الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الانتخابات الرئاسية.. والعبور إلى المستقبل




بقلم: صلاح أحمد نويرة

ما هى إلا أيام ويقول الشعب المصرى كلمته وينتخب بكامل إرادته الحرة رئيسا رمزا للمستقبل يضعه على عرش مصر.. ليحقق معه الحلم.. امبراطورية مصر العظمى.. أخيرا الشعب المصرى يتنفس.. الأراضى المصرية تستعيد حريتها.. ملايين 30 يونيو أعادوا 25 يناير، أعادوا الروح للأرض قبل أن تموت وللنهر قبل أن يجف وللهواء قبل أن يختنق.
فى عام حكم الإخوان عانى الشعب الأمرين.. جفت الحريات وتوارت الكفاءات وحوصر الشباب وأصبح الدين سلعة للتجارة أمام كل الناس.. الشعب العظيم استعاد قوته وإرادته سريعا وخرج يرفض فاشية الدين والدنيا ويفرض كلمته على الجميع.. واستجاب جيش مصر الوطنى بقيادة المشير عبدالفتاح السيسى للإرادة الشعبية وانتصر لحركة النيل والتاريخ والجغرافيا.
نجحت ثورة 30 يونيو فى أن تخلص شعب مصر من حكم الإخوان وعادت روح الزعيم جمال عبدالناصر المنحازة إلى البسطاء والعدالة والبناء والتنمية والكرامة الوطنية لتظهر بعد مرور وقت طويل فى المشير السيسى.
الذى أراد أن يعطى للجميع درسا فى احترام القانون فظل صامتا حتى لحظة إعلان بدء توقيت الدعاية الانتخابية وبدأ حملته، وعندما أعلن عن برنامجه الانتخابى وجدناه متضمنا مشاريع قومية كبرى.. من أجل تشغيل الشباب ووضع مصر فى المكانة التى تستحقها، لم يعد الشعب المصرى بأحلام وردية أو فيضان من كلام معسول حفظه المصريون عن ظهر قلب.. وإنما دعا إلى العمل قائلا نعمل معا نصل الليل بالنهار من أجل تعويض ما فات.. إعادة الأمن سيادة القانون.. العدالة الاجتماعية.. الرفاهية للجميع شرط العمل.. الديمقراطية والحرية لكل إنسان يعيش على أرض مصر، ولكن فى ظل القانون حتى لا تتحول إلى فوضى.. الرجل قدم نفسه من جديد للشعب المصرى ولم يكتف بأنه هو وجيش مصر البطل الحقيقى الذى شارك الشعب فى عودة 25 يناير من قبضة من اغتصبوها ونجاح 30 يونيو التى وضعت خارطة الطريق حتى تصل مصر إلى بر الأمان وتنطلق إلى المستقبل.
وأستطيع أن أقول بتجرد شديد وبدون سابقة مواقف سياسية أو أيديولوجية فإننى لا يمكن أن أمنح صوتى لحمدين صباحى المرشح للانتخابات الرئاسية لعدة أسباب أبرزها الابتزاز السياسى سواء ضد الدولة أو الشعب حينما أطلق فزاعة من خياله بأن المشير عبدالفتاح السيسى هو «مرشح الدولة» ومارس مؤيدوه الضغط الإعلامى والسياسى بتدشين هذا المصطلح فى وسائل الإعلام.. التى ابتلعته سواء عن قصد أو غير قصد.. مما أدى إلى انحياز كل قطاعات الدولة إلى حمدين صباحى وبرز ذلك من خلال فتح مقار الشهر العقارى خصيصًا له فى يوم الجمعة «العطلة الأسبوعية الرسمية» لمساعدته فى استكمال توكيلات ترشحه فى مخالفة صريحة لأبسط قواعد الحياد والنزاهة.. وأيضًا قيام عناصر من وزارة الداخلية بتأمين وصول توكيلات صباحى إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات.. مما يعد استخدامًا لوسائل الدولة لصالح مرشح بعينه. وكذلك ظهور صباحى بشكل يومى على برامجة التليفزيون قبل بدء الدعاية الانتخابية بشكل رسمى مما يعد خرقًا واضحًا للقانون.
قيام صباحى بعرض برنامجه الانتخابى قبل بدء الدعاية الرسمية.. وهو الأمر الذى دفع اللجنة العليا للانتخابات لعقد اجتماع عاجل أقرت فيه بمخالفة حمدين صباحى لقواعد الدعاية الانتخابية كما وقع الإعلام الحكومى تحت تأثير فزاعة صباحى حتى طال جميع وسائله «مرئية ومسموعة ومقروءة» بإفراد مساحات أكبر له على حساب السيسى.. والأمر المثير هو تشدق صباحى بناصريته فى حين يعتذر للجماعة عما بدر من عبدالناصر فى حقه ثم يتحالف معهم.
والسؤال كيف أعطى صوتى لمرشح رئاسى يخالف القانون ويستخدم فزاعات وهمية ضد الدولة.. كيف أثق فى أنه سوف يكون منفذا للقانون لحظة وصوله إلى كرسى الرئاسة.. والأدهى والأمر أن الرجل أصابته لطشة الكرسى.. فأصبح لا يميز بين كرسى المعسل الذى ننفخه فى الهواء على المقاهى فى الهواء الطلق ونستعين به على حكايات نتسلى بها وبين كرسى الرئاسة الذى يفرض المسئولية والالتزام على صاحبه.
ألا يعلم المرشح الذى يغازل الجماعة الإرهابية من أجل كسب أصواتهم أنهم رصدوا 200 مليون دولار لتعطيل انتخابات الرئاسة التى ستنطلق اليوم فى الخارج وأن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية رصد 200 مليون دولار لمكاتب استشارية كبرى ومحامين فى لندن ولاهاى وجنوب أفريقيا لرفع دعاوى قضائية دولية ضد مصر بعد رفض المحكمة الجنائية الدولية الدعوى الخائبة التى رفعها التنظيم الدولى ضد مصر.
كيف يتحالف مرشح رئاسى مع تنظيم دولى إرهابى يعمل ضد مصر وشعبها.
أرجو ألا تكون لطشة كرسى المعسل طويلة المفعول.. وأن يستطيع التفريق بين كرسى المعسل وكرسى الرئاسة.
شعب مصر العظيم
ليس لديكم حجة فى عدم النزول وبكثافة تفوق 30 يناير من أجل إعطاء أصواتكم لمن يستحقها.. واحذروا أن تضيع مصر هذه المرة واعلموا أن اختياركم للرئيس هو عبور للمستقبل بكل ما تحمله الكلمة من معانى التقدم والاستقرار والرخاء ألا قد بلغت اللهم فاشهد.