الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير: الإخوان «فلول» النظام السابق.. المقاطعة أو شفيق خياران للصوفيين لا ثالث لهما





















 
 
 
 
 
 
اعتبر د.إبراهيم زهران رئيس حزب «التحرير المصري» الصوفي أن الصوفيين أمام خيارين لا ثالث لهما، وهو اختيار الفريق أحمد شفيق رئيسا لمصر أو مقاطعة انتخابات الإعادة بينه وبين منافسه الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين وقال إن وصول مرسي وشفيق لجولة الإعادة نتيجة سوء المرحلة الانتقالية من جميع الأطراف السياسية وفي مقدمتها المجلس العسكري، وأوضح أن المشكلة الحقيقية هي الدستور وليست انتخاب الرئيس.. إلي نص الحوار.
 
 
 
■ من هم كتلة الـ15 التي شاركتم مؤخرا في تأسيسها؟
— منذ حوالي 3 أسابيع اجتمع 15 حزبا من الأحزاب الليبرالية لتكوين كتلة سياسية مؤثرة في القرارات السياسية لهذا أطلقنا اسم كتلة الـ15، لكننا الآن أصبحنا 28 حزبا ومنظمة مدنية، منها المصريين الأحرار والمواطن مصري وغد الثورة والثورة المصرية ونقابة المحامين والإصلاح والتنمية ونهضة مصر والسلام الديمقراطي، ونتنافس مع كتلة الأحزاب الدينية التي تقوم بعملية «تكويش» علي كل شيء أصابتهم بجنون الاستعلاء، فلقد أزعجني جدا تصريح د.محمد مرسي للذين انتخبوا الفريق شفيق «سنسحقهم بالأحذية!» لا أعرف كيف سيسحق 6 ملايين مواطن مصري؟!، ويمثل الكتلة حاليا 35 نائبا بالبرلمان وهي تتحدث بصوت واحد.
■ ما الذي أسفر عنه الاجتماع الأخير لكتلة الـ15؟
— الحقيقة أننا كنا حريصين علي أن يكون الاجتماع لمناقشة الوضع السياسي الحالي بشأن الاختيار بين د.مرسي والفريق شفيق، وتحليل خطابهما الذي أربك الناخبين وأن يكون خيارنا بشكل موضوعي بحت بعيدا عن مبدأ من سندعم أو الميول الشخصية لكل منا، وانتهينا إلي توجيه بضعة أسئلة في ورقة استبيان لكلا المرشحين علي أن يتعهد بتنفيذ ما قاله في هذا الاستبيان وذلك بنشر إجاباتهم في مؤتمر صحفي موسع لمساعدة الناخبين علي الاختيار الحر بينهما.
من هذه الأسئلة مطالبة شفيق بالتعهد والالتزام بعدم عسكرة الدولة وألا يمنح رموز الحزب الوطني المنحل عفوا رئاسيا وأن يكون رئيسا «مدنيا» لكل المصريين، أيضا مطالبة مرسي بالتعهد والالتزام بوقف الجماعات ذات المرجعية الدينية عن العمل السياسي.
■ ما ردك علي ترديد مقولة « أن الصوفية هي الباب الخلفي للتشيع»؟
— هذا ترديد إخواننا السلفيين والإخوان ككارت إرهاب للطرق الصوفية كتحذير لهم، لكن المشكلة أنهم غير مدركين أنه يوجد 2 مليون شيعي بمصر بالفعل!...وبالمناسبة رفض إقامة الحسينيات هو قرار خاطئ.
في البداية أعلن د.علاء أبوالعزايم شيخ الطريقة العزمية عن دعمه للفريق شفيق، لكن مع بداية الانتخابات أعلن الصوفية دعمهم لحمدين صباحي..
■ ما سبب دعم شفيق ثم التحول عنه إلي صباحي؟
— د.أبوالعزايم حينما أعلن دعم الطريقة العزمية لشفيق كان قرارا شخصيا منه بعد مقابلته مع الفريق شفيق المعروف عنه أنه ابن أحد كبار مشايخ الطريقة التيجانية، لكن بعد أن تناقشنا ود.أبوالعزايم وأكدنا أن الصوفية أونسل آل البيت ليس هو المؤهل المهم لرئاسة مصر، وانتهينا إلي إعلان دعمنا لصباحي وأعلنا ذلك في مؤتمر صحفي، لكنني فوجئت –وهو حاليا خارج البلاد- بإعلانه بعد نتيجة الجولة الأولي من الانتخابات أنه يدعم شفيق ! لكننا لم نحدد بعد الرئيس الذي سندعمه.
لكن حزب التحرير المصري الذي ترأسه يمثل العزميين نسبة 25% منه..
■  ألا يعني ذلك امتثال الحزب لقرار أبوالعزايم؟
— د.أبوالعزايم حينما أعلن أول مرة عن قراره ذلك في الليلة المحمدية انصرف شباب العزمية ونصف الشيوخ أيضا اعتراضا علي هذا القرار، فنحن لسنا ملزمين بطاعة شيخ الطريقة في كل شيء، لكننا كحزب لن ندعم مرشحا بعينه بل ملتزمون بقرار كتلة الـ15.
■ وما تعليقك علي ردود أفعال المرشحين الذين خرجوا من السباق الرئاسي تحديدا صباحي ود.أبوالفتوح وموسي ود.العوا وخالد علي؟
— الحقيقة أنا احترمت جدا الرد المتحضر للدكتور العوا، لكن ما أسفت له حقا رد فعل خالد علي الذي اختلف معه اختلافا جذريا في ذلك لأنه تصرف طفولي، فليس من حقه أن يدعو للتظاهر ومقاطعة الانتخابات بل إعادتها فما حصل عليه من أصوات لايكفي لمقعد في مجلس الشعب!
وكنت أتمني أن يكون صباحي وأبوالفتوح أكثر حكمة في ردود أفعالهما ، أما عمرو موسي وإعلانه عن اتجاهه لإنشاء حزب سياسي فأعتقد أن هذه الزهوة ستذهب قريبا، لأنني أعتقد أن هذا الحزب لن يعيش طويلا، فلايوجد حزب سياسي علي الحياد غير واضح المعالم ولا يتبني وجهة نظر محددة.
■  وكيف تري تغيير الخطاب الإعلامي للمتنافسين شفيق الذي تعهد بعدم «الانتقام» من الثوار وعدم إعادة إنتاج النظام القديم ومرسي في دعوته للتحالف مع القوي السياسية لمواجهة منافسه؟
— مبدئيا فكرة إعادة النظام القديم بأي شكل من الأشكال هي فكرة مستحيلة تماما، أيضا انتقامه من الثوار مستحيل فالميدان موجود والعالم كله يرانا فنحن لا نعيش في جزيرة منعزلة، بالنسبة لمرسي والذي أعلن موافقته السريعة وفي أقل من 24 ساعة علي تشكيل حكومة ائتلافية وتشكيل مجلس رئاسي وتعيين نواب له..أراها «ضحك علي الدقون» وتعكس التوتر الحقيقي وأن «ركبه بتخبط في بعضها»، كما أن مرسي في اجتماعنا الأخير أرسل لنا رسالة علي صفحته الخاصة بأننا لا نمثل الثوار، والحقيقة أنه كان تصرفا غريبا جدا ولايدل علي الذكاء السياسي.
أعتقد أنه من المهم جدا في هذه اللحظة الراهنة هو الاستفادة منها بمعني توجيه الرئيس القادم لأهدافنا نحن المصريين، فيكفي ما ضاع من فرص في الفترة الماضية والتي انتهت بنا لمرارة الاختيار بين شفيق ومرسي، فلقد انشغلنا علي مدار سنة ونصف السنة في موضوعات فارغة وعمل مليونيات عديدة أفقدت الثورة هدفها وقوتها وأرضيتها بالشارع رغم أنها قامت من أجل هذا الشارع.
■ كتبت من قبل علي صفحتك علي الفيس بوك «الإخوان فلول» ماذا تعني هذه الجملة؟
— لأن الإخوان كانوا جزءا من النظام وكانوا يعقدون الصفقات معه، أيضا نزولهم انتخابات 2010 هو أعطي النظام الشرعية والاعتراف به! فالإخوان لايمثلون الثوار، فمتي نزلوا الميدان ؟ ومتي تركوا الميدان؟ فلنتذكر يوم 28 يناير حينما طالبنا بإسقاط مبارك انسحبوا وقالوا «لأ نتفاهم» واجتمعوا مع اللواء عمر سليمان!
■ في رأيك الكتل التصويتية المختلفة التي تفرقت بين صباحي وابوالفتوح وموسي كتلة الأقباط والعمال، كيف ستتحرك الآن وفي اتجاه من؟
— أبو الفتوح كان هو المحرك الأساسي لهذه الكتل في البداية، لكنه فيما بعد ارتكب عددا من الأخطاء بالإضافة إلي أنه لم يكن موفقا في مناظرته مع عمرو موسي ووصفه للسادات بأنه خائن وعميل هذا خطأ كبير، كذلك حينما تحدث عن الحالة الصحية لبعض المرشحين ومطالبته بأن يقدم كل مرشح تقريره الطبي ضمن أوراق الترشيح، رابعا حينما قال «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» لم تكن في محلها مطلقا، أضيفي لذلك اجتماعاته السرية مع السلفيين التي لم تكن مفهومة، هذه الأخطاء جعلته يخسر قرابة 40% من الأصوات، لذلك صباحي في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات زادت أسهمه بشكل ملحوظ.
لكن هناك نقطة محورية لابد أن نقف عندها وهي من له الكوادر التنظيمية علي الأرض؟...شفيق ومرسي لذلك هما الوحيدان اللذان استطاعا أن يستمرا، أيضا شفيق لعب علي نقطة مهمة ومحورية في حياتنا وهي «الأمن» والتي لم يذهب إليها أي من المرشحين الاثني عشر الآخرين، يبقي أنه لايملك أي من المرشحين الذين خرجوا من السباق أي صوت من الأصوات التي حصدها، فهم ليسوا قطيعا!
■ لماذا لم يلجأ شفيق للاجتماع مع القوي الثورية والسياسية المختلفة؟
— شفيق أذكي من أن يدعو لاجتماعات مع الأطراف المختلفة، والدليل أنه ذهب لاختيار أحد رموز الثورة وهو خالد علي ليكون نائبه وله صلاحيات رئيس الجمهورية!.. فهو هنا خاطب رمزا من رموز الميدان الثوري لأنه يقدم نفسه أنه خادم للثورة ويؤيدها.
■ ما السر وراء تفضيل الصوفية لمرشح عسكري علي مرشح إسلامي؟
— سأختصر لك الموضوع كله في أن الصوفية ستدعم شفيق..لأن السلفيين أولا والإخوان ثانيا يتخذون موقفا معاديا للطرق الصوفية التي يحكمها حاليا القانون الصادر في 1974 الذي بإلغائه ستعود الطرق الصوفية مرة أخري جمعيات أهلية إذا اجتمعوا يتم اعتقالهم!
لذلك الصوفية لديهم مخاوف شديدة من العبث بهذا القانون وأكثر من يقلقهم هم الإخوان لأنهم الأغلبية، إضافة إلي أن السلفيين والإخوان يرون أن الصوفية بدعة و«بتوع موالد»، لهذا الصوفيون في العالم كله مستحيل أن يدعموا مرشحًا إسلاميًا، فليس أمامنا خيار سوي انتخاب شفيق أو المقاطعة.
وهنا أحب أن أضيف: إن التيار الوهابي بالسعودية يريد هدم قبر الرسول! إضافة إلي أنهم طمسوا تماما مقابر الصحابة واعتبروها أصناما بمنطقة البقيع، أيضا هدموا أضرحة آل البيت وحولوا البيت الذي ولد فيه الرسول عليه الصلاة والسلام إلي مبولة عمومية، فلقد دمروا 164 أثرا دينيا بمكة والمدينة، فالمتبقي الآن شيئان الروضة النبوية والكعبة وكلاهما له خطة لتدميره، الروضة سيتم تنفيذ “مشاية” كهربائية بحيث يقل تزاحم الناس، والمكان هناك لايحتمل البناء ومد الأسلاك والحفر والردم بالتالي سينهار وحده، وهذا يخدم هدف اليهود بهدم قبر الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه الوحيد الذي له روضة معروفة في العالم لذا فهم يريدون أن يساووا الأنبياء جميعا.
وبالنسبة للكعبة فلقد أعدوا خطة لبناء ممرات تفصل الرجال عن النساء بالتالي سيفقد الحجاج ارتباطهم الروحاني بالكعبة التي لن يروها! فالنظر للكعبة عبادة.
■ هل تري أن اختيار المصريين بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين ومرشح محسوب علي النظام السابق هو انكسار لثورة «25يناير»؟
— لا اعتبره انكسارا إنما سوء إدارة، فلم نستطع كأحزاب وجماعات وثوار، حتي المجلس العسكري أيضا أن ندير المرحلة الانتقالية جيدا ولم تستغل بالشكل الأمثل فنحن ملوك الفرص الضائعة، لذا يتوجب علينا أن نراجع أنفسنا جيدا ونراجع أخطاءنا، فالشعب في النهاية هو الذي قال كلمته ولم يلتفت لأي من الصراعات الدائرة بين الأحزاب والحركات ولم يكترث لفلاسفة التحليلات بالفضائيات، فلقد نسي الجميع مصلحة هذا الشعب.
■ بعد الحكم المؤبد علي مبارك نزلت العديد من القوي إلي الميادين اعتراضا علي الحكم، أليس هذا ضد مبادئ الديمقراطية واحترام القانون؟
— للأسف أن ما حدث كان متوقعا وأتوقع أن يحدث ذلك أيضا يوم إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة وأن يكون هناك حرائق وإضرابات وغيرها، فالشعب مقتنع بالديمقراطية لكن الإخوان والتيارات المختلفة غير مقتنعة حقيقة بذلك.
■ هل توافق علي إبقاء المادة الثانية من الدستور؟
— السادات وضع هذه المادة ، وحاول التيار الإسلامي أن يقنع البسطاء بأن مستقبل «الإسلام» مرتبط بهذه المادة، ومع ذلك وفي عام 2000 وقعت مصر علي اتفاقية «سيداو» وهي اتفاقية دولية معروفة ومن ضمن بنودها إباحة الزواج للمثليين!...المفارقة أن أمريكا وإسرائيل ولبنان ومعظم دول أوروبا رفضت التوقيع علي هذه الاتفاقية بسبب هذا البند!
■ وماذا عن الشأن الخارجي لدي المرشحين، خاصة العلاقات مع إسرائيل و إيران؟
— بداية أتمني أن يكون لنا رئيس مستقل في قراراته عن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، في الحقيقة الإخوان أعطوا الضمانة لإسرائيل بالتزامهم بمعاهدة السلام، وأعتقد أن شفيق أيضا ليست لديه النية لتعديل بنود المعاهدة، لكن في رأيي أنه من الأصح أن يتضمن الدستور بندا يجرم التطبيع مع إسرائيل، فهم ليسوا أصدقاءنا، بالنسبة لإيران هناك حساسية معروفة تجاه الشيعة وأنا مندهش لإثارة هذا الموضوع الآن وتوريط شيخ الأزهر في تصريحات من هذا النوع، فمصر ليست شيعية وترفض التشيع تماما، لكن ما يدور الآن من مشكلة التشيع هو افتعال مواقف.
■ لهذا حاربت لإيقاف تصدير الغاز لإسرائيل؟
— بالفعل كنت أول من نادي بوقف التصدير منذ فبراير 2002 وأسست مع مجموعة من النشطاء حملة “لا لنكسة الغاز” في 2005 بهدف إيقاف التصدير للخارج علي إطلاقه، وليست إسرائيل فقط، فلدينا عجز حقيقي في الغاز ولدينا محطة الكريمات خرجت بالكامل من الخدمة والتي تنتج 3400 ميجاوات من الكهرباء أي مرة ونصف مقدار ما ينتجه السد العالي!.. ثم رفعت مع السفير إبراهيم يسري دعوي قضائية في 2007 كسبناها في فبراير 2010 لكن الحكم لم ينفذ، بعد التنحي تقدمت ببلاغ للنائب العام في 16فبراير 2011 ضد وزير البترول الأسبق سامح فهمي وأعوانه ومبارك ونجليه والحمد لله تم أخيرا إيقاف التصدير صحيح لأسباب تجارية لكنه توقف!

جانب من احتفالات الليلة المحمدية