الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأقصى.. الباحات المباحة




الموقف الدولى «متخاذل» دائما

اكتفى المجتمع الدولى بالإدانة والشجب لكل الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم الأقصى والمدينة المقدسة، حيث تابعت القوى العظمى المشهد من بعيد ولم تحرك ساكن شكل حازم فى الأمر، إلا أنه مؤخرًا اتخذ الاتحاد الأوروبى خطوات جادة بشأن المقاطعة الاقتصادية لمنتجات المستوطنات كوسيلة للضغط على إسرائيل إلا أن الأمر يتضح أنه ليس ذا مغزى قوى أو مؤثر على دولة الاحتلال.

عدد السكان العرب تقلص لأقل من %50 خلال نصف قرن

رغم مرور أكثر من 66 عامًا على الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية واعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين المحتلة كدولة مراقبة إلا أن الاحتلال الغاشم مازال يمارس أعماله الدنيئة بحق الشعب الفلسطينى وأماكنه المقدسة مثل اقتحام المسجد الأقصى أكثر من 14 مرة، خلال شهر إبريل الماضى وذلك من قبل الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين اليهود بحجة الصلاة تارة والتأمين من قبل المسلحين العرب على حد وصفهم، وحدثت تلك الانتهاكات فى ظل مفاوضات السلام المتعثرة بفضل الرعاية الأمريكية الفاشلة لها وإقامة المصالحة الفلسطينية بين حركتى «فتح» و«حماس».
من جانبها أكدت وسام الريس المسئول الإعلامى لحركة فتح بالقاهرة أن اتفاقية «أوسلو» الموقعة عام 92 بين طرفى النزاع نصت على أن يتولى حماية الأماكن المقدسة شرطة الاحتلال وليست الشرطة الفلسطينية، مشيرةً إلى أن العالم يرى يوميا الانتهاكات التى تمارس من جانب أفراد الشرطة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين سكان مدينة القدس وأماكنها المقدسة، وذلك فى ظل الصمت الدولى والإسلامى والعربى.
وأوضحت الريس أن أعداد سكان القدس أصبح فى تقلص دائم ، بسبب تلك الممارسات الوحشية إذ كان يبلغ عدد سكان القدس عام 67 ،500 ألف نسمة وأصبح الآن 200 ألف إذ تمارس الحكومة الإسرائيلية سياسة التطفيش مع السكان العرب، وذلك فى شتى جوانب حياتهم إذ لا يسمح للفلسطينيين أن يتزوجوا من خارج البلدة القديمة ولا يسمح لهم ببناء منازل جديدة أو بناء أدوار زيادة ويجب عليهم أن يتقبلوا دراسة المناهج الإسرائيلية وليست الفلسطينية.
ولفتت مسئولة الإعلام بحركة «فتح» بالقاهرة أنه رغم كل تلك الأعمال التعسفية  إلا أن السلطة مازالت تحاول أن تجد حلولاً للوقوف ضد تلك الانتهاكات، وذلك بالتواصل مع الأعضاء العرب بالكنيست الإسرائيلى لقوة تأثيرهم على المجتمع السياسى الإسرائيلى وأيضا التواصل مع الدول العربية والإسلامية لإيجاد حل لصد تلك الانتهاكات الوحشية.
فى سياق متصل أكد أيمن الرقب القيادى بحركة فتح أن الاعتراف الدولى بدولة فلسطين على حدود 67 مازال ناقصاً، وذلك لاعتراض إسرائيل على هذا القرار وظهر ذلك جليا عندما قام الملياردير اليهودى سيكوفتش بشراء البريد الفلسطينى بالقدس بماغ قدر بمليار و3000 مليون دولار والذى من المفترض أن يكون تحت تصرف السلطة الفلسطينية لأن القدس الشرقية هى عاصمة فلسطين فى الأساس، فى المقابل قدم العرب للفلسطينيين المقيمين بالقدس 500 مليون دولار كمساعدة لمواجهة الحياة الصعبة التى يفرضها الاحتلال عليهم.
وأوضح الرقب أن عدد الفلسطينيين فى الخارج يصل إلى 6ملايين و300 ألف،بينما يصل عددهم فى الداخل إلى 5ملايين و700 ألف مواطن.
وحول موقف السلطة من تلك الانتهاكات أشار إلى أن البرنامج السياسى للسلطة يعمل على الحل السياسى وليس العسكرى، مؤكدًا أنه على الحكومة القادمة أن تستمع لصوت الشعب الفلسطينى عند إصدار القرارات والقوانين بحقهم، وأن تضع وقت ًامحددًا لتنفيذ تلك القرارات الشعبية وإقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وتوقع الرقب أن تستمر قوات الاحتلال فى بناء المستوطنات والممارسات الوحشية بحق الشعب الفلسطينى.
فى المقابل رأى د.خالد سعيد الباحث بمركز «يافا» للدراسات الاستراتيجية أنه طوال بقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس على رأس السلطة الفلسطينية سيبقى الوضع من سىء إلى أسوأ، وذلك لتحالفه بشكل غير ظاهر مع الاحتلال الإسرائيلى وكان أحد أسباب تجميد مفاوضات السلام.
وشدد سعيد على أنه يجب أن يتم اجتزاز الكيان الصهيونى من الأراضى الفلسطينية بشكل كامل.
وأوضح الباحث فى دراسات الشرق الأوسط أن كتاب «سلام الخيارات الصعبة» أظهر أن آراء الباحثين الإسرائيليين أكدت أنه استحالة إتمام السلام إلا عبر السلاح وليس بالتفاوض السياسى، وذلك ما يجعل فلسطين تسلك طريق السلاح لأخذ حقوقها المسلوبة ودحر الاحتلال الإسرائيلى.
واستشهد سعيد بقوة المقاومة الفلسطينية فى مواجهة إسرائيل فى حروب 2006 برفقة «حزب الله» فى لبنان ومواجهتها لإسرائيل فى حربى «الرصاص المصبوب» اجتياح غزة 2009 وحرب «عامود السحاب» 2012 والتى شهدت أيضا اجتياح الاحتلال لقطاع غزة، ولكن المقاومة نجحت فى ردعهم عن ذلك.