الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سيدة مصر الأولى




عازر: تكتفى بالأعمال الخيرية والاجتماعية.. وبهاء الدين: تبتعد عن السياسة.. واختفاؤها تماماً غير مقبول

 

كتبت - علياء أبوشهبة


رغم أنه منصب شرفى أو بروتوكولى إلا أن كثيراً من أعين المصريين تتجه صوبه.. السيدة الأولى فى الصورة الذهنية للعقل المصرى ترتبط بشكل كبير بأفكار سلبية نظراً للاعتقاد السائد بأنها تمثل باباً أو مدخلاً للتأثير فى الحياة العامة والسياسية بصورة لا تروق لهم، إلا أنه فى الوقت نفسه نجد فى العالم من حولنا  وفى  تاريخنا أيضاً أدواراً إيجابية للسيدة الأولى تتمثل فى تشجيع العمل الخيرى والتكافل الاجتماعى.. وما بين النظرتين المختلفتين لدورها فى الماضى وما ننتظره أو نريده منها فى المستقبل نفتح النقاش فى هذا الملف حول الدور الذى ينبغى أن تلعبه السيدة الأولى فى مصر فى الفترة المقبلة.

بعد ثورة شعبية كان أحد أسبابها رفض سطوة زوجة الرئيس وتدخلاتها فى الحياة السياسية، ومع قرب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية يبقى السؤال حول الشكل الأمثل لطبيعة مهام زوجة الرئيس وتواجدها فى الحياة العامة والسياسية، وهو المنصب المرجح ما بين انتصار السيسي، أو سهام صباحى.
استطلعنا آراء سياسيين ورؤيتهم لمهام زوجة الرئيس فى المرحلة المقبلة، حيث قالت مارجريت عازر، البرلمانية السابقة، لـ«روزاليوسف» إن السيدة الأولى لها مهام بروتوكولية رسمية لا يوجد خلاف على أهمية قيامها بها، ويمكن إلى جانبها تولى أعمال عامة وخيرية واجتماعية لكن بعيدا عن أى ممارسة سياسية.
أضافت عازر إن المصريين  لديهم تجربة سيئة مع الدور السياسى للسيدة الأولى ومجرد محاولة تكرار الصورة السابقة سوف يفتح عاصفة من الجدال الغاضب لا داعى لها.
«كل سيدات مصر أوائل و لا يوجد سيدة واحدة يقتصر عليها لقب السيدة الأولى»، بهذه العبارة بدأت هبة ياسين، العضوة فى حزب التيار الشعبي، حديثها، مؤكدة على رفضها لتلك الهالة التى رسمتها جيهان السادات على مقعد زوجة الرئيس وهى أول من أطلق لقب السيدة الأولى، ومن بعدها انتقل اللقب إلى سوزان مبارك التى كانت أحد أهم أسباب سقوط الحكم بسبب تدخلاتها السياسية.
وأضافت: أنه بالنظر إلى التسلل التاريخى لزوجات الرؤساء نجد السيدة تحية كاظم أو تحية عبدالناصر، كما اشتهرت، مارست دورها كزوجة مصرية وزوجة للرئيس بهدوء واقتدار بدون صخب زائد أو تدخلات لا معنى لها.
فيما أشار أحمد بهاء الدين شعبان،  الأمين العام للحزب الاشتراكى المصري، إلى أن تجارب المصريين مع السيدة الأولى لها طابع سلبى لذلك فهو منصب يحيط به الكثير من التحفظات، وخاصة بالنسبة لكل من جيهان السادات وسوزان مبارك، لأن كلتيهما تجاوزت الدور المقبول لها وتوجهت نحو استغلال النفوذ والسيطرة، وهى أمور غير مقبولة بعد حالة الحراك الثورى فى المجتمع المصري.
وأضاف إن الدور الوحيد المقبول لزوجة الرئيس يجب اقتصاره على الجانب الاجتماعى الخيري، بعيدا عن صياغة السياسة العامة، أو أن يكون لها قول نافذ فى أى قرار سياسي، كما أن اختفاءها التام ليس مقبولا أيضا.
«قولا واحدا بدون أى جدال سيدة مصر الأولى ليست لها أى علاقة بالعمل السياسي»، بهذه العبارة بدأ شهاب وجيه، المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار، حديثه إلى «روزاليوسف» مشيرا إلى أن ممارسة زوجة الرئيس للعمل الخيرى هو اختيارها الشخصى لا يمكن لأى شخص التحدث بشأنه أو رسم مهامها، لكن الأهم هو أن يكون ذلك العمل بعيدا عن سلطات و نفوذ الرئيس.
وأضاف إن الأدوار المتعددة لزوجة الرئيس بتولى مناصب مثل رئاسة المجالس المتخصصة أو تسمية أى منشآت باسمها أمرا لم يعد مقبولا لأنه يعيد للأذهان صورة سلبية قامت ثورة 25 يناير من أجل التخلص منها.
ورفض عصام شعبان، باحث ومنسق أنشطة‏ فى ‏مركز آفاق اشتراكية، لقب السيدة الأولى، معتبرا أنه أطلق من أجل خلق هالة من التقديس و الاحترام لزوجة الرئيس، فى حين أنها يجب أن يظل دورها كما كان قبل أن يصبح زوجها رئيسا، وهو الوضع المتبع فى الدول الديمقراطية التى لا تعترف بتقديس زوجات الرؤساء.