الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحد ليس مننا




 

تادرس عزيز بدوى

المشير عبد الفتاح السيسى والاستاذ حمدين صباحى هما المرشحان الوحيدان اللذان يخوضان الانتخابات الرئاسية فى مصر، ولقد أجرى كل منهما على شاشات التليفزيون لقاءات ولن أتناول تفاصيل تلك الحوارات، ولكنى سأتناول ما استفزنى وأصابنى بالدهشة والاستغراب مما قاله حمدين صباحى وهو ينفى ما يتردد عنه فى الشارع المصرى، من أنه يحظى بتأييد جماعة الإخوان الإرهابية وأنهم سيعطونه أصواتهم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال: «فى الوقت الذى كنت أقف فيه ضد جماعة الإخوان، كان المرشح الآخر، يعنى السيسى، يؤدى التحية لمحمد مرسى؟!».
قالها بكل بساطة، وهو الذى يقدم نفسه على أنه رجل يعمل بالسياسة منذ أربعين عاماً، ومؤسس لحزب الكرامة، ومقيد بنقابة الصحفيين، كصحفى، وعمل رئيسا لتحرير جريدة (الكرامة) صحيفة الحزب، رجل بكل هذه المواصفات لابد وأن يكون متتبعا للأحداث، راصدا لكل المواقف التى يمر بها الوطن، مسجلا لتتابعها وتداعياتها، محللا لها، مقدرا أهميتها، شاهدا على تأثيرها على مسيرة الكفاح والنضال الوطنى، قبل ذلك جمعه لقاء مع قلة ممن يؤيدونه، وطالبوا بمحاكمة المشير طنطاوى والمشير السيسى بتهمة قتل المتظاهرين؟! حسن شاهين أحد أفراد حملته الانتخابية قال: «لولا ما فعله الشعب فى 30 يونيو 2013 لظل السيسى يؤدى التحية لمحمد مرسى حتى الآن؟!! حمدين ومن معه يحاولون تزييف التاريخ وإهانة الجيش وتشويه صورة المشير عبد الفتاح السيسي، ظانين أنهم بذلك سيحصلون على تأييد الشعب، جاهلين أن من يسىء إلى الجيش، إنما يسىء إلى الشعب أيضا.
نعم السيسى كوزير للدفاع، وبحكم وظيفته، وبحكم انتمائه لمؤسسة قوامها الانضباط كان يؤدى التحية لمحمد مرسى كرئيس للجمهورية، وقائد أعلى للقوات المسلحة، ولكن هل كان غير مختلف معه، ولم يواجهه بل ويتحداه؟!! هل كان الجيش أداة لقمع الشعب؟ هل أطلق جندى واحد رصاصة واحدة فى صدر أحد المواطنين وهم يهتفون.. «يسقط يسقط حكم المرشد» ويقولون لمرسى: «إرحل، إرحل»؟ لقد رفض السيسى وقائد الحرس الجمهورى تنفيذ أمر مرسى بإطلاق النار على هذه الجماهير يوم 4/12/2013؟.
فى يوم 28 يناير 2011، وبعد انهيار وزارة الداخلية، أمر المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، القوات المسلحة بالنزول إلى الشوارع لحماية الشعب، وهو يهتف: «الشعب يريد إسقاط النظام»، أى نظام حسنى مبارك. ثم اجتمع المجلس بعد ذلك بدون رئيسه، الرئيس حسنى مبارك، مما يعنى عملياً، عزل الرئيس؟!، وكان ذلك قبل 11 فبراير 2011 يوم تنحى مبارك عن الحكم وفوض القوات المسلحة لإدارة البلاد، أليس هذا نضالاً ومقاومة (عملية) ووقوفا ضد الفاشى والفاسد، وهما فى فى سدة الحكم وفى عنفوانهما؟! المشير السيسى كان (مجبراً) على أداء التحية، ولكنك ياأستاذ حمدين لم تكن مجبراً عندما تحالفت مع الجماعة الإرهابية من أجل الحصول على مقعد فى مجلس الشعب الإخوانى الذى تم حله فيما بعد؟!
السيسي، عندما تأزمت الأمور «فضل الوطنية على مقتضيات الوظيفة» كما قال الأديب الروائى جمال الغيطانى، الذى طالبك بالاعتذار للسيسى عما قلته فى حقه.
أثناء وجود مرسى فى الحكم وقيامه باغتيال معارضيه وتكفيرهم، كان الجيش المصرى بقيادة السيسى يتحدى هذا الحكم الإرهابى المتخلف، ويعرضون أنفسهم للحكم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص لقد قاموا، وبدون أوامر من محمد مرسى، بتدمير الأنفاق الموجودة فى صحراء سيناء، بين غزة ومصر، والتى كانت تستخدم فى تهريب الأسلحة والإرهابيين إلى مصر برعاية ودعم إخوانيين.
عندما قام السيسى بإقناع مرسى بأن مصر فى خطر ومهددة بالانقسام ونشوب حرب أهلية، ودعاه إلى إجراء حوار مع جميع القوى الوطنية، ووافق مرسي، وفجأة وهم فى طريقهم إلى قصر الاتحادية للحوار معه قام مرسى بإلغاء الاجتماع؟!! عندما كان الفريق صدقى صبحى رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة، وكان فى زيارة لأبو ظبى قال: «إذا طلبنا الشعب، سيجدنا إلى جواره فى أقل من الثانية». هو الآن وزير للدفاع، عندما وصلت الأمور إلى مرحلة الخطر عرض السيسى على مرسى عدة اقتراحات تمثل انفراجاً للأزمة وتخفيفاً لحدة التوتر والاحتقان فى الشارع المصرى واتفقا على أن يعلن مرسى تلك المقترحات فى الخطاب الذى سيلقيه يوم 23 يونيو 2013، وخطب مرسى، وكعادته لم ينفذ ما سبق أن وافق عليه، وأهمل تلك المقترحات كلية ولم يذكرها علىالإطلاق؟! عندئذ قرر الجيش بقيادة عبدالفتاح السيسى حسم الأمر فوجه نداء إلى مرسى يطالبه فيه بإجراء استفتاء شعبى على بقائه رئيسا أو  رحيله، وأمهله مدة أسبوع لإعلانه قبول ذلك، ثم امتدت المهلة 48 ساعة أخرى، ولم يستجب مرسى اجتمع خيرت الشاطر، أقوى قيادى بجماعة الإخوان، بالفريق أول آنذاك السيسى وهدده بأنه إذا تم  عزل مرسي، سيأتى مقاتلون من سوريا وليبيا وأفغانستان، ومن كل الدنيا ليقاتلوا المصريين؟! فكان الرد القوى والحاسم من السيسى أن: من سيرفع السلاح فى وجه الجيش المصرى سأمحوه من على وجه الأرض وتم عزل مرسى يوم 3/7/2013.
هذه هى الشجاعة، وطلب الشهادة، والنضال «الحقيقى» للمؤسسة العسكرية الوطنية الشريفة النبيلة. وعندما طلب السيسى من الشعب تفويضا لمحاربة الإرهاب، نزل يوم26/7/2013 أكثر من 25 مليونا من المواطنين لمنحه هذا التفويض؟! الجيش والشعب إيد واحدة، لأن جسدهما واحد، هو مصر. ماذا فعلت أنت وحزبك وجريدتك ياأستاذ صباحى؟! حزب فاشل بلا قواعد جماهيرية، عاجز عن حشد الجماهير، وصحيفة لا يقرؤها أحد. من يزيف التاريخ للوصول إلى الحكم لا يستحق ثقة الشعب. من لايحترم الجيش المصرى وينكر تاريخه الوطنى، ليس مصريا أنت صنعتك الكلام، وكما قلت أيضا أنت رجل سياسى، والسياسة لعبة قذرة، ولعبة نصب أنت تتحرق شوقا للوصول إلى كرسى الرئاسة. أما السيسى فقد قال: «حماية إرادة الشعب أشرف لى من حكم مصر» و«الجيش مع الشعب وليس مع أى رئيس» و«أنا مباشر وصادق ووطنى، قد تقولون أنى لست سياسيا، ولكن هذا هو أنا» والفرق شاسع بين الوطنى الصادق وبين السياسى الذى قد يبيع وطنه فى سبيل البقاء فى الحكم، ولنا فى مرسى وجماعته المثل؟! ياحمدين، شعارك هو: «واحد مننا»، وأنا أقول لك: «أنت واحد مش مننا» لو لوثتك السياسة.

رئيس لجنة الوعى الوطنى
المجلس الإستشارى الإسترالى المصرى