الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دولة الإمارات تفتح قلبها لاستقبال باباوات «الأقباط»




البابا شنودة زارها مرتين بدعوة من «الشيخ زايد» والبابا

 

تواضروس يدشن مذبحين

 

 

تعد زيارة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هى أولى زياراته لدولة عربية شقيقة، فقد كانت أول دولة عربية تقدم دعوة إلى البابا لزيارتها.
التقى البابا خلال زيارته عدداً من المسئولين بدولة الإمارات العربية المتحدة منهم الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى.
ودشن البابا تواضروس مذبحاً جديداً بكنيسة لعذراء مريم والقديس أبى سيفين بالشارقة وكذلك تدشين مذبح الشهيد العظيم مارمينا بكنيسته بجبل على بدبى.

زيارات باباوية
«البابا شنودة» الراحل كان قد زار الامارات العربية خلال حياته مرتين ففى 30 أكتوبر 1995 قام البابا الأنبا شنودة الثالث بأول زيارة يقوم بها رأس الكنيسة القبطية لدولة الإمارات ودول الخليج العربى وذلك بدعوة من الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لحضور فعاليات مهرجان «من أجلك يا قدس» وكان أيضا من المدعوين لهذا المهرجان الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف- مفتى الديار المصرية فى ذلك الوقت- والدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وضم الوفد المرافق للبابا وقتها الأنبا سرابيون الأسقف العام، والأنبا أبراهام و الأب القمص بطرس الأنبا بيشوي، والقس توماس راعى كنيسة دبى، وحضر حفل افتتاح المهرجان الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ووكيل وزارة الإعلام آنذاك.
وقد ألقى البابا شنودة الثالث كلمة فى المؤتمر عن رأى المسيحية فى أحقية الفلسطينيين بمدينة القدس، وتاريخ اليهود وسبب تسميتهم بشعب الله فى العهد القديم، وأعطيت مساحة إضافية من الوقت البابا حتى يتمم كلمته وسط استحسان وتصفيق الحضور.
وقد استقبل الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان البابا شنودة الثالث وكبار المشاركين فى المهرجان وكانت هذه الزيارة دعماً لكل علاقات الحب والمودة التى توليها دولة الإمارات للمقيمين على أرضها ومنهم الأقباط المصريين.
كما أقامت السفارة المصرية حفل استقبال على شرف البابا وفضيلة مفتى الديار المصرية ودُعى لهذا الحفل بعض من أفراد الجالية المصرية مسيحيين ومسلمين.
الزيارة الثانية للبابا شنودة الراحل كانت خلال افتتاح كنيسة الانبا انطونيوس بأبو ظبى وكانت أيضا بدعوة من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذى الذى دعا جميع الآباء الأساقفة الذين قاموا بالخدمة فى إمارة أبوظبي.
تاريخ الكنيسة
فى رعوية البابا شنودة الثالث والمطران الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى، كلف الأنبا باسيليوس القمص أثناسيوس المحرقى راعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكويت بإقامة صلاة القداس الإلهى بمدينة أبوظبى، وتوجه الأب أثناسيوس فى شهر مايو 1974م إلى مدينة أبوظبى وقام بالاجتماع مع الإخوة الموجودين فى ذلك الوقت لترتيب عمل أول قداس بمدينة أبوظبي.
فى عام 1974 كانت هناك ثلاث كنائس كان قد أمر ببنائها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتخدم الطوائف المسيحية بمدينة أبوظبى وهى كنيسة القديس جوزيف الكاثوليكية، وكنيسة القديس أندرو الإنجليكانية، وكنيسة القديس جورج للهنود السريان.
أقيم أول قداس إلهى للأقباط الأرثوذكس فى اليوم الخامس من شهر يونيو عام 1974م بكنيسة القديس جوزيف بمبناها السابق على كورنيش أبوظبي. وقد بلغ عدد الحضور نحو ثلاثين شخصاً.
كما كان هناك اجتماع روحى شبه أسبوعى وإبتداءاً من عام 1976 تم عمل اجتماع أسبوعى منتظم لدراسة الكلمة بكنيسة القديس جوزيف واستمر هذا الاجتماع الأسبوعى منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.
تم عمل أول صلاة إكليل بمدينة أبوظبى عقب القداس الإلهى فى مايو 1977 وأيضا تم عماد طفلين فى جرن معمودية متنقل.
ومع ازدياد عدد الأقباط فى مدن الدولة لم يكن القيام بعمل قداس واحد شهرى كافياً - وأحيانا كان يلغى لظروف طارئة - فاستجاب البابا شنودة لرغبة المقيمين فى أبوظبى وحاجتهم إلى كاهن مقيم لبدء خدمة مستديمة
آباء خدموا وأصبحوا أساقفة
كان أول كاهن قبطى ارثوذكسى خدم بالامارات هو القس تيموثاوس الأنبا بيشوى والذى أصبح فيما بعد الأنبا ابرآم أسقف الفيوم ورئيس دير الملاك وصل الى الانبا ابرام الى الامارات للخدمة بها عام 1978 ويعتبر أول كاهن مقيم يخدم فى دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجى ماعدا الكويت.
وبدأت الخدمة فى الانتظام بقداسات أسبوعية صباح يوم الجمعة، والاجتماع العام مساء، واجتماع الشباب ومدارس الأحد، ودروس الألحان، وصلاة العشية ودرس الكتاب بمدينة أبوظبي، وكان يقيم قداساً أسبوعياً فى مدينة دبى.
وفى يوليو 1980 وصل القس أرسانيوس الأنبا بيشوى للخدمة فى دبي، واشترك مع القس تيموثاوس- الذى اصبح الانبا ابرام- فى خدمة الكنيسة بالعين.
وكان القس ارسانيوس الأنبا بيشوى يقوم أيضاً بخدمة كنيسة أبوظبى أثناء عدم تواجد القس تيموثاوس الأنبا بيشوى بالدولة بالإضافة إلى خدمته فى كنيستى دبى والعين.
فى 5/3/1984 عاد الأب القس تيموثاوس الأنبا بيشوى إلى مصر وذلك لقيامه بخدمة التدريس بالكلية الإكليريكية، وفى عيد العنصرة الموافق 2/6/1985 سيم أسقفاً على مدينة الفيوم وتوابعها باسم نيافة الأنبا ابرآم.
وكان ثانى كاهن قبطى أرثوذكسى مقيم للخدمة فى أبوظبى هو الأب الراهب القس بطرس الأنبا بيشوى والذى أصبح فيما بعد الأنبا جورجيوس أسقف مطاى
بدأ القس بطرس الأنبا بيشوى بإضافة خدمات جديدة مثل اجتماع الخدام الأسبوعى وخدمة الافتقاد، وأصبحت خدمة الأغابى لكل أفراد الكنيسة مع توزيع وجبات للموظفين والعمال الذين يعملون بالمزارع أو مواقع الشركات خارج مدينة أبوظبي.
تم إضافة فصل للتربية الكنسية باللغة الإنجليزية لتعليم الأطفال الذين ينطقون الإنجليزية فقط أو من كان أحد والديهم من الأجانب.
كما تم تجديد الكنيسة الملحقة بمنزل الكاهن وتوسيعها فى 1990 بحضور نيافة الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى أثناء زيارته السنوية لدولة الإمارات وفى عام 1999 تم رسامة القمص بطرس الأنبا بيشوى أسقفاً عاما باسم الأنبا جورجيوس بعدها تم تجليس أسقفاً لمطاي.
وفى عام 1997 وصل الكاهن الثالث للخدمة فى دولة الامارات وهو الراهب القس بيجول الأنبا بيشوى لخدمة الشعب القبطى بمدينة العين واستمرت هذه الخدمة حتى الآن فى مكان مؤجر من الكنيسة الكاثوليكية.
وفى عهده بدأت أعمال التوسعة للمرة الثانية بالكنيسة الملحقة بسكن الكاهن (كنيسة السيدة العذراء والأنبا بيشوي) وأيضاً تم إقامة مبنى للخدمات وتم إفتتاح هذه الكنيسة مرة أخرى فى وقد استجابت بلدية أبوظبى لكل الطلبات المقدمة لها من الكنيسة لتوسيعها ووافقت على كل الخرائط المقدمة.
وفى عام 1999 وصل الراهب القس أباكير الأنبا بيشوى (حاليا نيافة الأنبا أباكير- الأسقف العام) لرعاية الكنيسة بمدينة أبوظبى، وبدأ بعمل خدمات جديدة مثل دراسة الكتاب المقدس بانتظام، واجتماع إعداد الخدام، وشجع الكثيرين على الدخول فى الخدمة. وقام بعمل النهضات الروحية فى المناسبات الدينية المختلفة مثل أعياد القديسين، وصوم السيدة العذراء، ودعوة الأباء الكهنة من دبى والعين وسلطنة عمان والكويت لهذه الخدمات، وأيضاً ازداد نشاط الرحلات إلى معظم إمارات الدولة، وحرص على أن يتناول الجميع معاً غذاء العيد فى أحد الفنادق لقضاء يوم تسوده أجواء البهجة والمحبة.
وفى عهده تم تقديم طلب إلى السفير فهمى فايد سفير جمهورية مصر العربية بالدولة فى ذلك الوقت لتقديمة للمسئولين بالدولة، لتخصيص قطعة أرض لإقامة مبنى الكاتدرائية القبطية الأرثوذكسية المصرية عن طريق وزارة الخارجية المصرية، وقد تفضل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالموافقة عليه، وحرص نيافة الأنبا أبراهام مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى على الحضور لتقديم الشكر على هذه الموافقة الكريمة حيث إن الكنيسة الملحقة بسكن الأب الكاهن تستوعب على الأكثر 150 مصلياً بعد التوسعات، بينما يستوعب مبنى الكاتدائية الجديد نحو مصل.
وقام بتسليم رسائل شكر من قداسة البابا شنودة الثالث إلى الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان حفظهم الله.
وفى 29/5/2004م تم استدعاء جناب القس أباكير الأنبا بيشوى لمصر لرسامته أسقفاً بإسم نيافة الأنبا أباكير الأسقف العام.
ليحل محله الراهب القمص اسحق الأنبا بيشوى فى نفس العام وقد قام بالاحتفاظ بجميع الأنشطة التى كانت تُمارس بالكنيسة واهتم بالنواحى التنظيمية فقسمت الخدمات ووزعت على قطاعات خدمة بلغت أكثر من 120 قطاعاً مع تعيين أمناء وأمناء مساعدين لكل قطاع، أما بالنسبة لاجتماع الخدام فقد تم عمل اجتماع خاص لكل مجموعة قطاعات واجتماع شهرى لجميع الخدام وأضيفت خدمات للمربيات من جميع الجنسيات.
وقد حرص الأب إسحق الأنبا بيشوى على تنمية العلاقات الودية الطيبة مع الجميع. فعلى صعيد الكنائس الأخرى نمت العلاقة مع الجميع وقد اختيرت الكنيسة القبطية المصرية لتكون واحدة من أربع كنائس فى اللجنة المصغرة لكنائس المنطقة وكللت بزيارة الأستاذ جرجس صالح أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط، الذى قام بزيارة المسئولين وأعرب عن حبه وتقديره لما يلاقيه الأقباط خاصة والمسيحيين عامة من حب ورعاية فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
تاريخ فارق فى الخدمة بالامارات
وكان عام 1991 فارقا فى تاريخ الكنيسة المصريه فى الامارات عقب وفاة الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى والذى كان يرعى كنائس الخليج وكانت زياراته الرعوية السنوية وعظاته وتوجيهاته وصلواته سبباً فى بناء الحياة الروحية لكل شعب الكنيسة.
وقد كان يحرص على زيارة المسئولين فى إمارة أبوظبى ودبى والشارقة لتقديم الشكر على المعاملة الطيبة والرعاية التى يتلقاها الأقباط المصريين بالدولة والحرية التامة المكفولة لهم لممارسة شعائرهم الدينية.
وفى 1992 وصل إلى مدينة أبوظبى المطران الأنبا أبراهام مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى الذى رسم خلفا للأنبا باسيليوس وقد سار على درب سابقه فقد كان يحرص على عمل لقاءات مع الشعب للإجابة عن كل تساؤلاتِهم وأيضا إعطائِهم التوجيهات والبركات، وأيضا اللقاء بالمسئولين بالدولة لشكرهم على رعاية المسيحيين المصريين المقيمين بالدولة وعلى كل ما يلاقوته من حب وعطف ورعاية.
أول كنيسة للأقباط الارثوذكس
فى عام 1983 تم تخصيص منطقة للكنائس فى منطقة المشرف بأبوظبي، وتم تخصيص قطعة أرض بمساحة أكبر لكنيسة القديس أندرو على أن يتم فيها بناء كنيسة، وقاعة احتفالات، وفيللات سكنية للآباء الكهنة ورؤساء الطوائف التى تصلى فيها، وخصص مكانا لبناء فيلا لسكن الأب الكاهن وقد تم بناؤها على طابقين، الطابق الأرضى كنيسة صغيرة تسع نحو خمسين شخصاً وغرفة لعمل القربان، والطابق العلوى سكن للأب الكاهن. وتم توقيع العقد مع الكنيسة الإنجليكانية.
وأقيم أول قداس بالكنيسة الملحقة بسكن الأب الكاهن فى 5/2/1984 بحضور كل من الأب القس تيموثاوس الأنبا بيشوى والأب القس أرسانيوس الأنبا بيشوى.
وكما اهتم الأب الكاهن بالنواحى الروحية اهتم أيضا بالأنشطة الاجتماعية فأقيمت حفلات الأغابى بعد قداسات الأعياد للعزاب. وتم أيضاً عمل أول مسرحية يقوم بها أبناء الكنيسة، كما تم تنظيم رحلات لخارج الدولة.
الكنيسة والمجتمع
عبرت الكنيسة القبطية ممثلة فى الأب الكاهن عن مشاعر الآلاف من الوافدين وبصفة خاصة المسيحيين المقيمين بتأبين فقيد الوطن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى الصلاة بالكنيسة والتى حضرها عدد كبير من أبناء الكنيسة، وقدم الأب إسحق الأنبا بيشوى واجب العزاء نيابة عن قداسة البابا شنودة الثالث ونيافة الدكتور المطران الأنبا إبراهام وعن شعب الكنيسة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الخير خلف لخير سلف، وسمو الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذى وإخوانه آل نهيان الكرام.
كما اقام الأب اسحق الأنبا بيشوى حفل افطار فى شهر رمضان 2006 بحضور عدد من المسئولين الاماراتيين.
وفى الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أحيت الكنيسة الذكرى السنوية الأولى له.
ويحرص اباء الكنيسة على المشاركة فى جميع الأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية التى تقام بالدولة فقد شارك االاب اسحاق فى ندوة «الإنسانية وحرية المعتقدات الدينية فى عصر سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» بمدينة دبى.