الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

معجزة الإسراء والمعراج




الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى

 

الإسراء مأخوذ من السرى وهو السير ليلا، والاسراء يطلق على الرحلة الأرضية، وبدأت من المسجد الحرام فى مكة، وانتهت فى بيت المقدس فى فلسطين.
ومع اشتداد المحن وتكاثر الأحزان ، كان النبى – صلى الله عليه وسلم – فى أمس الحاجة إلى ما يعيد له طمأنينته ، ويقوّى من عزيمته ، فكانت رحلة الإسراء  فارسل الله جبريل عليه السلام الى النبى صلى الله عليه وسلم) وكان فى الحطيم  واتى معه البراق، وهو دابة ذات لون ابيض، اقل من البغل، واكبر قليلاً من الحمار، فى فخذيه جناحان، وسرعته فائقة، تفوق ما تتخيله عقولنا من سرعة، وقام جبريل بشق صدر النبى (صلى الله عليه وسلم) وغسل قلبه بماء زمزم وافرغ الحكمة والايمان فى قلبه، حتى يتحمل هذه الرحلة ويأمن من جميع المخاطر، ثم حمل النبى (صلى الله عليه وسلم) على البراق وسارا معا وفى الطريق تعددت المشاهد التى رأها رسول الله  فرأى امراة  جميلة متبرّجة بكل أنواع الزينة حاسرة على ذراعيها تنادي: يا محمد انظرنى أسألك فلم يلتفت اليها صلى الله عليه وسلم ثم سار عليه السلام ما شاء الله له أن يسير فقال جبريل للرسول: أما سمعت شيئا فى الطريق؟
فقال عليه السلام: «بينما أنا أسير اذا بامرأة حاسرة على ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تقول: يا محمد انظرنى أسألك! فلم أجبها, ولم أقم عليها..».
قال جبريل: تلك الدنيا, اما أنك لوأجبتها, لو أقمت عليها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة.
ثم قدم جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم انائين فى أحدهما خمر, وفى الآخر لبن وقال له:
اختر ما شئت فاختار رسول الله اناء اللبن فشربه وأعرض عن الخمر, ولم تكن الخمر قد حرمت فى الاسلام حينئذ, فلما اختار الرسول اللبن قال له جبريل: هديت الى الفطرة, ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك. وصار النبى وصحبه حتى وصلا الى بيت المقدس وربط البراق فى المكان المعروف الان بقبة الصخرة، وهناك وجد الانبياء ينتظرونه، فسلم عليهم، وصلى بهم اماما وصلوا خلفه، وفى هذا اشارة الى انتقال القيادة الايمانية الى النبى (صلى الله عليه وسلم) والى امته من بعده.