الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشروع مواسم المسرح الجامعى يعيد الروح لمسرح الجامعة من جديد




فى محاولة لإعادة إحياء المسرح المصرى تبنى المخرج خالد جلال رئيس صندوق التنمية الثقافية مشروعا جديدا لدعم مسرح الجامعة تحت عنوان «عودة الروح»، يهدف المشروع لضخ واكتشاف مواهب فنية جديدة للوسط الفنى والمسرحى عن طريق تنظيم موسم المسرح الجامعى الذى من المقرر أن تبدأ دورته الأولى خلال شهر رمضان القادم وعن المشروع والفكرة قال جلال فى تصريحات خاصة.

أذكر أننا كنا آخر جيل من مسرح الجامعة ضخ نجوما للحركة الفنية فى مصر كان هذا الجيل الذى أخرج فى أربع سنوات متواصلة أنا ونادر صلاح الدين والكاتب السينمائى أحمد عبد الله ومحمد هنيدى وهانى رمزى ومحمد سعد وماجد الكداونى وخالد صالح وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب وعمرو عبد الجليل فكنا معا فى وقت واحد بفرق الجامعة وأعتقد أننا كنا متميزين لأننا وقتها تعاملنا مع كبار المخرجين المسرحين مثل الفنان سعد أردش وفهمى الخولى وهانى مطاوع وحسين عبدالقادر، وبالتالى كانت تنتقل لنا خبرات كثيرة لأنهم كانوا يخرجوا لنا العروض داخل الجامعة وبالطبع كانوا يكتشفون مواهب جديدة ويختارون من بين هذه المواهب من سيلتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وخرج منا نجوم فيما بعد لكن خلال هذه الفترة بدأ الوضع يتغير تدريجيا والطلبة أصبحوا هم المسئولون عن إخراج أعمالهم المسرحية ومع الوقت بدأت المسألة تبهت يوما بعد يوم فالوضع الفنى بالجامعات أصبح سيئا لذلك فكرت فى كيفية تطوير المهارات الفردية للمواهب بالجامعة حاليا دون الانتظار لعمل بروتوكولات واتفاقات مع الهيئات الحكومية الرسمية وذلك اختصارا للوقت، فجاءت فكرة مواسم المسرح الجامعى وتتلخص الفكرة فى أن الصندوق سيدعم عمل موسم تسابق بين طلبة الكليات الممارسين للعملية الفنية، وهذا شرط أساسى للمشاركة بالموسم، وفى النهاية ستقام لجان مشاهدة لإختيار عشرة عروض تتاسبق مع بعضها خلال شهر رمضان القادم وسيكون هذا هو بدء الموسم الأول الذى سيقام تحت عنوان «عودة الروح» لمسرح الجامعة.
ويقول: هذا الموسم سيكون خلال النصف الثانى من شهر رمضان وأثناء فترة التسابق سوف يعقد لقاء يومى موسع بين صناع هذه العروض وأحد نجوم مسرح الجامعة مثل هنيدى وفتحى عبد الوهاب وهانى رمزى وغيرهم، وسيحكى كل منهم عن تجربته للطلبة مع مسرح الجامعة وكيف أثر هذا المسرح فى نجاحه، وأعتقد أن هذه اللقاءات ستمنح الشباب أملا وقوة وطاقة إيجابية، كما ستقام خلال فترة الموسم ورش فنية للفرق المتسابقة مع مخرجين كبار وممثلين ومهندسين ديكور ومصممين أزياء لأننا خلال هذا الموسم نعمل بمنطق المضاد الحيوى بمعنى أننا أخذنا عينة من داخل الجسم وهو مسرح الجامعة كى نعيد ضخها وإحيائها داخل الجسم من جديد لتطوير آليات المسرح الجامعى فى الداخل وإعادة إحيائه، ومن المقرر أن يحصل هؤلاء المخرجون على خطاب من وزير الثقافة موجها لوزارة التربية والتعليم، لإخراج عروض مسرحية لطلبة المدارس وبالتالى سنكون ذهبنا لمنطقة ونقطة أبعد من مسرح الجامعة وهو المسرح المدرسى.
ويضيف: أما من سيفوز بالجوائز الفردية فسيأخذ منحة دراسية مجانية بورشة مركز الإبداع الفنى وفى الحقيقة أعتقد أن هذه هى الجائزة الكبرى لأننا نختار من بين أربعة آلاف حتى نحصل على 200 طالب وطالبة، فهم سيجتازوا مرحلة الاختبار وسيحصلون على المنحة مباشرة والعروض الفائزة سيتاح لها العرض على خشبة مسرح مركز إبداع القاهرة والإسكندرية وسيتاح لهم المشاركة بمهرجانات جامعية فى الوطن العربى وبعد ستة أشهر سيقام نفس المهرجان لكن مسموح المشاركة لأى طالب من أى جامعة فى مصر لأننا فى المرحلة الأولى اقتصرنا على ثلاث جامعات فقط القاهرة وعين شمس وحلوان حتى نستطيع السيطرة على أعداد المشاركين من البداية، وسنقيم لجان مشاهدة فى القطاعات بمعنى أن اللجنة ستسافر بكل محافظة وتختار العروض التى تمثل المنطقة الخاصة بها، وبالتالى ستزيد عدد الفرق المشاركة، وما أسعدنى كثيرا بهذا المشروع عندما عرضت الفكرة على وزير الثقافة كتب تأشيرة جديدة لم تكتب على مشروع من قبل وهى «أوافق جدا»، ويوم أن تعذر عليه حضور المؤتمر الصحفى تقابل مع الشباب حتى يمنحهم دفعة قوية لبدء المشروع وأعتقد أن الموضوع من الممكن أن يصبح فيما بعد مشروعا قوميا يجعلنا نقدم جيلا متذوقا للفن وسيخرج منهم نجوم.
وعن رد فعل شباب الجامعات على هذا المشروع قال جلال: فى بداية الأمر استعنت بأربعة من طلبة مركز الإبداع الذين يشاركون بفرق التمثيل بمسارح الجامعة وطلبت منهم أن يتصلوا برؤساء هذه الفرق كى يكونوا حلقة الاتصال بينى وبينهم، وعندما اجتمعت بهم وتناقشنا بالمشروع حدثت لهم حالة انبهار وسعادة شديدة خاصة أن مركز الإبداع دائما ما يعد حلما لكل هاوى تمثيل فى مصر لذلك وجدت منهم حالة حماس غير مسبوقة ثم تقابلنا ثلاث مرات، والمفيد فى الأمر أنه لم يحدث احتكاك بينى وبين الجامعة بشكل مباشر حتى نبتعد عن التعقيدات الإدارية لكن فى النهاية لم تواجه أى جامعة الموضوع بالرفض لأننا نساهم فى تطوير أنشطتهم حتى إن أحد أساتذة الجامعة بعين شمس الدكتور تامر راضى من شدة حماسه عرض علينا أن نستعين بمسرح الجامعة فى أى وقت وبأى شىء نريده، فللأسف الجامعات تدعم النشاط الفنى والمسرحى بها لكن الطلبة يستخدمون دعم الجامعة للمسرح بفهم خاطئ وبالتالى يقدمون نموذجا غير جيد للمسرح، لذلك علينا أن نوجه هذا النشاط فى شكله ومساره الصحيح.
وعن مدى إمكانية استمرار هذا المشروع مستقبلا قال: أرى أن المشروعات القوية تحمى نفسها فعلى سبيل المثال مركز الإبداع الفنى أصبح مشروعا قويا وأخرج نجوما للوسط الفنى وأصبح من الصعب أن ينادى أحد بإغلاقه أو إلغائه لأنه ببساطة أصبح له من يدافع عنه وعن وجوده لأنه فى النهاية مؤسسة لها مصداقية، فلا يمكن أن يقول أحد يجب أن نغلق النادى الأهلى لأنه مؤسسة ناجحة وقوية جدا، وبالتالى هذا المشروع إذا نجح فى أول موسمين سيصبح أمرا واقعا لكنه إذا كان شىء هزلى لن يدافع عنه أحد ففى رأى كل مشروع يشكل جيش دفاعه وهم المخلصين الذين يروا نجاحه ومدى كفاءته فى خدمة بلده بشكل حقيقى لأنه لو لم يخدم البلد يجب إغلاقه فورا وكما قال عنه نادر صلاح الدين ومحمد بغدادى، هو بمثابة مشروع قومى لأنه لو نفذ جيدا سيخرج نجوما فى «عضم» مسرح الجامعة، لأننا لن نتركهم ولن تنقطع قنوات اتصالنا بهم بعد انتهاء الموسم وبالفعل طلبت منهم أن يقوموا بدعوتى لحضور عروضهم بمسرح الجامعة بعد سنة من خبرتهم بالموسم حتى أرى مدى استفادتهم من المشروع بالإضافة إلى أنهم سيقومون باستشارتنا فى المهرجانات التى ينظمونها بالجامعة والنصوص التى يقدمونها وهذه حالة إذا قدمت بشكل جيد ستكون من أجمل الحالات المسرحية الموجودة.
ويقول: أصف الفكرة دائما بأنها أشبه بالسمسار الذى يبحث عن لاعب الكرة الموهوب وغياب هذا الدور لفترات طويلة ساهم فى انحدار العملية المسرحية لأننى أذكر أن محمد هنيدى وعمرو عبد الجليل كانوا يقدمون عرضا بعنوان «المجانين» عندما كنا طلاب بكلية التجارة وفى الساعة الثانية ظهرا سمعنا أن يوسف شاهين بالجامعة فأسرعنا جمعيا لرؤيته وهو بمسرح كلية حقوق يشاهد المسرحية ووقتها استعان بهما فى فيلم «إسكندرية كمان وكمان» وقال لمحمد هنيدى يومها إنك ستكون نجما كوميديا، فدائما أرى أن هذا هو الطريق لإحياء واكتشاف المواهب وكنت بدأت هذه التجربة منذ عملى كمدير لمسرح الشباب بعد عودتى من روما عام 1996، ثم جاءت تجربة مركز الإبداع الفنى وبالتالى أرى أن مشروع موسم مسرح الجامعة هو مشروع تنموى وحقيقى وليس مجرد مشروع مظهرى للاستعراض لأنه سيكون فى «عضم» البشر فإلى جانب دعمنا المادى البسيط لعروض الموسم التى لا تتجاوز الـ25 ألف جنيه لإنتاج عشرة عروض مسرحية نحن نساهم أيضا فى دعمهم بنجوم الوسط الفنى والمسرحى لأن تبادل خبراتهم مع أشخاص كبار وموهوبين بالمجال الفنى يساوى أموالا كثيرة وهذا هو المكسب الحقيقى لهم.