك انه طعام للناس والحيوان. لتتقرب من الله. وبدل ما انت شاغل نفسك بشنبك. اشغل نفسك بطعام الناس. طبعا التدين على هذه الشاكلة. صعب. عسير. متعب.. لكن الشتيمة واتهام الناس سهل.
وفى حديث آخر يقول الرسول: «من أحيا أرضا مواتا فهى له.» وفى البخاري، من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق بها».. الرسول يحارب الموت والخراب. ويعلى من شأن الحياة القائمة على التنمية والعطاء. إنه يربطهم بالأرض والزرع والثمار. ولون الزرع الأخضر هو لون الحياة ولون الأمل ولون البهجة. القرآن مليئ بآيات عن الوان الزروع والنبات والثمر.. ويقول (فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه) ويكلم الرسل فيقول لهم (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)
ربنا قدم الأكل الطيب على العمل الصالح. فالجائع والمحروم لن يعملا. ولن يصلحا.
مصر فى الفترة الأخيرة فقدت اكتر من 3 ملايين فدان عشان الناس اللى زيك.. لدرجة اننا بنستورد 50% من أكلنا. ومن لا يملك قوت يومه لا يملك حريته. ونحن مستعبدون ضعفاء.
الإيمان هو التنمية والخير وكفاية الناس يا صديقي.. وبعدين خلينا نعمل اتفاق.. أنا هحلق شنبي. وانت تروح تزرع. ايه رأيك؟
- قوم روح يا محمد.


كاتب فى الفكر الإسلامي