الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عين السليين» من منطقة سياحية إلى «خرابة»




الفيوم - حسين فتحى


مأساة طبيعية تعيشها منطقة عين السليين الطبيعية منذ 6 سنوات عندما أصدر محافظ الفيوم الأسبق جلال مصطفى سعيد فرمانا بتطوير منطقة السليين العالمية من أجل زيارة «السيدة سوزان مبارك» قرينة الرئيس الأسبق حسنى مبارك. وأزال المحافظ الشاليهات والفندق الملكى من أجل إعادة تطويره ولكن فى الحقيقة كان من أجل إنشاء مجمع للحرف اليدوية أصيب بالشروخ بعد 5 أشهر من تشييده وتحول إلى مأوى للبوم والغربان بعد أن تسبب فى ضياع الملمح السياحى الريفى للمنطقة.
المحافظ استعان بمجموعة من الأتباع بكليتى السياحة والهندسة ليشاركوا فى تدمير واحدة من أجمل المناطق السياحية ذات الطبيعة الخلابة فى العالم على مسافة 7 كيلو مترات من الممشى تقع منطقة عين السليين وهناك الحدائق الخلابة التى كانت مقصدا لمنتجى السينما حيث كانت تتراقص سعاد حسنى وتشدو نجاة وشادية فوق كوبرى الزهراء الذى يقبع أعلى المياه الممزوجة بالورود هناك.
هذا المكان الشاعرى أصبح مرتعا للقطط واستراحة للغربان فقد تحولت المبانى والمنشآت التاريحية التى أنشأها الملك فاروق الى كتل خرسانية كمركز للحرف اليدوية وأصيب بالتشققات قبل أن يتم تسليمه واكتست مبانية بالأتربة وبقايا الأشجار بالقرب من عيون السليين التى نضبت منذ زلزال 1992
يجلس عماد حلمى مستثمر سياحى واضعا يديه على خديه باكيا متحسرا على ما وصل اليه حال السياحة بالفيوم قائلا «دمروا السياحة بالمحافظة ودمروا الكازينو الفخيم الذى شيده الملك فاروق الذى كان استراحة لزوار المحافظة والذى يقع فوق تبة عالية تكسوها الورود والأشجار من كل جانب وكان يضم 24 شاليها ويضيف والدموع تنهمر من عينيه هذه العيون التى كانت تنطلق منها المياه الطبيعية ضاعت وسط الصخور منذ الزلزال الشهير الذى ضرب مصر فى عام 1991. الا أن المسئولين بالمحافظة أثروا السكوت وغضوا أبصارهم عن إعادة مجرى المياه الى مكانها الطبيعى وتباكى على أيام عبد الرحيم شحاتة ومحيى الدين أبو العز أول محافظ للفيوم ويضيف أن الفندق كان يجلب للمحافظة أكثر من 15 الف جنيه يوميا قبل وضع خطوط حمراء على المحافظة منذ بداية التسعينيات بسبب البؤر الارهابية التى انطلقت من المحافظة.
ويطالب أحمد فضل «صاحب مشروع سياحى» بضرورة إقامة ملهى للأطفال خاصة أن رواد المنطقة مع بداية زيارتهم يستفسرون عن مكان الملهى وعندما يكون الرد «مفيش» يعودون من حيث أتوا رافضين استكمال رحلتهم. مسئول بهيئة تنشيط السياحة بالفيوم يؤكد أنه تم إنفاق حوالى 90 مليون جنيه على المنشآت الحديثة والتى تتوسطها الشقوق والتى لم تستخدم سوى يوم « زيارة قرينة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن يومها لم يدخل هذه المنشآت أحد إضافة الى باقى المبانى التى قيل إنها شاليهات وفندق سياحى لم يستكمل بعد.
كما طالب بإعادة فتح هذا الملف خاصة أنه يتعلق بإهدار المال العام وضرورة تحديد المسئول عن هدم الفندق والشاليهات الملكية بالمنطقة خاصة انها كانت تتبع الآثار وتم الجور عليها.
انطلقنا أسفل العيون حيث فندق زهرة الشاطئ الذى أصبح خاويا رغم بعض التجديدات الطفيفة إلا أنه تحول الى منطقة للأشباع ليلا بسبب حالة الظلام التى تسيطر على المنطقة والتى يستغلها البطجية والخارجين عن القانون فى التخفى عن أجهزة الأمن.. وأثناء العودة جلس العاملون فى بيع المنتجات الريفية والمأكولات الطبيعية يلطمون خدودهم بسبب ما آل إليه الحال من فقر وتدن لمستوى المعيشة باكين على فترة ما قبل الثورة مطالبين المشير السيسى باعتباره الرئيس القادم بإعادة فتح ملف السياحة بالفيوم والتى بسببها نشطت الجماعات الارهابية بعد استقطابها للعاملين بهذا المجال نتيجة حالة الفقر التى حلت عليها.
ويرى الخبير السياحى نبيل حنضل ضرورة عودة الفيوم الى سابق عهدها خاصة أنها تضم العشرات من المقاصد السياحية والأثرية الهامة وأن يكون هناك محترفيين فى التسويق السياحى بدلا من منطق الموظفين الذى أدى الى تراجع الحركة السياحية بالفيوم خاصة وأن الفيوم هى أكثر المناطق السياحية آمانا وتحتاج فقط الى إعادة الثقة.