الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصخرة نقطة الانطلاق وبداية المعراج




تعتبر قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية فى العالم؛ ذلك لأنها إضافة إلى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج فى العمارة الإسلامية من جهة، ولما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوى بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى، حيث جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا، لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية، حتى اعتبرت آية من فى الهندسة المعمارية.


الصخرة كتلة غير منتظمة من الصخر الطبيعى فى وسط منطقة المسجد فى القدس، أبعادها (18.13مترًا)، وأقصى ارتفاع لها فوق أرض قبة الصخرة حوالى 1.5متر، وتحت الصخرة كهف مساحته حوالى 4.5م2، يتجه جانب الصخرة المنحدر إلى الشرق وجانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب، وتظهر الصخرة فوق الكهف وكأنها معلقة بين الأرض والسماء.


منزلة قبة الصخرة


حينما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى عرج إلى السماء من عند القبة، ثم كانت قبلة المسلمين إليها، ثم تغيرت بناء على أمر من الله سبحانه وتعالى فى العام الثانى من الهجرة إلى الكعبة المشرفة {قد نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144]، ولما قدم عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى بيت المقدس ووجد الصخرة مغطاة بالدمن (القمامة)، أمر برفعها، وبعدها انهمر المطر عليها غزيراً ثلاث مرات ثم أقام الصلاة فيها.


جذبت قبة الصخرة انتباه المسلمين منذ ذلك الحين حيث ظلت تعيش فى وجدانهم، وفى وقت كانت فيه الكنائس والأديرة منتشرة فى بيت المقدس وأصبح للمسلمين عقيدة حية فى قلوبهم صوب هذه الصخرة المقدسة وجاء الخليفة عبد الملك بن مروان رحمه الله إلى الحكم ودارت أحداث سياسية أرخت بظلالها خلال النزاع بينه وبين عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما.


بناء قبة الصخرة


بنى قبة الصخرة المباركة الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، حيث بدأ العمل فى بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م. وقد أشرف على بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان فلسطين، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس


فقد فكر عبد الملك بن مروان رحمه الله فى أن يغطى هذه الصخرة المقدسة بنوع من البناء يتناسب وقباب المدينة المرتفعة، حتى يخلد ويحافظ على هذا الأثر المقدس، فى وقت كثر فيه البناؤون والمزخرفون مع ثراء الدولة الأموية، وكان هذا هو دافعه الحقيقي، ولم يكن دافعه كما ذكر البعض فى بناء قبة الصخرة ليحول إليها الحجيج عن الكعبة المشرفة، فهو خليفة المسلمين ويعلم بل ويحافظ على أركان الإسلام.
وقد قيل: إن عبد الملك بن مروان حين فكر فى بناء قبة عالية تغطى الصخرة رصد لبنائها خراج مصر لسبع سنين.