الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسرائيل تفرض على «المسجد» سياسة الأمر الواقع




أوضح «منير محمود» الباحث فى الشئون الإسرائيلية، لـ«روزاليوسف» أن إسرائيل تسعى من خلال تلك الانتهاكات خلق سياسة «أمر واقع» على الأرض، وهو أسلوب قديم انتهجته حتى من قبل صدور قرار الأمم المتحدة عام 1947 بتقسيم فلسطين، حيث تقوم بعمليات تهويد للحرم القدسى وللأراضى الفلسطينية، سواء داخل الخط الأخضر – داخل إسرائيل- بهدف محو الهوية العربية للأراضى العربية، أو خارج الخط الأخضر لتصعيب الأمر والمسئولية على المفاوض الفلسطينى والعربى الذى يجلس أمامه على طاولة المباحثات.
وأشار «محمود» إلى أن العرب لا يدركون أهمية عامل الوقت، وأنه يلعب حاليا لصالح إسرائيل، خاصة أن أى شبر يحصل عليه العرب الآن سيكون نقطة انطلاق بعد عشر سنوات من الآن، لكن العرب لا يقومون بتطبيق هذا المبدأ، وإسرائيل تمارس بجدارة سياسة «تغيير الواقع على أرض الواقع» مستغلة عنصر الوقت المهدر من جانب العرب.
وأشار إلى مستوطنة «آرئيل» والتى كانت قبل عشرة أعوام بؤرة استطانية صغيرة، ولكن مع مرور الوقت، ومساعى إسرائيل لتوطين اليهود فى البقاع العربية، أصبحت تلك البؤرة أحدى أكبر المدن الإسرائيلية، وغيرها من المستوطنات والبؤر الاستيطانية الصغيرة مثل «جوش قاطيف».
أيضا توطين المستوطنين فى المدن العربية مثل مدينة الخليل، حتى تصعب الأمر على المفاوض العربى لتحديد حدود الدولة الفلسطينية على أساس عام 1967، فبات هناك مدن عربية ذات وجود يهودى كبير وهو ما يشكل أزمة أمام المفاوض العربى.
وشدد «منير» على أن الانتهاكات المستمرة من قبل المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلى للحرم القدسى لخلق أمر واقع، إذ تقوم أيضا قوات الاحتلال ببناء ممرات داخل باحات الأقصى لجذب يهود العالم والسائحين لجعلهم يزورون المدينة المقدسة تحت السيادة الإسرائيلية.
وعن الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى للبحث عن بقايا الهيكل، أكد على عدم وجود أية حفريات حتى الآن تؤكد المزاعم الإسرائيلية بوجود هيكل سليمان تحت أنقاض المسجد الأقصى، مستشهدا بتقارير علمية فى مجال الأثار لعدد من العلماء اليهود فى دول العالم يؤكدون أنه يصعب التصديق بوجود الهيكل بعد خمسون عاما من التنقيب دون العثور على أية بقايا أو حفريات أو مقابر لحضارة يهودية كما يزعم الإسرائيلييون.
ولفت إلى أن الحكومات اليمينية فى إسرائيل، وبالأخص الحكومة الحالية، تستمر فى عمليات البحث والتنقيب أسفل المسجد الأقصى، كما تشرف على عمليات الترويج السياحية للأراضى المحتلة، وتغلق المداخل للمسجد، مثل «باب المغاربة»، لخلق سياسة «الأمر الواقع». مشددا على أنه يجب على العرب وضع هذا الموقف فى الإعتبار، وأن يتداركوه بالطرق الدبلوماسية، إذ أنهم لن ينجحوا فى كسب تلك المعركة عسكريا إذا خسروها دبلوماسيا.
وأشار الباحث والخبير فى الشأن الإسرائيلى إلى أن ادارة الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» والتى أشرفت وتوسطت فى الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى كانت تدرك من البداية أن المفاوضات لن تفضى لأية نتائج، أنما هى وسيلة لكسب لصالح إسرائيل، وأنه يجب على العرب وقف نزيف الوقت حتى يتمكنوا من وقف نزيف التهويد.
ورأى أن الانتهاكات بحق المسجد الأقصى ستزيد من عزلة إسرائيل دوليا، وأنه يجب حاليا تفعيل الدبلوماسية العربية بفتح ملفات الانتهاكات فى مؤسسات الأمم المتحدة، بالأخص منظمة اليونسكو، ويجب على الدول العربية ومصر خاصة، إذ أنها دولة ذات طابع خاص من التراث الإسلامى، تدويل هذا الملف والتحرك لنشره بالأدلة، وهو الأمر الذى اتى بثماره من قبل فى عدد من الدول الأوروبية التى قاطعت منتجات المستوطنات الإسرائيلية بالأراضى العربية، والمقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية. موضحًا أنه يجب التحرك بالأخص مع المنظمات التى لا تتبع بشكل مباشر مجلس الأمن، حيث الفيتو، والتحرك مع المنظمات التى يمكن أن تشكل تهديدا لإسرائيل مثل اليونسكو والأمم المتحدة التى قبلت بعضوية غير كاملة لدولة فلسطين. وشدد على أن حكومة الرئيس «محمود عباس» هى التى تمتلك قياس الأمور.